الأحد، 30 نوفمبر 2008

كـأنــّك يــا بـو زيــد

لا أدري متى سيتوقـّف بعض المـثـقـفـيـن خصوصا من إخوتنا

في الخليج عـن تـرديـد سيمفونيات المديح كـلـّما ظهروا في

لقاء تلفزيوني .. و أنا هنا أتـكـلـّـم عن المثقفين بالفعل و ليس

عن الوصوليين و مـدّعي الثقافة الموجودين في كل مكان

و التي تكون هذه الإسطوانات زادهم الوحيد ..

بـقـدر مـا أسعدني رؤية امرأة إماراتية حائزة على أكـثـر

من شهادة عليا في اختصاصات علميّة رفيعة , و متابعتها

البارحة على شاشة إحدى القنوات , و قــد عــُـيــّـنـتْ في

مـنـصـب جـديـد .. بـقـدر مـا حـزّ في نفسي و أزعجني

ذاك السيل الذي لا يـنـتـهـي مـن كلمات الشكر لسيّدي فلان

و مولاي فلان و ابنه الشيخ فلان و أخيه الشيخ فلان و ابن

أخيه الشيخ فلان و زوجته الشيخة فلانة و المشايخ أولاد

عمومته و عـمـّاته .. لم يكن ينقص سوى أن تـشكر ناقـتـه

و بـعـيـره .. بينما لم تتطرّق لشكر أستاذاً واحداً من أساتذتها .

يـا أخـتـي لا بأس من شكر كل حاكم أو حكومة تـقـدّم كل

التسهيلات لأبناء الوطن لـيـتـمـكـّنـوا من الإرتقاء بأنفسهم

ثقافياً و علمياً إلى درجات متقدّمة .. لكن هذا ليس هبة و لا منحة

من الحاكم .. هذا حـقـّـك .. و أنت من تعب و سهر الليالي و قضى

سنين طويلة من عمره كي يصل إلى هنا .. و على الحاكم أن يشكرك

أنت .. لا العكس .

إلى متى ستظلّ لدينا هذه العقدة ..أن الحاكم هو المانح الوهّاب و لولاه

لما كـنـّـا شيئاً ؟ و كيف سينتظر الشعب من هذا المثـقـّـف أن يصحّـح

للحاكم اعوجاجه أو ينتقده حين يـُخطئ أو ينصحه حين يحتاج النصح

طالما يرى هـذا المثقف في الحاكم مـُسـبـّـب الأسباب و واهب

الرزق و العلم و مـانـح الـشهادات و الألقاب ..

إلى متى سـيظلّ بعض المثقفين يبدون كـمـُـحـدثـي الـنـعـمـة بالثقافة

و مـا نـفـع العلم و الثقافة إذا كـنـّـا سنظل نتكـلـّـم بـمـنـطـق أمّ علي

زوجة الـبـوّاب ؟

لا يـلـيـق بـإمـرأة مـثـقـفـة أن تـظـهـر عـلـى هـذا الـنـحـو ,, خـصـوصاً

امـرأة .....

فالـرجـال إمـّـا عـبـيـد بـرغـبـتـهـم .. و إمـا أحـرار لأنّ امـرأة مـا

أرضعتهم الحريّة أو عـلـّمـتـهـم الحريـّة أو حـبـّـبـتـهـم بالحريّة .

أمـّـا الـنـسـاء .. فـهـنّ إمـّـا مــُـسـتـعـبـدات رغـمـاً عـنـهـن و إمـا

هــنّ حـرائـر رغـمـاً عـن أنـف الـجـمـيـع .



حــنـــّـا الـســكــران


..............................


إيــّـّـاك تــقــول .. لا

إن كــنــت قــايـل .. نـعـم .





الجمعة، 28 نوفمبر 2008

حـوار




























مـن يـتــابــع مـؤتـمـرات مـا يــُـسـمـّـى " بـحـوار الأديـان "

خـصـوصـاً تلك التي يـُشارك فـيـها الزعماء السياسيين , يـظـن

أن الـقـيـامـة سـتـقـوم خـلال أربـعٍ و عشرين و ساعة , باعـتـبار

أن الناس أصبحت حالة واحدة , و أنّ الوئام و السلام حـلاّ على الأرض

بين أتباع هذه الديانات , و لم يـبـقَ سـوى أن يـنـتـقـلـوا جميعاً إلى جوار

ربــّـهـم , لأن المهمة قـد نــُـفـّـذت و انـتـهـت . و لم يـعـد هـنـاك داعٍ للبقاء

على هذه الأرض .. و لــنــَـعــُـد جميعاً إلى الـجـنـّـة التي هـبـطـنـا مـنـهـا

ذات شـهــوة .

من المعروف أن الصراع الديني الطائفي كان دائماً و أبداً ذو منشـأ

سياسي .. و كـان الديـن و لا يزال .. يــُـسـتـخـدم مـن قـِـبـل السياسيين

و رجال دين البلاط , لتحقيق المكاسب السياسية الـدنـيـويـّـة على حساب

الله و عباد الله .

أسـتـغـرب لـمـاذا يـذهـب هؤلاء السياسيون العرب و بعض رجال الدين

العرب إلى مؤتمرات كـهـذه.. هذا عجيب جداً .. فـهـم لـم يـتـوانـوا

و لم يـتـورّعـوا و لـم يـكـفــّـوا يـومـا عـن تــزكـيـة الخلافات و الـفـتـن

الطائفية داخل بلدانهم . و هم أيـضـاً لا يـبـدون أي رغبة حقيقية في

حـلّ أي نـزاع ذو وجـه طائفي في قرية من قرى صعيد مصر مثلاً أو في

أحد شوارع أو ضواحي بيروت .. بـل يـسـتـغـلـّـوه أبشع استغلال لـتـخـويف

الناس من بعضهم البعض و جعلهم لا يرون ملاذاً اّمناً سوى حضن الزعيم

السياسي للطائفة ..

هـل السلام على شمعون بـيـريـز هـو غـايـة وجـود الأديان على

هذه الأرض ؟ و هـل الـسـلام على شمعون بيريز أسـهـل و أجدى

و أقرب إلى الله من الجلوس مع قـبـطـي مصري أو مع شيعي من

جنوب لبنان أو من إيران أو مع سـنــّـي من أهـل غـزّة أو مـن

إغـاثــة مسـيـحـي مـن أهـل الـمـوصـل ؟ إذا أردنا أن نـتـكـلـّم

بـلـغـة الـطـوائـف الـبـغـيـضـة .!!!

دعـوا شـعـوبـكـم تـتـحـاور مـع بـعـضـهـا أولاً . و اسـمـحـوا لـهـم

أن يـقـبـلـوا بـعـضـهـم الـبـعـض . ثـم اذهـبـوا لـلـسـلام على كـبـيـر

الـكـهـنـة .

شـكـراً لله لأن مـوشـي ( ديــّان ) لـم يـعـد مـتـوفــّـراً .



جـو غـانـم








....................................






















































شـو الـنـظـام .. لـو مـا فـي نـظـام .

ـــ أبـو الـعـبـد : بـتـعـرف خــيــّـي طـنــّـوس ....

ــ طـنــّـوس : لأ ..

ــ أبـو الـعـبـد : لـَـكْ روق .. روق .. يخرب ذوقـك .. خـلــّـيـنـي كـفــّـي كـلامـي .

ــ طــنــّـوس : ســوري .. ســوري يـا خــيــّـي .. تــفــضــّـل .

ــ أبــو الـعـبـد : أيــوه بــرافــو .. هـيـدي هـيـّـي .. الــســوري .. هـيـدا

مـوضـوعـنـا تـمـامـاً .

ــ طــنــّـوس : يـا خـيـّـي شـو خـصّ الـسـوري .. أنـا عـم قـلــّـك سـوري


يعني بـعـتـذر لأني قـاطـعـتـك ..

ــ أبـو الـعـبـد : طـبـعـاً خـصــّـه .. هـوّ اللي خـصــّـه .. انـت بـتـعـرف قـديش

الـنـظـام السوري عـم يـعـمـل خـيـر و عـم يـسـاهـم بـأعـمـال إنـسـانـيـّة بلبنان ؟

بـتـعـرف إنـه لـولا مـنـه .. فـي نـاس بـتـصـفــّـي بالـشـارع بـلا شـغـل بلبنان ؟

و فـي بـيـوت بـتـتـسـكــّـر ؟ بـتـعـرف ؟

ــ طـنــّـوس : لا والله .. فـهــّـمـنـي بـلـيـز .

ــ أبـو الـعـبـد : أوكـي .. خـود عـنـدك .. تـلـفـزيـون الـمـسـتـقـبـل . و قـنـاة

المستقبل الإخـبـاريـة ..و جـريـدة الـشـرق , بـتـعـرف عـدد الأشـخـاض الـلـي

بـيـشـتـغـلـوا بـهـيـدي الـمؤسـّسـات ؟ و كـم بـيـت مـفـتـوح بـسـبـبـن ؟

ــ طـنــّـوس : كـتـيـر .. مـئـات .. و يمكن اّلاف .. بس شـو خـصّ ؟

ــ أبـو الـعـبـد : يـا عـمـّي روق ... شـيـل مـصـطـلـح ( الـنـظـام الـسـوري )

مـن عـمـل هـالـمـؤسـسـات كـلـهـا .. امـنـعـه تـمـامـاً .. امـنـع ذكـره نـهـائـيـاً

بـأي بـرنـامج أو أي ريـبـورتـاج أو تـعـلـيـق أو مـقـال . شـو بـيـصـفـى عـنـدك ؟

ــ طـنـــّـوس : الـعـمـى .... مـا بـيـصـفـى غـيـر الـشـيـف رمـزي !!!

ــ أبـو الـعـبـد : الـشـيـف رمـزي ؟ لـيـش بـعـدو الشيف رمزي عم يطلع

عالمستقبل؟

ــ طـنــّـوس : بـعـتـقـد .

ــ أبـو الـعـبـد : لا .. لازم تـتـأكـّد .. كـرمـالـي .. بـكـرا بـتـشـوف حـلـقـة

و بـتـرجـع تـخـبـّـرنـي .. لأنـه إذا مـا خـاب ظـنــّـي .. صـار الـزلـمـي عـم

يـحـكـي مـع ســتّ الـبـيـت على الشكل الـتـالـي :

بـتـجـيـبـي الـدجـاجـة يا سـتــّـنـا الـمـنـاضـلـة الـحـرة الـمـسـتـقـلــّـة ..

و بــتـقــطــّـعـي أوصـالـهـا بـعـد مـا تـتـخـيــّـلـي انها النظام السوري .

بـعـديـــن بـتـضـيـفـي تلات ملاعق مـسـبـّـات لـلـنـظـام الـسـوري ..

بـعـديـن بـتـحـطـّي فـوقـن مـقـدار كـوب مـن الحجم الكبير , مليان اتـهـامـات

لـلـنـظـام الـسـوري .. و قـبـل مـا " تــولــّـعــي " تـحـت الـنـظـام

الـسـوري .. بـتـرشــّــي شـي تـحـلـيـل لـمـصـطـفـى علّوش عـن الـنـظـام

السوري فـوق طـبـخـة إسـقـاط الـنـظـام السوري .. و بـتـتـركـيـهـا

تـا تـنـضـج و تستوي على نار الـثــورة ضـد نـفـوذ النظام السوري


و بـهـالـوقـت بـتـحـضـّـري سـلـطـة الـنـظـام السوري . و هـيـدي

سـلـطـة قـمـعـيـّـة مـالـحـة مـمـكـن تـعـزمـي عـلـيـهـا شـي وحـدة

مـن جـاراتـك الـلـي بـيـأيــّـدوا الـمـعـارضـة الموالية للنظام السوري ..

و صـحـّتين , و سـوري لأنـه مـا قـدرنـا نـاخـد اتـصـالات عـالـهـوا ..

لأنـه الـهـوا و الـنــَـفــَس مـقـطـوعـيـن بسبب وجـود ريـحـة مـؤامـرة

مـن الـنـظـام السوري بـسماء مـطـبـخ التلفزيون . مـحـتـمل انـهـا

بـتـسـتـهـدف الـزمـيـل علي حمادة , لأنه اليوم طـبـَـخ حلقة رح يحكي

فيها عن تـورّط النظام السوري مـبـاشـرة بـقـضـيـة حـرمـان الـمـغـنـيـّـة

ألـيـسـا من جائزة ميوزيك مدري شـو الـعـالـمـيـة . و اللي راحـت لـنـانـسـي

عـجـرم .. كـون نـانـسـي بـتـحـبّ تـاكـل بـرازق شـامـيـّـة .. و ألـيـسـا لاّ .

و مـوعـدنـا بـكـرا .. مـع طـبـخـة بـحـص جديدة و يـخـنـة الـمـحـور السوري

الإيراني .



حــنـــّـا الـســكــران
.




الخميس، 27 نوفمبر 2008

الـفـقـر .. تحت خـط ّ الـعـقـل

سـأبـدأ كـمـا بـدأت الـصديقة نـسرين بسيوني .. بـأنّ مـن حـق حاكم دبـي

أن يـفـعـل مـا يـشـاء بـثـروة إمـارتـه .. طـالـمـا الـشـعـب راضـي و مبسوط

و مـقـتـنـع بـأن هـذه الـثـروة تـركـهـا الله أمـانـة في عـنـق ولـي الـنـعـم

يـفـعـل بـهـا مـا يـشـاء ..و يسـتـطيع هـذا الحاكم أن يـحـوّل إمـارته لأي شيء

يـريـد ..

كــان حاكم دبي قد دعى العديد من زعماء المنطقة و العالم و أكـثـر من ألـفـي

شـخـص مـن مـشـاهـيـر الـفـن و الإعـلام و الشخصيات النافذة في

العالم لحضور حفل افتتاح مـنـتـجع " اتـلانـتـس " الأسـطـوري

في دبـي .. و كـانـت تـكـلـفـة الإفـتـتـاح عشرين مليون دولار فـي حـيـن

أشـارت وكـالات أخرى أن التكلفة بلغت عـشـرات الملايين و ليس عشرين

بالتحديد .

لـن أتـحـدث عـن الـجـوعـى و المرضى و المحرومين حتى من نور الكهرباء

في غـزّة و عن شعورهم تجاه ما يحدث في محيطهم العربي من أمور كهذه

بينما هم فــُـرض عليهم أن يعودوا إلى العصر الحجري و يرون إخوانهم

يتفرّجون عليهم من بعيد .. بل يشاركون بطريقة أو بأخرى بصنع مأساتهم

هـذه . لـكـن سـأشكر الله أن هؤلاء حــُـرمـوا بسبب عدم توفر الكهرباء

من متابعة هـذا الإنـجـاز العربي العظيم .. لأني لـو كـنـت مـن أهـل غـزة

و رأيت هـذا الحدث على الشاشات و أنا في هذه الحال لـكـلــّـفني الأمر إطعام

عشرين مسكين أو صـوم شـهـر ( و سـأكون صائماً بكل الأحوال ) لأني

بالـتـأكيد كنت سـأكفر بـكـل شيء في لحظة يـأس خـانقة .

لـن أتـطـرّق بـإسهاب لكل هذه الأمور المهمة . و لا حتى لهذا البذخ الذي

جاء في عـزّ الأزمة المالية العالمية .. رغم إدعّاء المسؤولين عن هذا المنتجع

أنهم لم يسمعوا عن الأزمة المالية بعد , و رغم كلام صـديقي شايلوك الذي يعمل

في دبي الان و الذي أخبرني بطريقته ( أن الـتـفـنـيـش على أبو مـوزة في دبي )

أي أن الشركات هناك تـنـهـي عقود مئات العمال و الموظفين يوميّاً بسبب

الأزمة المالية .

سـأتـكـلــّـم أولاً عـن انـزعـاجي من عـدم تـمـكــّـن الإعلامية الأمريكية

أوبـرا ويـنـفـري مـن الـحـضـور في اّخر لحظة بسبب حريق اندلع قرب

منزلها .. و السبب أني أعرف جيدا أن تكلفة حضور هذه الشخصيات

عالية جدا .. و كـنـت أودّ أن تـأتي أوبرا و ( تـلـهـف ) عدة ملايـيـن

من هـؤلاء , لـتـأخـذهـا و تـصـرفـهـا في مؤسساتها المنتشرة في

إفريقيا و التي أقامتها كي تـخـفـّـف اّلأم أبناء جلدتها .. فما دام أبناء

جلدتنا يـتـصـدّقون على الفقير و المحاصر مـنــّـا في غـزة أو

الجنوب بـبـعـض الفتات و بـعـدهـا مـن كـثـرة مـا يرددون أمامنا :

( دفـعـنـا لـكـم و دفعنا لكم و دفعنا لكم ) يتمنى الواحد منا

لو كان مات تـحـت القصف كان أشرف له ... فـلا بـأس أن تـأتي

العزيزة أوبـرا و تـبـول على عقولهم و تـأخذ كـام مليون دولار

لأخوتنا الفقراء في افريـقـيـا .. فالـفـقـراء أخوة أيـنـمـا كـانوا .

أمـر اّخـر لـفـت نـظـري , و يلفت نظري دائماً عند افتتاح أي عمل

كهذا في بلادنا العربية خصوصا في دبـي .. و هـو الـدهـشـة الـتـي

تـبـدو عـلـى وجه الحاكم و هو يـفـتـتـح الصرح .. لـو دقــٌقـت في منظره

لـوقـعـت مـن الضحك .. فــهـو يـبـدو أسـوأ حـالاً مـن " علي بن الجهم "

ذاك الشاعر البدوي الجميل . عندما زار بغداد لأول مرة و دخل قصر

الخليفة .. و لـو دقــٌقـت في وجـوه مـرافقيه الذين يشرحون له و هم

كـلــّـهم من الأجـانب لـوقعت من الضحك أيضاً , لأنك ستلاحظ دهشة

غريبة على وجوهم .. و هم ينظرون إلى وجهه .. أي أنهم مـنـدهشون

مـن انـدهـاشـه .. و ليس من الحدث القائم أمامهم و الذي ابتكروه

بعقولهم .

الأمر الاّخـر . هـو إصرار هؤلاء كل مـرّة على دعوة عشرات أو مئات

( و اّلاف هذه المرة ) الشخصيات المشهورة في عالم الفن تحديداً ..

لـكـي يـأخـذوا الصور معهم كـأي معجب مــراهــق و ثانياً هي محاولة

منهم لإبهار هـؤلاء و من ثمّ النيل منهم أو مـنـهـن بالتحديد ( على مبدأ

عليهم يا عرب ) . فماذا تفعل لـيـنـدسي لـوهـان هـنـا , أو تشارليز ثيرون

( مع أني من أشد المعجبين طبعاً ) و ليلى علوي ..و غيرهن ..

الأمر الأخير الان .. هـو أني سمعت على إحدى القنوات الفضائية و قرأت اليوم

على الشبكة أن تكلفة الإقامة لليلة واحدة في جناح من أجنحة " أتلانتس "

يبلغ خمسة و ثلاثين ألف دولار !!!! لـيـلـة واحـدة ... و ليلة .. لو باقي ليلة

بعمري .. أبـيه الليلة .. و أسهر في ليل عيونك .. وهي ليلة عمر .. معليش

أنا بـلــّـشت لخبط .. بعرف .. و بلشت احكي عاميّـة كمان .. لأنه شي بيحطّ

العقل بالبـيضات مش بالكفّ .. و لأنه ليل عيونك ما رح يكـلــّـف متل ما بيكـلـّف

ليل اتلانتس .. مع انه .. يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين .. عيونك .

أعـتـقد أن حاكم دبي لو استمر على هذه الحال .. ببناء و إقامة هذه الصروح

الغريبة العجيبة .. فقريباً جدا سـتـتـحـول دبي إلى مدينة لنوعين فقط من الناس ,

مجموعة من السادة الذين ينتمون إلى عالم اّخر يستطيع الفرد فيه دفع عشرات

ألوف الدولارات مقابل الإقامة لليلة واحدة .. و مجموعة كبيرة من العبيد الذين

ستكون شغلتهم الوحيدة خـدمة هؤلاء السادة .. مع العلم أن جميعنا يعرف أنّ

ليندسي لوهان مثلاً أو إحدى أخواتها من مشاهير هوليوود أو أي فتاة من أية

وكالة نخاسة عربية أو أجنبية .. لن تدفع بنساً واحداً حين ستأتي إلى هذه الأماكن

فالشهامة العربية تقوم بالواجب مع هؤلاء بالذات .. لا مع أهل غزة و لا مع


مرضى السرطان أو مرضى الفشل الكلوي في مصر مثلاً و الذين فاق عددهم

أضعاف عدد سكان الإمارات .

أخيراً سـأنـهـي بنفس السؤال الذي سألته العزيزة نسرين ..

هـل يـخـطـر للحظة واحدة .. في ذهـن حاكم دبي . أن باستطاعته بمثل هذه التكلفة

إقامة صرح علمي حضاري يضع دبي في واجهة العالم .. جامعة كـإكسفورد مثلاً

أو كالسوربون أو هارفارد .. بـل أفضل من كل هذه الصروح .. و إستقدام أفضل

العقول في العالم و تعليم أبناء الإمارات في هذه الجامعات بدل إرسالهم إلى اّخر

الدنيا .. لأنه ليس في بلادهم سوى أماكن الـبـذخ و صـرف الأموال !!! بل و جعل

الأوربيين و الأمريكان أنفسهم يأتون إلى دبي لـيـتـعـلــّـمـوا ؟

أشـكّ في ذلـك ... فـمـاذا سـتـفـعـل لـيـنـدسي لوهان في صـرح عـلـمي ؟؟؟

مـاذا سـتـقـول لـهـا حـيـن تـقـرّر دعوتها ؟؟

ــ من الأفضل أن نـتـرككم الاّن مع " الـصـبـّـوحـة " في فاصل غنائي ضروري .

و شــو اسـمـَـك



قــِــلـــّـي شـو اسـمـك .




حــنــّـا الـسـكـران





الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

كـلـمة شــرف





كـلّ شيء معروض للـبـيع في هذا العالم الرخيص ..

و كلّ شخص .. أصبح معروضاً للإيجار في هذا الـوطـن العربي .

لم يـعـد مـن الـسـهـل الـتـفـريـق بـيـن الأنظمة و المعارضات العربية .

و لا بين الإعلام الحكومي و الإعلام المستقلّ , أو بين كاتب صحفي

مستقلّ و اّخر موظـّف .. كـلّ لـه ثمن .. للإيجار حـتـمـاً و ليس للشراء

فـيـبـدو أنّ الأمـر بـرمـّته في نظر السماسرة الكبار . لم يعد يـسـتـأهـل

( الإقـتـنـاء ) الـدائـم .

قـبـل سـنـوات .. قـرأت بـشـغـف .. تـجـربـة الـكـاتـب الـصـحـفـي الكبير

مـحـمـود السعدني .. الـولـد الـشـقـيّ الـذي روى مـا لـه و مـا عـلـيـه

بـأسـلـوبـه الـسـاخـر الـفـريـد الـذي يـُـبـكـيـك و يـضـحـكـك , و يـُبكيك

مـن الضحك أحياناً حتى و هـو يـشـدّك مـن شـعـر رأسـك لـيـأخـذك إلى

قـلـب الـمـأسـاة الشخصية لصاحبها . لـيـُـشـعـرك كـأنـّك في قلب الحدث .

و قـبـل اسبوعين أو أقلّ .. قـررت إعـادة قراءة السعدني من جديد .

و بالـتـحـديـد .. تـجـربـتـه كـصـحـفـيّ سـُـجـن و شــُـرّد و جـاع و عطش .

و تـزامنت قرائتـي هذه مع ظهور الكاتبة الصحفية الكبيرة صافي ناز كاظم

على قناة المحور لتروي تجربتها الطويلة مع الصحافة والكتابة.. بـمـرّهـا ..

و لا أجد مكاناً لأحشر فيه كلمة ( حلوها ) هنا .. فالحلاوة تجدها داخل هؤلاء

و على ألسنتهم و في عيونهم , و في مداد أقلامهم .. لا في تـفاصيل تجاربهم .

قـلـت لـنـوّارة يـومـهـا , أنـي كـنـت أبـتـسـم و الـدمـعـة في عـيـنـيّ , وأنا أستمع

إلى حديث الكاتبة الكبيرة , و هـي نفس الحالة التي كانت تعتريني و أنا أقرأ


السعدني الكبير ..

نـحـن نـقـول دائـمـاً .. أنّ فـلانـاً قـيـمـة ً أدبية كبيرة ,أو كـنـزاً وطـنـيـّـاً لا يجوز

المساس به أو حتى الإختلاف معه .. و في الحقيقة .. إنّ فلانـاً هـو مـن يجعل من

نفسه قيمة كـبـيـرة , و هو من يستطيع أن يهوي بنفسه إلى الحضيض حين يشاء .

ليس هناك من قيمة نهائية سوى الله .. لكنّ مـيـزة هـؤلاء الـروّاد المحترمين

أنـهـم يـعـطـوك الـحـق و المـجـال بـل يـُـعـلـّموك أن تـخـتـلـف مـعـهـم في رأي

أو فكرة ما , و ربـمـا يصل الخلاف لدرجة الصراخ , لكنك أبداً .. لـن تـسـمـح

لـنـفـسـك سوى بـاحـتـرامـهـم احترامـاً كبيراً يـلـيـق بـقـيـمـة لـم تـتـزحـزح بـعـد .

و أن تـتـعـلـّم منهم حتى و أنت مـخـتـلـف مـعـهـم , إن حـدث و اخـتـلـفـت .

هـؤلاء زادوا كـلّ قضية دافعوا عـنـهـا .. شـرفـاً .. و ليس العكس .. لم تـعـطـهـم

الـقـضـيـّة مـثـلـمـا أعـطـوهـا .. لا قـيـمـة و لا جـاهـاً ولا مـالاً .. بـل كـانت


القضية تـكـبـر بـهـم , و يـعـلـو شـأنـهـا بـهـم . و يـزداد جـوهـرهـا نـظـافـة

و نـصـاعـة و لـمـعـانـاً بـانـعـكـاس عـذابـاتـهـم عـلـيه .

قـرأت ذات يـوم , أن مسـتـشـاري نابليون بونابرت .. أشـاروا عـلـيه أن يـسـجـن

" جـان جـاك روسـو " لأنــّه الـرأس الـمـدبــّـر لـكـل الـمـظـاهـرات التي عـمـّت

فـرنسا يومـهـا ,فـأجـاب نـابـلـيـون: ( هـل تـريـدونـنـي أن أسـجـن فـرنـسـا ؟) .

نـابـلـيـون الـذي هـاجـم نـصـف بلاد الدنيا بجيوشة الجرارة و نـكــّل بـأهـلـهـا

استطاع أن يـعـرف قـيـمـة مـفـكـّر كـجـان جاك روسو .. و رأى فيه فرنسا بحالها .

و أنا لا أنـتـظـر مـن أي رئـيـس أو ملك عربي أن يكون له نظرة نابليون هذه .

بـل إنّ الـكـاتـبـيـن الكبيرين الـذَين أشرت إليها هنا على سبيل المثال لا الحصر

سـُـجـنـا و شــرّدا , لأنّ الحاكم كان يريد من وراء ذلك ( برأيه ) بـنـاء الوطن !!

و هـذه عـجـيـبـة لـو كـان بونابرت حـيـّـاً وقتها و سمع بها لأعاد احـتـلالـنـا

من جديد بـحـجـّة حماية إخوة روسو في الفكر و الأدب ..

و لا أنـتـظـر و لا أريد أيضاً مـن أيّ مثقف عربي واعد أو شاب عربي يخطو

على سلـّم المعرفة و الصحافة و الأدب أن ينظر لهؤلاء على أنهم أيقونات مقدّسة .

بـل جـلّ ما أتـمـنـاه أن نـتـعـلــّم من هؤلاء أن الـمـثـقـف الذي يحلم بنهضة

بلاده و يريد حـقـّاً المشاركة في هذه النهضة , أن يـدرك أن هـذا ليس مستحيلاً

و لا ضـربـاً من الجنون .. بـل هـو لـحـظـة صـدق و إيمان تستمر العمر كلّه .

إيمان بالوطن و الإنسان .. و الإحساس بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الشعب

الرازح تحت نير العبودية و القهر و الفقر .. و أنّ كلمة السرّ في هـذا كلـّه

هي دائماً أمر واحد لا يـتـغـيـّر و لا يـتـجـزّأ .. هـو : الـشرف ..

شـرف الـكـلـمة .. شـرف المهنة .. شـرف الـرأي و الفكرة .. و أولاً و أخيراً

شـرف الإنسان الاّدمي نفسه الـذي يـبـدأ و ينتهي عنده الشرف .

كـنـت و لا زلـت , أدمـع و أبـتـسـم و أنا أتـابع تـجـارب هـؤلاء و رفـاقـهـم .

و لـم تـكـن الـحـالـة , حـالـة إعـجـاب و حـسـب . بـل إحـسـاس عـظـيـم

تـجـاه أنـاس اسـتـطـاعـت بــكــُـلـفـة الـشـرف وحـده , لا الـحـسـاب البنكي

و لا إشـادات وزارة الخارجية الأمريكية أو وزارات الإعلام العربية , أن

تـصـنـع لـهـا قـيـمـة و مـكـانـاً تـحـت الـشـمـس , حـتـى حـيـن كـانـت

الـزنـازيـن تـحـجـب عـنـهـم كـلّ نـور , أو حـيـن كـانـت أرصـفـة الـغـربـة

الـقـاسـيـة . تـسـرق دمـوعـهـم . فـتـحـجـب عـنـهـم رؤيـة الـشـارع

تـحـت أقـدامـهـم .

لـديّ كـلامٌ كـثـيـر أقـولـه عـن هـؤلاء و عـن رفـاقـهـم و عـن وضـعـنـا

نـحـن الاّن كـشـبـاب يـحـاول .. و اّخـر يـتـخـبــّـط لـيـسـحـق في طريقه

كـل مـحـاولـة مفيدة .. و يـكـاد يقضي على كل بـارقـة أمـل .. لـكـن هـذا

يـكـفـي الاّن .. ضـاقـت بـي الـعـبـارة .. حـيـن اتـسـعـت الـرؤيــة .



جــو غـانـم

الأخـويـن رحـبـانـي








لـيـل بـلا وطــن

لا زلتُ منذ سـاعـات .. أحاول أن أنـام .. دون جـدوى ..

اعـتـدت منذ فـترة لا بأس بها .. أن أضع رأسي على المخـدّة , و أبـدأ

رحلة بحث عن وطـن في فضاءات خيالي .. و حين أجـده .. أتـوسـّـد

حضنه و أنـام .. بعد أن أقنع نفسي أني سأصحو صباحاً لـيـفـاجئني بأنه

حقيقة .. و بأني لم أكن نـائـمـاً على صدر حلم .

الاّن .. عـبـثـاً أجـوب مساحات عقلي ..

عبثاً أدور في فراغات خيالي ..

لم يعد باستطاعتي رسم صورة لوطن على مقاس حلم . و لا على

هـيـئـة حقيقة .

كـل هذه الأوطان لم تعد تــُـقـنعني .. و لـم تـعـد تــُـغــري عـيـنـي بـإغـفـاءة ..

مهما جـمـّـلتها .. و أعدت رسمها من جديد ألف مرّة في خيالي ..

كل هذه الأوطان أصبحت أضـيـق مـن أن تـتــّـسع لـهـذا الرأس الذي صار

أشبه بـفردة حـذاء مـثـقـوبة .. جـابـت كـل أرصـفـة الـوطـن الـعـربـي

و عـادت بـلا طــريــق .



مـن يـأخـذ سريـري هـذا .. و يـهـبـنـي بـدلاً عـنـه .. خـارطـة ً لـوطـن ؟ .


حــنـــّـا الــســكــــران

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

للعرب العائدين من الأندلس

في القرن الواحد و العشرين .. وفي أيّ مجتمع مـتـحـضــّر ( ومن المفترض

أنه ليس هناك مجتمع غير متحضـّر في القرن الواحد و العشرين ) . تـكـون

الـسـلـبـيـّـة هـي الـحـالـة الـشـاذة عن القاعدة الـمـنـضـبـطـة داخـل نـظـام

اجـتـمـاعـي قـانـونـي أو أخـلاقـي إيـجـابـي إلـى حـدّ كـبـيـر . بـحـيـث يـبـدو

أيّ فـعـل سـلـبـي , واضـحـاً وظـاهـراً و مـكـشـوفـاً كـتـلــّـة رمـلـيـة فـي

صـحـراء مـنـبـسـطـة , أو كـشـجـرة يـابـسـة وسـط غـابـة خـضـراء .

حين تكون الإيـجـابـيـّـة هي الحالة السائدة بمستوى مقبول فما فوق في أي


مجتمع هذا يعني بالضرورة أن هذا المجتمع يخطو نحو الأمام دائما , نحو

الأفضل .هـو مجتمع قـابـل لـلـتـطـوّر دائماً و يـحـقّ لأفـراده و جماعاتـه

الإعـتـزاز بأنـفـسـهـم و بـإنـجـازاتهـم .

أمـا حـين تـكـون الـسلـبـيـّـة هـي الـحـالة الـسائـدة , والـرائـدة و الـتي لا يـبدو


أنـهـا سـتـصـبـح ( بـائـدة ) .. هـذا يـعـنـي أنّ هـذا الـمـجـتـمـع سـيـبـقـى فــي

الـحـضـيـض . و الـغـريـب فـي هـذا الـمـجـتـمـع أنـه يـفـخـر بالـحـالـة الـشـاذة

الـتـي تـخـرج مـن بين ظـهـرانـيـه مـن فـتـرة لأخـرى . و الـحـالـة الـشـاذة هـنـا

هـي الـنـجـاح , الـنـجـاح لـفـرد هـنـا أو هـنـاك . أي أنه يدرك مدى أهمية النجاح

و يفرح به . لكنه غير مستعد للعمل قليلاً للوصول إليه كمجتمع . للوصول إلى

وضع المجتمع الناجح الذي يفرض احترامه و يـرفـع رايـتـه الـحـضـاريـة

و مكانته عالياً تحت الشمس .

كــقـومـي عـربـي غـيـر مـؤدلـج و غـيـر مــُـحـزّب أو مـتـعـصـّب . بـل إيـمـانـه

بـقـوميته نـابـع مـن واقــع قـائـم .. الـواقـع الـذي يـقـول أنـي عـربـي سـواء

اعـتـرفـت بـذلـك أو خــُـيــّـل لـي أنـي فـيـنـيـقـي و أنّ قـائـدي هـو ( هـانـيـبـال )

بـعـيـنـه . أو أنـي فـرعـونـي , و بـعـد قـلـيـل لأذهـب إلــى الــمـعــبـــد لأقــدّم

الـطـاعـة لأبـولـو إلـه الـشـمـس .

كـعـربـي يـحـلـم بـرؤيـة الـعـرب أمــّـة واحـدة و شـعـب واحـد . لأنـهـم كـذلـك

و لـيـس لأنــّـي أريـد أقـتـسـام ثــروة أخـوتـنـا فـي الـخـلـيـج مـثـلاً , فـأنـا أعـمـل

فـي الـخـلـيـج مـنـذ سـنـوات , و حـتـى هـذه الـلـحـظـة لـم يـقـاسـمـونـي دولاراً

واحـداً إلا بـعـد أن يـقـسـمـوا ظـهـري . بـل أصـبـح أقـصـى أحـلامـي أن أخـرج

مـن هـنـا حـتى لـو كـان نـحـو الـمـجـهـول . و حـتـى لـو خرجت مـفـلـسـاً لا أمـلـك

سـوى أجـرة ركـوب الـطـائـرة .

كـعـربـي هـذا حـالـه .. أكـاد أصـاب بـانـفـصـام كـل يـوم . فـلا أنـا قـادر عـلـى


خـلـع جـلـدي أو إنـكـاره أو الإشـمـئـزاز مـنـه و كـرهـه . و لا أنـا قـادر عـلـى

تـحـمـّـل هـذا الـوضـع الـمـهـيـن الـذي يـجـعـلـنـي فـي لـحـظـات أكـفـر بـمـا

أحـِـبّ و بـمـا أنـا عـلـيـه .

أكـثـر مـا يـحـزّ فـي نـفـسـي ..هـو الـعـرب ( الـعـائـدون مـن الأنـدلـس ) بـمـعـنى

أولـئـك الـعـرب الـذي يـجـلـسـون عـلـى أرائـكـهـم و يــنـظــرّون عـلـيـنا .


ويـنـعـتـوننا بالـقومجيّة والسـفـلـة لأنـنـا لا نـتـعـاطـف بـشـكـل أقـوى مـع

أهـل دارفـور مـثـلاً أو مـع ضـحـايـا ذبـاب الـتـسـي تـسـي . فـي حـيـن هـم

يـرفـضـون رفـضـاً قـاطـعـاً الـتـعـاطـف مع أهـل غـزة .. بـحـجـة أن حـمـاس

( الإرهـابـيـة الـظـلامـيـة ) موجودة في غزة .

و يـرفـضـون الـتـعـاطـف مـع أهـل جـنـوب لـبـنـان الـذيـن ذبـحـوا و قتلوا


و ناموا في العراء و شـردوا في أبشع عملية قتل في التاريخ الحديث .

بـحـجـة أن حزب الله ( الشيعي الرافضي الكافر الذي يـنـفـذ إرادة إيران التي

هي العدو الأعظم ) موجود في جنوب لبنان و هو سبب الكوارث و ليس اسرائيل

أو أمريكا .

و إن دافعت أمامهم و أشدت بالمقاومة ( الوطنية ) العراقية الـتـي تواجـه أعـتـى

و أقـذر عـمـلـيـة سـطـو مـسـلــّـح في التاريخ الحديث و القديم . يقولـون لك :

أنت مع الطاغية صدام ؟ أنت مع الديكتاتورية ؟ أنت كنت تـعـتـاش من كوبونات

النـفـط التي كان صـدّام ينعم بها عليكم ..

فـي حـيـن هـؤلاء الـعـرب ( عـرب رغـمـاً عـن أنـوفـهـم ) يـطـبـّـلـون و يـزمـّـرون

للديمقراطية الأمريكية , بـل يـعـمـلـون خـدمـاً لـديـهـا . و بـأقـلّ الأسـعـار .

نـفـس الـديـمـقـراطـيـّة الأمـريـكـيـة الـتـي أحـالـت الـعـراق رمـاداً و قـتـلـت

و شــرّدت الملايين من أهـلـه , و نـفـسـهـا الـتـي أمـدّت اسرائيل بـجـسـر

جـوّي عن طريق مطارات لندن لـيـقـصـف لبنان بالقنابل الـغـبـيـّة .

و الأنـكـى مـن هـذا كـلــّـه . يـقـولـون لـك : لـمـاذا يـضـرب حزب الله جـنوداً

اسرائيليين و يجلب الويلات للبنان ؟ لـمـاذا تـهـدد إيـران الـقـواعـد الأمـريـكـيـة ؟

هـو يـتـجـاوز بـشـكل سـافـر و مقصود, جـوهـر الـمـسـألـة , يـتـجـاوز الأسـئـلـة

المشروعة : مـالـذي يـفـعـلـه هـؤلاء الجنود الصهاينة القادمين من بولندا و روسيا

و أمريكا في أرضي ؟ و ماذا تفعل هذه القواعد الأمريكية في أرض العرب ؟ و هل

يحقّ لأي دولة في العالم أن تـدافع عن نفسها في وجه من أتى من خلف المحيطات

لـيـقـيـم قواعد عسكرية على حدودها أم لا ؟ هـو يـتـجـاوز كـل ذلك . لـيـتـحـوّل إلى

كـائـن مـشـوّه لا يستطيع الإعتراف بحقيقـته و لا الإقرار أن له حقوق مسلوبة .

هـو يــُـخـلـي عن نفسه كـل مسؤولية ليتحول إلى إنسان يعمل لمصلحته الشخصية

فقط بـأنـانيّة ممجوجة واضحة . ثـم يـجـلـس ليقول لنا : أنـتـم سـَـفـلـَــة ...

هـذا صـحـيـح .. نـحـن سـفــلــة .. لكن سـفـالـتـنـا أتـت مـن وجـود أمـثـالك بيننا

أمـثـال هـؤلاء الـذين لا وجـه لـهـم و لا مـلامـح .. و يريدون لهذه الأمة أن تكون

بلا هوية و لا ملامح . و جـاهـزون لـتـشـويـه كـل وجـه جميل في هذه الأمة .

فالمقاومـة عـار .. و العروبة شتيمة . و السيد نصرالله و الشيخ ياسين رحمه الله

هم إرهابيون قتلة ظلاميون يعملون ضد مصلحة أمتهم . في حين أحمد الجلبي

و سعد الدين ابراهيم هم الوجه المشرق لهذه الأمة . و الإحتلال واجب لأجل

الديمقراطية أما الدفاع عن النفس فهو جريمة كبرى لا تــغـتـفـر و فيها دمار


للأمة .

كـعـربـي مـؤمن بعروبته .. لا يـسـتـعـرّ مـن قوميته .. يحترم كل القوميات


الأخرى و يـرى أن لها الحق أن تفخر بنفسها و بحضارتها و تاريخها و أنّ

تعمل لمستقبل أفضل . أصــاب بـفـصـام يـومـيّ .. بـيـن إيـمـاني هـذا . و بين

الـواقـع الـمـرّ الـذي نـجـلـس فيه في الدرك الأسـفـل للأمم . و تـبـدو فيه السلبية

هي الحالة السائدة و الباقية إلى ما شاء العرب لا ما شاء الله . في أمـة أصبح

قـاعـدهـا يــُـفــتــي في وجه مجاهدها و مقاومها . و أصـبـح الـوضـيـع فيها

سـيــّـد الـقـوم و الـغبي هـو الـمـفـكــّـر و الـمـحـّدث و واضع النظريات .

أمــة يموت شرفائها من الجوع و الـتـهـمـيـش و القهر . و يـُـحـاصرون

حـتـى فـي لـقـمـة عيشهم . و يــُـنـعـتـون بـأبـشـع الـصـفـات . بـيـنـمـا


عـاهـراتـهـا و داعـروهـا يـحـاضـرون بالــعـفــة و الـطـهـارة .

إن الـعـرب الـذيـن يـبـاركـون و يـشـاركـون بـحـصـار غـزة الاّن , و يـراقـبـون

أهـلـهـا و هـم يـمـوتـون جـوعـاً و قـهـراً و كـمـداً , بـيـنـمـا يـخـرجـون عـلـيـنـا

كـل يـوم ليـعـلـنـوا أمـام الـصـحـافـة , أنـهـم مـتـعـاطـفـون و مـنـزعـجـون مـن

هـذا الـحـصـار , و يـضـعـون الـلـوم عـلـى حـمـاس , ( مـهـمـا اخـتـلـفـنـا أو

اتـفـقـنـا فـي بعض الـتـفـاصـيـل مـع الأخـوة فـي حـمـاس) . هـؤلاء الـعـرب هـم

تـمـامـاً كالـعـاهـرة الـتـي تـعـتـاش مـن مـهـنـتـهـا فـي الـدعـارة بـيـنـمـا هـي

فـي الـحـقـيـقـة تـمـلـك كـل مـقـوّمـات الـعـيـش بـكـرامـة و شـرف , إلاّ أنـهـا

تــأبـى أن تـكـون ســوى عـاهـرة . ثـم تـأتـي بـكـلاب شـرســة و تـربـطـهـم

عـلـى مـدخـل بـيـت جـارتـهـا الـشـريـفـة . و لا تــفــوّت مـنـاسـبـة دون أن

تـعـلـن فـيـهـا عـن تـعـاطـفـهـا مع هـذه الجارة لأنـهـا لا تـسـتـطـيـع الـذهـاب

إلـى الـمـخـبـز لـجـلـب بـعـض الأرغـفـة لإطـعـام أطـفـالـهـا . و دائـمـاً هـنـاك

قـــَـوّاد أو قـواديـن كـثـر .. يـقـفـون وراء هذه العاهرة و يـردّدوا : ( يـا سـلام

شـو حـنـونـة و قـلـبـك كـبـيـر يـا سـتّ الــ 6666 ) .

لأولـئـك الـعرب الـرسـمـيـيـن الـذيـن يـقـولـون بـكـلّ صـفـاقـة أن أولـمـرت

( رجـل طـيـّـب ) و شـارون ( رجـل صـادق و يمكن الوثوق بكلمته و عهوده )

و يـأنـفـون الـحـديـث مـع حـمـاس الـتـي انـتـخـبت ديمقراطياً , و يـعـاقبون أهل

غـزّة و يهددونهم و يتوعدونهم .. و يـجـلـسـون مـتـفـرّجين على شعب يموت

أمـام أعـيـنـهـم .. لأولـئـك الـعـبـيـد الـذيـن أفـقـدهـم الـخـرف و الـسـفـلـس اّخـر

مـعـنـى لـلـكـرامـة فـي قـوامـيـسـهـم .. تـظـنـّـون أنّ غـزة سـتـمـوت و تـنـدثـر

و سـتـرتـاحـون مـن هـذا الـشـعـب الـذي أصـبـح الـشـاهـد الأخـيـر عـلـى نـذالـتـكـم

و وضـاعـتـكـم .. و تـنـسـون أن إرادة الـشـعـوب تـقـهـر الـحـديـد و الـفـولاذ ..

تـنـسـون أنّ بـيـروت قـامـت مـن تـحـت الـرمـاد الـذي أهـلـتـمـوه عـلـيـهـا ذات

يـوم مـع صـديـقـكـم شـارون .. تـنـسـون أن كـل غـزاة الـدنـيـا مـرّوا في شوارع

بـغـداد و الـقـاهـرة و دمـشـق و الـجـزائـر , و أحـرقـوا و دمـّروا و جـوّعـوا


أهـلـهـا لـكـن هـذا الـشـعـب لـم يـمـت و لـم يـهـن و لـم يـنـدثـر .. تـنـسـون بـأنّ :

( رومـا احـتـرقـت قـبـل قـرون

لـكـنّ الـجـذر الـضـارب فـي أرضـه

لـم يـفـقـد فـي الـنـكـبـة , مـعـنـى نـبـضــه

رومــا عــادت ..... يــا نـيــرون ) .

