رؤى
أمل الأمة
أمل الأمة
منذ سنوات قليلة فشل وزراء الاعلام العرب فى تنفيذ خطة اعلامية
اتفقوا عليها كانت تستهدف مخاطبة الرأى العام العالمى، وكان سبب
الفشل هو عدم التزام معظم الدول العربية بدفع حصتها فى المبلغ الذى
تم تخصيصه لتلك الحملة وهو 20 مليون دولار.
بينما نجح عدد من المدونين بجهد شخصى فى التواصل مع بعض قطاعات
الرأى العام العالمى، وفضح المجازر الصهيونية فى غزة، سواء عبر مدونة
"نيو هولوكوست" التى تم تأسيسها باللغة الانجليزية، أو بالتواصل المباشر
مع بعض المواقع العالمية.
وعندما أشرت الي هذا الموضوع الأسبوع الماضى لم يكن الهدف هو الاشادة
فقط بهذا الشباب المبدع، وانما تنبيه الشباب العربى الى وسيلة مهمة يستطيع
من خلالها ان يقدم عملا ايجابيا لأمته، خاصة قراء الطبعة الدولية للأهرام فى
اوروبا والولايات المتحدة الذين يستطيعون تقديم الكثير من خلال خبرتهم فى
التعامل مع الرأى العام الغربى. وقد سعدت أن وجدت كلماتى صدى طيبا لدى
هؤلاء الشباب، وأنا اعرف ان مهمتهم تحتاج الى بعض الوقت والصبر حتى
تظهر آثارها بشكل فاعل، وهم يطورون عملهم بشكل سريع واستطاعوا اعداد
مجموعة من الفيديوهات التى تتضمن مشاهد مشتركة من الهولوكوست
الصهيونى والهولوكوست النازى، داعين الى نشرها بكثافة على صفحة
اليوتيوب الشهيرةعلى الانترنت باسم holocaust أو new holocaust،
بحيث ان أى شخص فى العالم يبحث عن هاتين الكلمتين على الشبكة العنكبوتية
تظهر له هذه الفيديوهات ضمن نتائج البحث.
ونشر المدونون موضوعات كثيرة باللغة الانجليزية على موقع "جلوبال فويسيز"
وهو من اهم المواقع الدولية التى تحظى بمتابعة كبيرة، واستغل بعضهم غرف
المحادثة (الشات) للدخول فى مناقشات مباشرة مع الشباب الأجنبى، وقد شاهدت
تجربة مماثلة خلال فترة عملى فى لبنان خلال وبعد حرب 2006 حظيت
بدعم بعض المنظمات اللبنانية، وهو الدور الذى يجب أن تقوم به بعض
الهيئات العربية الآن مثل اتحادات الصحفيين والمحامين لدعم نشاط هؤلاء
الشباب الذين اصبحوا أمل الأمة.
فـتحى محمود
الأهرام 10 ـ 2 ـ 2009
* * * * * * *
ــ كـلّ الـتـحـيـّة لأستاذنا الكريم فـتـحـي مـحـمـود الـذي يـقـوم بـدوره
الـوطـنـي و الأخلاقي و الإنـسـانـي تـجـاه أمـتـه من مـوقـعـه الـمـهـمّ .
لـه كـل الـتـقـديـر و الإحـتـرام . مـع أنـّي أعـرف جـيـداً أنه لا يـنـتـظر
الـشـكـر مـن أحـد , لـكـن كلمة الـحـق واجـبـة , فـي هـذا الـزمـان
الـصـعـب الـذي لا نـجـد فـيـه مـن إعـلامـنـا الـعـربـي الـرسـمـي
مـؤازرة , إلاّ مـن قـلـّـة قـليلة ممن لا يـحـيـدوا عـن ثـوابـتـهـم
حتى فـي أحـلـك الـظـروف و أصـعـبـهـا . و أمـثـال الأسـتـاذ فـتـحـي
كـانـوا و لا زالـوا يـنـيـروا لـنـا الـطـريـق لـنـمـشـي خـطـانـا دون
الـشـعـور بالـيـأس و دون الإسـتـسـلام لـلـهـزيـمـة أمـام الـنـفـس
و هـي أصـعـب درجـات الـهـزيـمـة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق