فـي هــذا الـزمـان الأخـيـر
و عـلـى هـذه الأرض الـتـي , أهـلـهـا يـعـبـدون الله و لا يعرفـونه .
و يـعـرفـون الـحـق و لا يـطـلـبـونـه .
أشـعـر أنـي أقـف عـلـى حـافـة الأشـيـاء .
الـكـفـر , الـغـضـب , الـحـزن . الـدمـع , الـسـخـريـة . القيامة .
حـتـى الـكـره , أخـيـراً بـدأت أتـعـلــّـم الـكـره
كـل الـذيـن عـلـّمونـي الـكـره كـي أكـرهـهـم .. لا أعـرفـهـم
و كـل الـذيـن يـكـرهـونـنـي .. لا يـعـرفـونـنـي .
أشـعـر أنـّي كـمـن يـحـمـل صـلـيـبـه عـلـى كـتـفـيـه , و يـبـحـث
عـمــّـن يـصـلـبـه عـلـيـه , و لا يـجـد . فـكـلــّـنـا على هـذه الأرض
نـحـب رؤيـة بـعـضـنـا الـبـعـض فـي لـحـظـة مـا قـبـل الـقـتـل .
لـحـظـة اشـتـهـاء الـصـلـب . لحظة الشعـور بـنـشـوة الجـريـمـة .
أصـبـحـت هـذه الأرض فـي عـيـنـيّ , كـبـيـت دعـارة ٍ كـبـيـر
فـيـه الـقـلـيـل مـن الـشـرفـاء الـذيـن لا مـأوى ثـان ٍ لـهـم
و الـكـثـيـر مـن الـداعـريـن الـذيـن يـهـدّدونـك بـغـضـب الله
الـذي سـيـحـلّ عـلـيـك , مـا إن تـذكــّرهـم بـخـطـايـاهـم .
كـلــّنـا فـاسـقـيـن
و كـلــّنــا مـسـاكـيـن
هـذه الـحـيـاة أصـبـحـت ْ كـالـعـاهـرة الـتـي تـفـتـح سـاقـيـهـا
و تــتــمــنـــّـع .
و " صـبـحي الـجـيـز " رفـيـقـي , تـركـنـي أخـيـراً عـلـى هـذه الأرض
و مـضــى .
جـو غـانـم