و غـزة سـتـعـود يـا أحـفـاد نـيـرون .



جــو غــانــم


....................................

الأحد، 23 نوفمبر 2008

على جناح روحك

الـى أيـن تـمـضـي يا أفـلاطـون

الـى أيـن تـأخـذك شــوارع مـدن الـحـلـم الـتـي بـنـيـتـهـا

لـيـلـة ً .. لـيـلــة ... و إغــفــاءة ً .. إغــفــاءة ...

هــذا الـفـضــاء كـلــّه .. لـم يــعــد يــتــّــسع لـصـهـيـل صــدرك .

و كـأنّ أرواح الأجــداد جـمـيـعـا تـمـوج فـي أنـحـائك .. لـتـبـدو كـهـنـدي

أحمــر يـظــن أن الـطـبـيـعـة كـلـّهـا بإخـتـلاف أرواحـهـا ..تـــسـكـن كـيـانـه .

أتــذكــّــر " ســيــاتــل " الاّن .. الهندي الأخـيـر

أســمــع رنــيــن كـلـمـاتــه :

" هــل قــلــت مــوتــــى ؟؟؟

لا مــوت هــنــاك

هــنــاك فـقـط .. تـبــديــل عــوالـم ."

هـل يـتـقــمــّــصك سـيـاتـل الاّن يا أفــلاطـون ؟

ســأنــزع فــروة رأســي عـنـدمـا يـذهـب اللـيـل إلـى الـنـوم .. و أهـديـهـا

لأوّل قـادم أبـيـض يـمـرّ قــرب نـافـذتــي مـنـتـعـلا ً الـحـضـارة فـي قـدمـيـه

و سـأطـلـب مـنـه أن يـتـرك لـي جـلـدي لأخـيـط مـنـه كـفـنـاً للـحـيـاة .

ــ " كــل الــذيــن أحـبــّــهم

نــهــبــوا رقــادي

و اســتــــراحـــوا ... "


نـــَـم ْ يــا أفلاطـون .. و لا تـحـاول أن تـحـسـب كـم تـبـقــّــى لـك مـن بـكـاء

و كـم دفـعـت لـهـذه الـدنـيـا فـواتـيـر وجـودك الـفـجـائـي

نــم بــدون جـلـدك

بـدون رأســـك ..

نــم .... بــدونـــك يـا رجـــل

إلـبــس روح سـيـاتـــل

و نـــم فـي عـالـم اّخــــر

نــــم ْ ...

و أطــلــق ســـراح مـــوتـــك .



.............................................




كـان الـهــوى يــمــرق عَ شـــبــّــاكــي


يــقــَــصـْــقـِــصْ حــكـــــي


يــلــَـمــْـلــِــمْ بــِــــكــِــي


يــرمـــي طــِـــعـــم ْ لـلـــحــــب


بــِـــشـْـــبـَــــاكــــي


و هــــلــّــئ يــا هـَــاكْ الـمـَـصـْـطــَـبــــِــي


الـــنــاطـــرة يــــهـــب ّ الــــهـــــوى


و يــلـعــب بــِــشـَــعــْــرَات الـصــــبــي


مــا عــــاد نــســـــمــة حـــــــبّ


تـــــمــــرق حـــــــــدّنـــــــا


بــــقــيــــنــا أنــــا و انـــــــــت ِ


و قــلـــــبـــــــيِ


وحــــــدنــــــا


لا تـــســألـيـــنــي يــا صــــبـــي


شـــــو بــــَـاكْ


و لا بــسألــِـــكْ يــا رفـــيـــقـــة الـخـــيـــبــات ْ



شــــــــو بـــِــاْكــِـــــي



جـــو غـانــم



..............................


اتــركــنــي يــا حــبـيـبـي


ـــ صـوت : ري مـي بـنـدلــي





الجمعة، 21 نوفمبر 2008

كـيـفـك انــت


لــديّ مـشــكـلـة عـويـصـة , أعـانـي مـنـهـا بـشـكل يـومـيّ .

و لا أجـد سـبـيـلاً لـلـتـخـلــّص مـنـهـا .. قـد تـبـدو تـافـهـة لـو

نـظـرنـا لـهـا مـن بـعـيـد . و لا تـسـتـحـقّ الـتـوقـّـف عـنـدهـا .

لـكـنـهـا بـالـفـعـل أصـبـحـت مـصـدراً جـديـداً مـن مـصـادر الإزعـاج

الـتـي لا تـنـضـب .


صـحـيـح أنـا مـثـلـي مـثـل بـاقـي الـبـشـر , قـد أضـطـرّ للـمـداراة

أحـيـانـاً ..و أحـيـانـا لـتـمـريـر كـذبـة صـغـيـرة .. لـكـنـي لـم أتـصـالـح

مـع الـكـذب بـعـد , و لـم أتـخـلـّـص مـن ذاك الـشـعـور الـقـاتـل الـذي

يـُـصـاحـب أي كـذبـة صـغـيـرة تــصـدر عـنـي .. الـشـعـور بـأنــّـي شـخـص

تــافــه و لا أسـاوي ( قـشـرة بـصـلـة ) .

الأمـر يـخـتـلـف حـيـن أخـفـي شـيـئـاً .. أحـيـانـاً قـد يـبـدو مـا أخـفـيـه

و كـأنــّـه كــذبـة كـبـيـرة جـداً .. لـكـنـي مـتـصـالـح مـع الأمـر مـن هـذه

الـنـاحـيـة .. فـأنـا لا أخـفـي سـوى الأمـور الـتـي أراهـا خـاصـّـة بـي .

تــخـصـّـنـي أنـا وحـدي و لـيـس لـهـا أي تــاثـيـر فـي عـلاقـتـي مـع

الاّخـريـن .

دائـمـاً مـا بـــتّ أشـعـر بـانـزعـاج حـقـيـقـي حين يـسـألـنـي أحـدهـم :

كـيـفـك ؟ قـد لا يـصـدّق أحـد أن هـذا الأمـر بـدأ يـُـشـكـّـل مـصـدر

تــوتــّـر لـديّ . فـهـذا الـسـؤال و جـوابـه مـن الأمـور الـبـديـهـيـة الـتـي

مـن الـمـفـتـرض أنـهـا لـم تـعـد تــُـؤخـذ بالـحـسـبـان .

أرتــبـك بالـفـعـل .. فـالـكـلـمـة الـمـرادفـة و الـثـابـتـة لـهـذا الـسـؤال هـي :

أنـا مـنـيـح ..

و أنـا فـي الـحـقـيـقـة .. مـش مـنـيـح أبـداً .. فـعـلاً مـش مـنـيـح ..

كـثـيـراً مـا أصـبـحـت أسـتـخـدم مـصـطـلـح : مـاشـي الـحـال ..

فـقـط كـي أتـخـلــّـص مـن ذاك الـشـعـور الـسـيء الـمـصـاحـب لـلـجـواب

الـبـديـهـي الـكـاذب ( أنـا مـنـيـح ) .

أيـضـاً .. عـنـدنـا أوجـّـه نـفـس الـسـؤال ( الضروري للأسف ) لأحـدهـم ..

يـنـتـابـنـي شـعـور أنـه كـذب عـلـيّ عـنـدمـا يـُـجـيـب بـأنـه مـنـيـح .

قـد يـقـول لـي أحـدهـم .. و لـمـاذا تـعـتـبـر أن غـيـرك يـكـذب أيـضـاً

عـنـدمـا يـُـجـيـب بـهـذا الـجـواب .. قـد يـكـون فـعـلاً ( مـنـيـح ) ؟ .

ـ يـا أخـي اعـطــنـي سـبـب واحـد قـد يـجـعـل مـن الإنـسـان ـ مـنـيـح ـ

فـي هـذا الـزمـن الأرعـن ؟

حـسـنـاً .. سـتـقـول أن هـنـاك مـن يـصـبـح فـي مـزاج رائـع جـدا لـمـجـرّد

انـه يـحـادث حـبـيـتـه مـثـلاً ..أو لأنـه يـجـلـس عـلـى شـرفـة مـنـزلـه و يـرى

مـنـظـراً رائعـاً أمـامه .. أو لأنـه يـداعـب زوجـته أو يـحادث أمه ,أو .. أو .

كـل هـذه الأمـور قـد تـجـعـل مـن الإنـسـان ( مـنـيـح كـتـيـر) .

جـمـيـل .. أنـا مـوافـق .. أنـا شـخـصـيـّـاً أشـعـر أنـي مـنـيـح جـداً حـيـن

أسـمـع أغـنـيـة جـمـيـلـة مـثـلاً .. بـل أشـعـر مـعـهـا أحـيـانـا أنـي شـربـت

لـيـتـر ويـسـكـي و ثـلاث صـواريـخ حـشـيـش مـن نـوع ( مـرجـحـنـي الـهـوا ) .

إذن .. هـو الأمـر كـذلـك .. نـحـن نـسـكـر قـلـيـلاً بـمـوقـف أو بـأمـر جـمـيـل .

ثـم نـعـود إلـى هـذا الـواقـع الـذي لا يـمـكـن أن يـجـعـل مـنـك مـنـيـح

لـسـاعـة واحـدة ...

الـوضـع الـسـيـاسـي .. الإجـتـمـاعـي .. الإقـتـصـادي .. الإنـسـانــي ..

كـل شـيء حـولـنـا يـدفـع الـمـرء لـلإصـابـة بـهـيـسـتـريـا لا تـنـتـهـي .

ـ كـيـفـك انــت ؟؟

أنـا شـخـصـيــّـاً مـش مـنـيـح

و حـتـى عـنـدمـا أقـول لـك : مـاشـي الـحـال ..

بـكـون عـم بـكـذب كـمـان .

و الله الـعـظـيـم عـم بـكـذب .



جــو غـانـم


............................

.





الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

مـزامـيـر حـنــّـا الـسـكـران 6

ظـــلّ حـنــّـا لـسـاعـة أو أكـثـر .. يــزرع صـالـون بـيـتـه الـصـغـيـر بـخـطـوات

مـرتـبـكـة .. جـيـئـة و ذهـابـاً .. لــو رأيــتــه لــظـنـنـتَ أنـه مـقـدمٌ عـلى مـعـركة

مـصـيـريــّـة .. أشــبـه بـمـعـركـة " الـحـواسـم " الـمـشـؤومـة .. ولو تـمـعـّـنـت

فـي وجـهـه جـيـداً .. لــخــُـيــّـل لـك أن الـمـعـركـة انـتـهـت و أنّ كلّ تـفـاصـيلها

مـكـتـوبـة عـلـى وجـهـه . و لـرأيـت فـي عـيـنـيـه صــوَر كـل قـتـلـى الـعـرب

و لـلـمـحـت كــلّ نـكـبـاتـهـم و نـكـسـاتـهـم و انـكـسـاراتـهـم . واضـحـة ً


وضـوح غـبـاء كـلّ زعـمـاء بـنـي يـعـرب .

ــ مـا كـان يـجـب أن تــأتـي إلـى هـذا الـبـلـد .. إنـهـا غـلـطـة عـمـرك يـا حـنــّـا .

حــنــّـا يــُـحـدّث نـفـسـه بـلـغـة تــأنـيـبـيــّـة قـاسـيـــة ..

حــنـــّـا الـذي ولــد حــرّاً و عـاش حــرّاً و عـشــِــق الـحـريــّــة حـتـى أقـصـى


حـدود الـغــرام .. يـقـبع الاّن فـي هـذا الـسجـن الـكـبـير الـذي يـشـبه الـبـاسـتـيـل

الـذي قــرأ عـنـه حـنــّـا فـي كـتـب الـتـاريـخ و الـثـورات ..

