في الخليج عـن تـرديـد سيمفونيات المديح كـلـّما ظهروا في
لقاء تلفزيوني .. و أنا هنا أتـكـلـّـم عن المثقفين بالفعل و ليس
عن الوصوليين و مـدّعي الثقافة الموجودين في كل مكان
و التي تكون هذه الإسطوانات زادهم الوحيد ..
بـقـدر مـا أسعدني رؤية امرأة إماراتية حائزة على أكـثـر
من شهادة عليا في اختصاصات علميّة رفيعة , و متابعتها
البارحة على شاشة إحدى القنوات , و قــد عــُـيــّـنـتْ في
مـنـصـب جـديـد .. بـقـدر مـا حـزّ في نفسي و أزعجني
ذاك السيل الذي لا يـنـتـهـي مـن كلمات الشكر لسيّدي فلان
و مولاي فلان و ابنه الشيخ فلان و أخيه الشيخ فلان و ابن
أخيه الشيخ فلان و زوجته الشيخة فلانة و المشايخ أولاد
عمومته و عـمـّاته .. لم يكن ينقص سوى أن تـشكر ناقـتـه
و بـعـيـره .. بينما لم تتطرّق لشكر أستاذاً واحداً من أساتذتها .
يـا أخـتـي لا بأس من شكر كل حاكم أو حكومة تـقـدّم كل
التسهيلات لأبناء الوطن لـيـتـمـكـّنـوا من الإرتقاء بأنفسهم
ثقافياً و علمياً إلى درجات متقدّمة .. لكن هذا ليس هبة و لا منحة
من الحاكم .. هذا حـقـّـك .. و أنت من تعب و سهر الليالي و قضى
سنين طويلة من عمره كي يصل إلى هنا .. و على الحاكم أن يشكرك
أنت .. لا العكس .
إلى متى ستظلّ لدينا هذه العقدة ..أن الحاكم هو المانح الوهّاب و لولاه
لما كـنـّـا شيئاً ؟ و كيف سينتظر الشعب من هذا المثـقـّـف أن يصحّـح
للحاكم اعوجاجه أو ينتقده حين يـُخطئ أو ينصحه حين يحتاج النصح
طالما يرى هـذا المثقف في الحاكم مـُسـبـّـب الأسباب و واهب
الرزق و العلم و مـانـح الـشهادات و الألقاب ..
إلى متى سـيظلّ بعض المثقفين يبدون كـمـُـحـدثـي الـنـعـمـة بالثقافة
و مـا نـفـع العلم و الثقافة إذا كـنـّـا سنظل نتكـلـّـم بـمـنـطـق أمّ علي
زوجة الـبـوّاب ؟
لا يـلـيـق بـإمـرأة مـثـقـفـة أن تـظـهـر عـلـى هـذا الـنـحـو ,, خـصـوصاً
امـرأة .....
فالـرجـال إمـّـا عـبـيـد بـرغـبـتـهـم .. و إمـا أحـرار لأنّ امـرأة مـا
أرضعتهم الحريّة أو عـلـّمـتـهـم الحريـّة أو حـبـّـبـتـهـم بالحريّة .
أمـّـا الـنـسـاء .. فـهـنّ إمـّـا مــُـسـتـعـبـدات رغـمـاً عـنـهـن و إمـا
هــنّ حـرائـر رغـمـاً عـن أنـف الـجـمـيـع .
حــنـــّـا الـســكــران
..............................
إيــّـّـاك تــقــول .. لا
إن كــنــت قــايـل .. نـعـم .
..............................
إيــّـّـاك تــقــول .. لا
إن كــنــت قــايـل .. نـعـم .