يــقــرّر حـنـــّـا فـجــأة تــرك سـاحـة مـعـركـتـه الـفـارغـة و الـجـلـوس أمـام


جـهـاز الـحـاسـوب الـذي يـربـطـه بالـعـالـم

ــ لـم يـكـن هـنـاك حـواسـيـب فـي الـبـاسـتـيـل يـا حــنـــّـا !!! أنـت فـي نـعـمـة ..

ــ اخـرس يـا كـلـب

كـكـلّ مـرّة يـواجـه فـيـهـا حـنــّـا شـاشـة حـاسـوبـه .. لا يـعـرف عـن أيّ شــيء

سـيـكـتـب .. فـرأس حـنــّـا بـاتــت تـشـبـه رأس قـائـد ثـوري مـعــتــَـقــل مـنـذ

سـنـوات طـويـلـة و لـم يـعـد يـتـذكــّر أيّ طـعـم ٍ لـلـحـريــّـة , و مع ذلك لا يزال

يـعـطـي الأوامـر لأشـبـاح الثوار التي تـتـراءى له دائــمــاً , و لا يـزال يحـرّك

إصـبـعـه بطريقة لا شعوريـّة و كـأنــّه سيضغط على زناد بندقيته في أيّة لحظة .

يـعـجـز حـنــّا تماماً عن الكتابة في موضوع مـعـيـّن .. فـكـل المواضيع تودي به

إلى شـتـائـم مـؤكــدّة .. و حــُـنـق أكـبـر .

الـحـريــــّــة ... و لـلـحـريـــّـة .. و عـن الـحـريـــّــة يـحـبّ حـنــّا , و يـودّ


لـو يـسـتـطـيـع الـكـتـابـة الاّن ... لـكـنـه عـاجـز تـمـامـاً ..

فـي هــذه الـبـلاد .. تـصـبـح الـكـتـابـة عـن الـحـريــّـة فـعـلٌ حــرامٌ ٍ يـوازي

إنـكـار إحـدى الـديـانـات الـسـمـاويـة فـي الـعـلــن ..

فـي هـذه الـبـلاد الـتـي تــُـحــرّم الـخـمـرة و الـحـريــّــة .. خـرج حـنــّـا قـبـل

أيــام قـلـيـلـة . فـي الـسـاعـة الـثـالـثـة صـبـاحـاً و اشــتـرى بـمـا فـي جـيـبـه

مـن نـقـود , زجـاجـة مـن أفـخـر أنــواع الـويـسـكـي . و ظــلّ " يــكــرع "

حـتـى الـحـاديـة عـشـرة صـبـاحـاً . دون أن يـفـقـد وعـيـه .

حـنــّـا الـذي تــُــســكــره الـحـريــّـة , و الـذي لم يعد يـشـرب الـخــمـرة إلاّ فـي

الـمـنـاسـبـات الـقـلـيـلـة و الـبـعـيـدة . خـرج فـي ذاك الـلـيـل كـي يـشـتـري

نـخـب الـحـريــّـة الـمـفـقـودة . اسـتـطـاع حـنــّـا أن يـشـتـري الـنـخـب الـمـُحـرّم

لـكـن الـنـخـب لـم يـسـتـطـع أن يشــتـري لـحـنـّا لـحـظـة ســُـكــْـر ٍ واحـدة , كـي

يـقـنـع فـيـهـا نـفـسـه أنــّـه حــرّ و لـو خـارج الـوعـي . و أدرك حـنــّـا مـن

جـديـد , أنّ الـحـريــّـة هـنـا , أصـعـب مـنـالاً و أكـثـر حـرامـاً و تحريماً مـن

الـخـمـرة .

فـي هـذه الـلـحـظـات يـــســرح حــنـــّـا بـفــكــره بـعـيـداً .. و يـتـمنــّى لـو كـانـت

الـحـريــّــة امـرأة جـمـيـلـة .. و لـو تـقـرع بـاب بـيـتـه الاّن .. فـيـفـتـح لـهـا ...

و يـمـارس مـعـهـا الـجـنـس فـوراً .. حـتـى تـحـبـل مـنـه .. أو يـحـبـل بـهـا .



حــنــّـا



............................




طـئ طــئ طـئ طـئــتـيـنـي

طـئـطـئـت و مـا ســقــيـتــيــنــي

الـلـيــلـــِة بــدّي خــلـــّـي الــكــاس

يــْــفـــزّ يــبــوس الـقــنـــّـيــنـــِــة





السبت، 15 نوفمبر 2008

ســفــَـربــَـرلـــِـــكْ




قــالــت :


لا تــنــتــظــرنــي عـلـى الـعـشــاء


كـــُــل ْ بــعــض أحـلامـِــك ْ


و شـيـئـاً مـن بـــقــايـــا حـبـّـنـا


و اسـتـسـلـم ْ لـهـذا الـلـيـــل


قـــُـلــت ُ :



و الــنــبــيـذ ؟؟؟


تــــَـركـــَـت ْ لــي طــَـــعــــم شــفــتــيــهــا



و عـلـى عــَـجـَــلٍ


مــَــضــَــت ْ


........................................


بــــَـيـــْــنـــَـاتـــْــنـــَـا


صــَــــحـــْــرَا ْ


و بــــحــــــــر


و جــْـــــــرود ْ


و بــْـــلاد ْ فــيــهـــا الــنـــّـــار


شــــعــــْـــلانـــِـــــي ْ


و بــيــنــاتــــنــا


هــَـــج ّ الــنــّـــحــــل ْ


ع َ ضــيــعــتـــــو

و ورود ْ


نــامـــت ع َ كــتـــف ْ الــريــح ْ


دبــْــلا نـــــــــِـي


و بــيــنــاتــــنــــا


يــبــكـــــي الـــوَتــــَــر


ع َ الــعــــــــود ْ


مــا عــَــاد ْ فـي أشـــعــار


و غــْــنـــَـــانـــِــــي ْ


و بــيــنــاتــــنـــا


و شــــو بـــِــقــِــي ْ بــيــنــَــاتــــْــنــَــا ْ ؟؟


خــِــلــْــصــِــت ْ الــســَّــكــْــرَة ْ


و دَمــــَّــــــع ْ الــعــَــنــقـــُـــود ْ


و صــَـــار ْ الــنــّــبــِـيــــد ْ


يـــْــكـــَـــســـِّـــر ْ قــْــنـــَـــانـــِــي ْ







الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

أوضــاع


ــ أبـو الـعـبـد : شـو .. كـيـف الـوضـع ؟

ــ حــنــّـا : أيّ وضـع ؟

ــ أبـو الـعـبـد : يـعـنـي .. الـوضـع الـعـام .

ــ حــنــّـا : ضــَــجــَـر .. زهــقــان كــتــيــر

ــ أبــو الـعـبـد : مـن شــو ؟

ــ حــنـــّـا : يـعـنـي .. مـا فـي شـي مـحـدّد .. مـن هـالـوضـع .

ــ أبـو الـعـبـد : أيّ وضـع ؟

ــ حــنـــّـا : إنــّـو ... الــوضـع الـعـام

ــ أبـو الـعـبـد : نــفـسـه .. الـلـي أنـا ســألـتـك عــنــّـه ؟

ــ حــنـــّـا : إي نـفـسـه .. لـيـش فـي وضـع تـانـي ؟

ــ أبـو الـعـبـد : طـبـعـاً .. فـي أوضـاع كـتـيـرة .. فـي وضـع خـاص ..


و في وضــع دولي .. و في وضـع إقـلـيـمـي .. وفـي وضـع لا يــُــحــتـمــل .

و فـي وضع كـلـمة مـنـاسـبـة فـي جـمـلـة مـفـيـدة ., فـي أوضـاع كتيرة

و فـي وضـعـيــّـات كـمـان .

ــ حــنـــّـا : هـلــّـئ مـمـكن تـاخـد وضـعـيـّـة لـلـخـلـف دُر و تـحـلّ عـنـّي


لأني مش نـاقصك ؟

ــ أبـو الـعـبـد : روق .. روق .. سـمـعـت كـلـمة الـسـيــّـد الـيـوم ؟

ــ حــنــّـا : طـبـعـاً

ــ أبـو الـعـبـد : و شــو رأيــك ؟

ــ حــنــّا : بـشــو ؟

ــ أبـو الـعـبـد : بـكـلام الـسـيــّـد

ــ حــنـــّـا : كلام السادة لا جدال فيه .. السادة هـم الأحـرار .. وما بيحـكـوا


إلاّ كلام الـحـريــّـة و الأحــرار .. و مـش كـلّ سـيــّـد هـو ســيــّد ..

و مش كـلّ مـيـن حـكـى صـار ســيــّـد .. و هـيـدا الـسـيــّـد لـمـّا بـيـحـكـي ..

وقـتـهـا بـس .. بــتــلـحـظ الـفـرق الـواضـح بـيـن الـسـادة و الـعـبـيـد

بـهـالـزمـن الأرعـن الـلـي مـا عـدت تــفــرّق فيه بين العبد و السـيـد ..

هـيـدا الـسـيـّد هـو الـدلـيـل الأخـيـر و الأكيد عـلـى أن وجـود السادة أمـر

حـقـيـقـي . ثــمّ أنــّــه يــذكــّـرنــي دائـمـاً ( و كــنــتُ قــد نــســيــت ْ ..

أنــنــي ذو كــرامــة عـلـى الله ) * .



جــو غــانــم


.........................................


* الكلام بين الهلالين للشاعر الدكتور تميم البرغوثي من قصيدتـه

( أمـيـر المـؤمـنـيـن ) .


مـلاحـظـة : طـنــّـوس فـي إجـازة مفتوحة و غير مدفوعة الأجر . لأنه
وضعه مش عاجبني اّخر فـترة . و قـد يـتـمّ فصله بشكل تـعـسـّـفـي

الاثنين، 10 نوفمبر 2008

شــاهـيـن و الاّهـــات الـمـكـبــوتــــة

مـع أنــّـي لــســت مـن هـواة مـشـاهـدة الأفــلام الـعـربـيـة

إلا أنـّـي لا أســتــطـيـع تــفــويــت فـيـلم لـلـفـنـان الـجـمـيـل

مـحـمـود عـبـد الـعـزيـز .

قـبـل يـومـيـن شـاهـدت فـيـلـم ( هـارمـونـيـكـا ) . و فـي أحـد

الـمـشـاهـد يـجـلـس شـاهـيـن ( محمود عبد العزيز ) مـع صـديقـيـه

يـدخــّـنـون الـحـشـيـش .. يـأخـذ شـاهـيـن نــَـفــَــســا ً عـمـيـقـا ً

مـن ( الـجـوزة ) و يـقـول بـوجـع :

ــ نــفــســي أقــول اّه

فـيـرد ّ الصديـقـان بـصـوت واحــد مـتــحــشــرج :

ــ قـــول يـا شــاهــيــن

يـأخـذ شـاهـيـن نـفـسـا ً أعـمـق هـذه الـمـرّة ثـم يـقـول بـصـوت

يــشــبــه الـفـحـيـح :

ــ اّاّاّاّاّاّه ...

و اكــتــشــفـت أنــي أنا أيــضــا ( نـفـسـي أقــول اّه ) و أن كـل الاّهـات

الـتـي أقــولــهــا يـومـيـا لا تــرتــقــي لـمـسـتـوى الاّه الـتـي أنـا بـحـاجـة

لأن أخـرجـهـا مـن صـدري و الــتــي كــان شـاهـيـن يـتــمـنـــّى مـثـيـلـتـهـا .

لا أدري إن كـان الـحـشـيـش يـسـتـطـيـع إخــراج تــلــك الاّه الـمـنـشـودة .

وإلـى أن يــتــوفــّر الـحـشـيـش .. ســأكـتـفـي بالأّهــات الإعــتــيـاديـة

الـيـومـيـة فـكـمـا يـقـول الـمـثـل ( الـكـحـل أفـضـل مـن الـعـمـى ) .

و مـع أن ( الاّه ) فـقـدت احــتـرامـهـا و مـعـانـيـهـا الـعـظـيـمـة . فـقـد

أصـبـحـت عـلـى لـسـان كـل ّ مـن لا تــعـرف حـرقـة الاّه طـريـقا إلـى قـلـبه

فــيـكـفـي أن تــسـتـمـع الـى هـيـفـا وهـبـي و هـي تـتـمـنـى أن يـأتــي

أحـدهــم لــ ( يــبــوس الـواوا ) لـكي ( يــصــح ّ ) هـذا الـواوا غـيـر

الـقـابـل لـلـشـفـاء مـطـلـقـاً .. كــي تــغــرق بـاّهـاتٍ لا عـدد لــهــا .

و قـد أصـبـحـت فـنـانـات هـذا الـعـصـر ( الـهـيـفـاوي ) الـحـارق

يــتــبــاريــن بـإطـلاق الاّهــات الــتــي تــقـصـم ظـهـر ( أتــخــن )

مــشــاهــد مــسـكـيـن .. يــخــتــزن فـي داخـلـه مـلـيـون اّه أخـرى

مــن الــقــهــر . لــدرجـة أنــّـه لـم يـعـد بـاســتــطـاعـة مـشـاهــد

ضـعـيـف مـحـروم فـي هـذا الـشـرق . أن يـشـاهـد ( فـيـديـو كلـيب )

لـلـمـذكـورة أعـلاه أو إحـدى أخـواتــهــا الـمـتـكـاثـرات كـالأرانـب .

فـي حـضـور الـعـائـلـة . لأن كـل اّه تـطـلـقـــنـهـا هـؤلاء الـمـتـأوهـات

أبــد الأه و الـدهـر .. قـد تــقــع عـلـى رأســه كـالـصـاعـقـة و تــأتـي

بــنــتــائــج لا تـــُحــمــد عــقـبـاهـا .. فـمـا أن تــفـتـح عـلـى إحـدى

الـقـنـوات الـعـربـيـة الـغـنـائـيـة حـتـى تــشــعــر بـعـد دقــائـق و كـأنـك

أصـبـحـت عـلـى أثــيـر الــ ( XXL ) مـن كـثـرة الـتـأوّهـات ( الـفـنـيـة )

الـعـربـيــة الـطـارئــة .

لـذلـك يـجـب عـلـى هــؤلاء الـمـسـاكـيـن الـمـكـبـوتـيـن و المـحـرومـيـن

و ضـعـاف الـقـلــوب الإنــتــبــاه و الـذهـاب مـن أمــام الــتــلــفــاز فــوراً

عــنــد ظـهـور أيـّة قــنــبــلــة فـنـيـّـة عـربـيـة مــتــأوّهــة . و الــتــي

هـي بـنـظـري أخـطـر عـلـى الـمـرء و عـلـى الأجـيـال بـشـكـل عـام مـن

الـبـرنـامـج الـنـووي الإيــرانــي و تـكـاد تـوازي خـطـر الـبــرنــامـج

الـرئـاسـي للـمـرشـحـة الـسـابـقـة لـمـنـصـب رئـيـس الـجـمـهـوريـة

فـي لـبـنـان نــايــلــة مـعــوّض .

و قــد أعــذر مــن أنـــذر .

و تــجـدر الإشــارة هـنــا .. و مــن بـاب إعــادة الـحـقـوق إلـى

أصـحـابـهـا .. أن الـمـنـاضلـة الـمـعـروفـــة نــانـسـي عـجـرم

اســتــطــاعــت الـتـفـوّق عـلـى كـل ّ قـريـنـاتــهـا الـمـتـأوهـّات

و وضـعـهـن فـي ( بـيـت الـيــَـك ْ ) بـأن زادت نـصـفـا جـديـدا

عـلـى الاّه الـمـسـتـحـدثـة .. لــتــصـبـح ( اّه و نـص ) لـذلـك

اقــتــضــى الــتــنـويـــه و اقــتــضــى الــتــأوّه أيـضـاً .






حــنـــّـا السكران




.......................
ضــجــر:
ـــــــــــ




























































الـهـروب مـن ســايــغــــون

لا أدري مـالـذي كـان يـدور فـي خـَـلـَـد وردة " فـيـروز "

حـيـن اخـتـرعـت قـصـة مـرور ( الـتـريـن ) فـي الـمـسـرحـيـة

الـرائـعـة ( الـمـحـطــّة ) .. لـعـلـّـهـا بـالـفـعـل كـانـت تــدغـدغ

أحـلام الـنـاس الـبـسـطـاء لـتـفـتـح أمـام خـيـالاتـهـم أفـقـا ً جـديـداً

يــنـقـلـهـم خـارج روتـيـن الـواقــع الـبـائـس. أو ربـمـا كـانـت تـريـد

أن تــتــســلــّـى هـي نفـسـهـا بـحـكـاية حـلـم جـديـدة لا أكـثـر .

أفـهـم لـمـاذا اســتــغـل ّ الـحـرامـي ( أنـطـوان كـربـاج )

هـذه الـكـذبــة .. و بــدأ يـبـيـع الــوهـم ( الـتـذاكــر ) لـلـنـاس .

كـمـا أفـهـم لـمـاذا صــدّق الـنـاس كـذبـة مـرور الـتـريــن ..

لــتــَـوقـهـم الـدائـم لـلـخـروج مـن هـذا الـواقـع الـمــريـــر

حــتـى و لــو عـلـى جــنــاح كــذبـــة .

مــنـذ أيــّـام الثائر الأوّل الـحـسـيـن بـن عـلـي .. إلـى أيـام صـلاح


الـديـن إلـى الـلـيـبريـتـادو سـيـمـون دو بولـيـفـار إلى الكـومـانـدا

تــشـي إلـى عـبـد الـنـاصـر إلى ثوار و ثائرات فلسطين إلـى السيد


حـسـن نـصـر الله . مـع اخـتـلاف الإيـديـولوجـيـّات بـيـن معظم هؤلاء .

كـان هـنـاك دائـمـا فـريـق اّخـر يـقـول لـنـا أن الـحـريــّـة هـي ( الــتـريـن )

الـذي لــن يــأتــي أبـداً . و مـن الـغـبـاء شـراء تـذكـرة زائـفــة .

رغـم أن أولـئـك الـثــوّار لـم يـكـذبــوا و لـم يـتـســلــّـوا بـأحـلام الـنـاس

ولـم يـكـونـوا كـوردة . بـل رصـفـوا مـحـطــّـات الــتـريــن بــدمائـهم


و دمــاء رفـاقـهـم .

فــي ( الـمـحـطــّـة ) وصــل الــتــريــن أخـيـراً .. لأنّ الـنــاس

اّمـنــت بــقــدومــه .. و بــقــيــتْ " وردة " وحـيـدة تــراقــب

الــكـذبــة الــتـي اخــتـرعـتـهـا كـيـف تــحــوّلــت إلــى حـقـيـقـة

و لأنــهــا لـم تــشــتــر ِ تــذكــرة كـغـيـرهـا .. لـم تــســتــطـع

ركــوب الــتــريــن .. و بـقـيـت عـلـى أرض الـمـحـطـّة تـتــسـاءل

كـيـف لـ ( خـبـريــّـة ) اخـتـرعـتـهـا بـنـفـسـهـا و لـم تــصــدّقـهـا

لـحـظـة ..أن تــنـقـلـب عـلـيـهـا لـتـصـبـح هـي الـمـخـدوعـة الوحيدة .

فـي كـامـب ديـفـيـد و أوسـلـو و وادي عـربـة و واي ريـفـر

و أنـابـولـيـس .. بــُـنـيــت مـحـطــّـات جـاهــزة .. و صــُـرف

عـلـيـهـا مـلـيـارات الـدولارات .. لــكــن الــنـاس الـبـسـطـاء

لــم يــصــدّقــوهـا حـتـى و هـي قـائـمـة أمـام أعـيـنـهـم . فـلـم

يـحـزمـوا حـقـائـبـهـم أبــدا .. و كـان بــُـنـاة الـمـحـطـات أنـفـسـهـم

و فـي كـل ّ مــرّة .. يــفــجــّـرون مـا بــنـوه .. لأنـهـم لـم يـجـدوا

مــن يــصــدّق الـكـذبــة و لأنـهـم هـم أنـفـسـهـم لـم يـشـتـروا

تــذاكــر الــســفــر أيـضـا . فـهـم ( مــقــاولــون ) فــقــط

لا مــســافـريـن و لا مـؤمـنـيـن بالـسـفـر نـحـو حـلـم أفـضـل .

فـي حـيـن لا زالــت حـتـى هـذه الـلـحـظـة ــ و سـتـبـقـى ــ

مـحـطــّـات كـربـلاء و جـبـال بـولـيـفـيـا و الـقـدس و بـغـداد

و بـنـت جـبـيـل قـائـمـة فـي وجـه الـريـح و الـطـغـيـان ولا زال

الـبـسـطـاء يـشـتـرون الــتــذاكــر بـإيـمـان غـريـب .. و لا زال

مـنـهـم مـن يـسـافـر بـاكـراً .. لـيـشـق ّ بـجـسـده و روحــه

طــرقـات ( الــتـريــن ) الــذي ســيــصــل حـتـمـا ذات يــوم .

مــر ّ الــتـريــن عـلـى مـحـطــّـة " مـارون الـراس " قـبـل

أكثر من عـامين .. كـمـا مـرّ مـن قـبـل فـي " جـنـيــن "

و كـمـا يـمـر الاّن فـي صـحـاري الـعـراق . و عـلـيـنـا نـحــن

الــبـســطـاء أن نــشــتـري الــتــذاكــر حـتـى لـو دفـعـنـا

ثـمـنـهـا .. الإيـمـان بـهـا فـقـط أو حـتـى كـلـمـة صـادقـة

أو حـتـى دمـعـة سـاخـنـة .

و عـلـيـنـا أن نـؤمــن رغـم كـل هـذا الـيـأس الـذي يـحـيـط بـنـا

أن بـنـاء الـمـحـطــّـة الـتـي سـيـمـرّ بـهـا " تــريــن " حـريــتـنـا

هــو أشــرف بـكـثـيـر مـن أن يـأتـي الـوقـت الأكـيـد الـذي سـنـكـون

فــيــه مـجـرّد كـومـبـارس لا يـجـدون مـكـانـا ً لـهـم فـي طـائـرة

الــمـشـهـد الأخـيـر مـن فـيـلـم ( الـهـروب مـن سـايــغــون ) .







جــو غـانـم

..............


اســتــراحـة :
ـــــــــــــــــــ

إيــديــك بـيـعـطـونـي الأمـــان


بــِـيـلـمــّـوا الـخــوف الــْ مـن زَمـــان ْ


عــم يــِـكــبــر بـيـن ضـــلــوعــي


بــْ تــحــيــّـَـر و بــحــسّ دمــوعــي


كــأنــّــا حــَـدّي ســـتــــّــي


عــم تــحــكــي حــكــايـــــي


و شــو حــكــايــــــي !!!


و الــدنــيــي عــم تــــشـــتــّي


الــدنــيــي عـم تــــشـــتــــّــي


عــلــــى زهـــــــر الـــرمــّــــــان .


ــ الـصـوت لأميمة الخليل , و الموسيقى للرائع مارسيل خليفة .


الجمعة، 7 نوفمبر 2008

أشـيـاء .. و اّراء

مــُخـطـئ من يـظـنّ أن هناك نظام عربي واحد قد يحاسب شخصاً و يسجنه , لأن

هذا الشخص أساء للأديان أو للأنبياء . فالأنظمة العربية ليست أنظمة

تحكم بشرع الدين أكان هذا الدين إسلاماً أم مسيحية .و لو اسـتـثـنـيـنـا مؤسسة

الحكم في لبنان , و التي تعتمد نظاماً طائفيـّاً واضحاً و صريحاً لكنه مؤسّساتي

و يا للعجب .. أي أنه لا يــدلّ على تعصّب هذا الرئيس الجالس في بعبدا أو من

سبقه و ليس نابعاً من التمسّك بالدين .. بل التـمـسـّك بالطائفة التي يكون رئيسها

علمانيّ حتى النخاع .. ويا للهجب مرّة أخرى بل يا للهول على رأي يوسف بـيك


وهبي .. إذن .. ليس الدين هو المغزى و الغاية و الهدف .. بل الدين هنا هـو

الحصان الرابح الذين نستطيع المراهنة عليه لكسب السباق دون أن يـعـدو هذا

الحصان . بل دون أن نسمح له بمجرّد الصهيل , هذا توضيح لحالة استثنائية فقط .

إذن الأنظمة العربية و بما لا يدعو للشكّ .. ليست أنظمة دينيّة .. هذا معروف


وواضح . بل تخاف من المتديّنين جداً و ترى أنهم أكثر خطراً من الصهاينة و

الإستعمار الجديد معاً . هذا واضح أيضاً .. لكن .. هل الأنظمة العربية هي أنظمة

علمانيـّة ؟؟ بالقطع لا ..الغريب في حال الأنظمة العربية .. أنـّك لا تستطيع أن

توصـّـفها .. أن تعطيها صفة .. مثلاً ( نظام رأسمالي .. نظام اشتراكي .. نظام

ديني .. نظام قبلي .. نظام علماني ) ولا حتـّى نظاماً ديكتاتوياً مع أنها كلها تمارس

الديكتاتوريّة على أصولها . لكن حتى هذا الوصف . لا تستحـقـّه هذه الأنظمة

رغم كل القمع و الظلم الـذي تـمـارسـه . فهي أنظمة تدعـو لـلشـفـقـة ..

و أنت المواطن الغلبان المظلوم المقموع من نفس هذه الأنظمة . تشعر


أحياناً بالشفقة تجاهها .. و تـتـمـنـّى لو تستطيع أن تـذهـب لـتـخـفـّـف قليلاً

عن السيد الجالس في القصر .. لأنك تشعر بعجزه و ضعفه و ضياعه في


مواجهة أي قوة أعظم منك أنت أيها المواطن المسكين . كـقـوة رجل أعمال

أو قوة عسكرية أكبر .. أو قوة سياسية مهيمنة .. أو حتى قـوّة امرأة حسناء قد

تـُطيح بهذا النظام و تجعله كـأنه لم يكن , لا يمكن إطلاق صفة على هذه الأنظمة .

حتى أنني أشعر بالغباء و أنا أشير إليها على أنها ( أنظمة ) فالنظام كمفردة .

تعني الهيكل المتماسك المرتـّب المنظـّم , المعروف أوّله و اّخره . وهذا لا ينطبق

على هذه ( الأشياء ) العربية . من الأفضل أن نسمّيها ( أشياء ) .. وعلى رأي

المرحوم عبد الحليم حافظ :

أشياء .. و أشياء .. و يضيع كلّ هذا هباء .

لم يخطر في بالي أني سأكتب هذه المقدمة الطويلة .. لأني فتحت الصفحة لأكتب


عن عبد الكريم عامر .. و قد فـعـلـتْ رسالته في نفسي ما فعلت .

لقد دأبت البشرية منذ ألفيّ عام حتى الاّن .. على تجسيد و تصوير معاناة المؤمنين

الأوائل ... ما لاقاه يسوع المسيح و تلامذته و من ثمّ أتباعه .. من شـتـّى أنواع

و أصناف العذاب و القهر و القتل و التشريد وصولاً إلى ما لاقاه المسلمون الأوائل

من تنكيل و تعذيب و قتل و قهر و تشريد أيضاً , وبعد ظهور فنّ الصورة والصوت

و السينما و الدراما .. جـسـّد الإنسان معاناة هؤلاء بأفضل طريقة ممكنة بعد مرور

كل تلك القرون .

أنا لست أبداً بصدد تشبيه معاناة كريم عامر بمعاناة هؤلاء من الناحية العقائدية .

بل أنا هنا لأتكلّم عن معاناة الإنسان , كـإنسان صاحب رأي و فكر و عقيدة أيضاً .

و له الحرية في أن يعتـنق ما يشاء و يترك ما يشاء .. و لنا الحرية أن نـتــّفق

و نختلف معه و أن يعلو صوتنا أثناء نقاشه و أن نعترض و ندحض و نواجه

الفكر بالفكر و العقيدة بالعقيدة و الرأي بالرأي .

حين نواجه الصوت بالسوط .. فنعم .. نحن نشبه بتصرفنا هذا .. كفّار مكة

و جلاّدي قيصر من ناحية ردّة الفعل الإنسانية .. و هنا أيضاً يصبح الأمر

كالنظام الطائفي العلماني في لبنان مثلاً .. هذا النظام الذي يأتي بالرئيس

أو برئيس الوزراء أو رئيس مجلس النواب لأنه من الطائفة الدينية الفلانية لكن

يجب أن يكون علمانيّ .. كيف ركبت هذه الأمور على بعضها ؟ لا أحد يعلم .

وكيف نقتل و نقمع و نـعـذّب باسم الدين الذي رفض القتل و القمع و التعذيب ؟

أيضاً لا أحد يعلم .. هذه أشبه بالجاهلية الأولى , التي ترفض كلّ ( ما لم نجد


و نـألـف عليه اّبائنا ) أكان صحيحاً أم خاطئاً .

لو كان اليهود و قيصر و أتباعه . تركوا للناس حرية اعتناق المسيحية دون


تعذيبهم و قمعهم و لو كان أهل مكة و العرب جميعاً .. تركوا للناس حرية

اعتناق الإسلام دون إرهـاب و تعذيب . لكان تـغـيـّر وجه التاريخ تماماً . ولو

كان الناس ظلـّوا على ما نادت به الأديان و جاءت لأجله .. لما كانت البشرية

عرفت حرباً دينية واحدة . و لما كان هناك داعٍ للتعصـّب الطائفي الأعمى الذي

جاء فيما بعد نتيجة لإنحراف الناس عن أصل كلّ أمر عظيم له أصل .. و لا

للتعصـّب العلماني الأعمى أيضاً عند الكثير من العلمانيين . الذي جاء كنتيجة

أو كردّة فعل لكلّ تعصّب مضادّ .

عبد الكريم عامر إنسان يتعرّض للتعذيب داخل السجون لأنه تعرّض للذات

المقدسة للحاكم و ليس مطلقاً لأنه تعرّض للذات الإلهية .. فالذات الإلهية

لا تــُدخل الناس غياهب السجون و لا تسلخ جلودهم و لا تجوّعهم و تــقـلـع

أضراسهم و أسنانهم .. الذات الإلهية ليست بحاجة لإثبات قوّتها بهذه الطرق

الهمجيّة .. و من العار أن نشدّ على أيدي هؤلاء بحجّة أنهم يعذبون شخصاً

رفض عقيدتنا أو أعلن عدم قناعته بها .. و إلاّ لكان من حقّ المسيحي أن يجلد

المسلم و من حق المسلم أن يجلد المسيحي و من حقّي اليهودي أن يجلدنا معاً .

و من حقّ قيصر و أبو جهل أن يجلدا الجميع دون استثناء .. فما بالك إذا كان

من يعـذّبون عبد الكريم عامر .. يعذّبونه لأجل قيصر لا لأجل الله و هم أنفسهم

من يعذّبون زملاء كريم في السجن ممّن هم محسوبون على التيارات الدينيّة .

أنا متضامن من جديد مع عبد الكريم عامر .. و بنفس القدر تماماً و من نفس

المنطق و المبدأ الإنساني .. أنا متضامن مع كل متديّن ملتزم يجري اعتقاله

عند الفجر و إيداعه السجن دون تهمة ثم تـغـيـيـبـه لشهور و سنين و تجويع

عائلته بسبب التزامه بعقيدته مع أنه و عقيدته لا يؤذيان أحد .

لكني و بالمطلق .. ضد أي جماعة دينية أو ملحدة . تطالبان بالحكم و تسعيان

إليه .. فالتطرّف على كـفــّـتـيـه ( الإيمانية و الملحدة ) لا يـُجلب سوى تطرفاً

مضـّاداً و ظلماً و قهراً لكل من يخالفنا الرأي أو العقيدة . أمّا من يقول أن الإسلام

هو الحلّ أو المسيحية هي الحلّ .. أقول له : اّتـنـي بمن هو كالمسيح أو كمحمّد

و أنا سأبايعه و أئـتـمـنـه على رقـبـتـي دون تردّد و ليحكـمني إلى أبد الاّبدين .

إذا كان المسيحيون قد أصبحوا فـرقاً و جماعات و قبائل بعد المسيح بسنوات

و المسلمون أصبحوا شعوباً و قبائل و طوائف بعد النبي بسنوات .. و كلّ هؤلاء

كارهون لبعضهم البعض مع أنهم جميعاً مؤمنين .. فكيف ساّمن على حياة شخص

كعبد الكريم عامر أو نصر حامد أبو زيد أو حيدر حيدر أو مارسيل خليفة أو


الراحل الكبير محمود درويش حين كان بيننا. أو كذاك المسلم اللبناني الذي اختطفته

السي اّي اي من ألمانيا دون تهمة سوى أنه مسلم ثم رموه بعد سنتين على أحد

الطرق النائية في جمهوريّة مقدونيا بعد أن لـفـّوا به كل سجونهم السرية ..

و أذاقوه كل أصناف العذاب رموه وحيداً على الطريق بعد أن ثبت لهم أنه

لا ينتمي لأي جماعة دينـيـّة متطرفة و ما هو سوى مندوب مبيعات لشركة

سيارات لا أكثر .. و لكنه مسلم و يا للهول .

ـ أذكر قبل سنوات طويلة أني قرأت كتاباً بعنوان ( الطغاة ) للأسف الشديد

لا أذكر اسم مؤلـّفه .. لكني أذكر مقاطع منه ( لي ذاكرة غريبة ) .. في أحد

فصوله يتحدّث عن الوليد بن عبد الملك .. و كيف كان ( على ذمّة المؤلف

و التاريخ ) يــُكـنــّى بحمامة المسجد .. قبل تولـّيه الحكم .. حيث كان عابداً

زاهداً صوّاماً قوّاماً قارئاً للقراّن طوال الوقت .. لهذا سمّاه الناس حمامة المسجد .

و كانوا يتوقون لموعد توّليه الحكم .. و حين تولـّى و جلس على كرسي الملك .

و كان القراّن لا يزال في يـمـيـنـه ( حيث أنه قادم من المسجد طبعاً ) .. وضع

القراّن من يـده و قال له :

( هـذا اّخر عـهـدنا بـك ) .. ثم الـتـفـت إلى الناس و قال :

( و الله ما أمـرت أحـدكم أن يـخـرج مـن هـذا الـبـاب , و خـرج مـن ذاك , إلاّ

و قـطـعـت رأســه ) .



حــنـــّـا الـسـكران

11