الأحد، 22 يونيو 2008

رجـب .. وأصـحـابـه



الـحـريــّــة

مـا هـي الـحـريــّـة يـا ولــدي

بــُـصّ يـا حـنـفـي :

نــســتــطـيـع الاّن أن نـكـتـب صـفـحـات فـي تـعـريـف الـحـريـــة و بـعـد

أن نـنـتـهـي مـن الـتـعـريـف .. نسـتـطـيـع أن نـسـتـشـهـد بـالـكـثـيـر مـن

الأغـانـي و الأشـعـار و الـصـور أيـضـاً .

لـكـن دعـونـا هـنـا نـتـطـرّق لأمـر يـهـمـّـنـا و لـنـحـاول الـتـعـرّف عـلـى

( الإنـسـان الـعـربـي الـحـر) .. و حـبــّـذا لـو نـسـتـشـهـد بـأغـنـيـة .

الـحـريــّـة بـرأيي يـجـب أن تــنـبـع مـن داخـل الإنـسـان أولاً . يـجـب أن

تــُـوجـد هـنـاك .. فـي مـنـطـقـة الـخـوف تـمـامـاً .. لــتــحـلّ مـحـلــّـه .

و لا أقـصـد الـمـعـنـى الـعـام لـلـخـوف طـبـعـاً .. لا أقـصـد الـخـوف مـن

الـوحـش أو الأفـعـى أو الـمـرض مـثـلاً .. هـذه مـشـاعـر إنـسـانـيـة بـديـهـيـة

و ردّات فـعـل عـفـويـة . لا عـلاقـة لـهـا بالـحـريـة . أرجـو أن يـكـون كـلامي

واضـحـاً هـنـا و لا يـحـتـاج إلـى شـرح و تـفـصـيـل .

مـن واقـع أمـتـنـا الـعـربـيـة .. نـسـتـخـلـص أن الإنـسـان الـعـربـي الـحـر هـو

كـائـن لا وجـود لـه سـوى فـي حـالات فـرديـة قـلـيـلـة . تـرقـى أحـيـانـاً إلـى

مـسـتـوى الـجـمـاعـة الـقـلـيـلـة الـتـى لا تـلـبـث أن تـنـقـسـم عـلـى نـفـسـهـا

حـيـن يـتـحـوّل بـعـض افـرادهـا لـعـبـيـد لـلـمـنـصـب أو لـلـمـال أو لأي شـيء

يـطـغـى عـلـى قـدسـيـة الـفـكـرة و مـعـنـاهـا فـي داخـل هـذا الـشـخـص

أو ذاك .

يـبـدو الـفـرد الـعـربي الـعـادي ,خـائـف مـن كل شـيء ,مـن صـورة الـرئـيـس

و مـن الـحـكـومـة و مـن رجـل الأمـن فـي الـشـارع , ثـم مـن الـبـقــّـال الـذي

يـشـتـري مـؤونـتـه مـن عـنـده ,ومـن زوجـتـه طـبـعـاً .الـتـي تـكـون بـدورهـا

( خـائـفـة مـن شـيء مـا ) .كـمـا تـقـول مـعـظـم عـنـاويـن الأفـلام الـعـربية .

أعـتـقـد أن عـلـى الإنـسـان الـعـربـي أن يـتـحـرّر بـيـنـه وبـيـن نـفـسـه أولاً

أن يـتـحـرر مـن هـواجـسـه الـتي لا تــنـتهـي ومـن الـقـيـود الـتي صـنعهـا

لـنـفـسـه هـو شـخـصـيـاً قـبـل أن يـصـنـعـهـا الاّخـريـن .مـن الـقـوانـيـن

الـبـدائـيـة ( الـنـفـسـيـّـة أولاً ) الـتـي وضـعـتـهـا الـقـبـيـلـة و قــدّسـنـاهـا

نـحـن .. ثـم بـعـد ذلـك أن يـتـحـرر مـن الـخـوف مـن الـشـخـص ( الـرمـز)

الـذي اخـتـرعـه أو رضـي بـه دون أدنـى مـقـاومـة .

عـلـيـه أن يـتـنـفــّـس و هـو مـؤمـن أن هـذا الـهـواء لا يـمـلـكـه أحـد و هـو

حـقّ طـبـيـعـي مـكـتـسـب للإنـسـان و الـحـيـوان و الـنـبـات . ثـم عـلـيـه

حـيـن يـتـكـلـّـم عـن نـفـسـه أن يـكـون لـديـه الـقـدرة الـعـفـويـة لـنـقـد

الـذات .. و الإعـتـراف بالـخـطـأ .. و عـدم الإحـسـاس بالـخـجـل حـيـن

يـصـف نـفـسـه بـمـا فـيـهـا فـي كـل حـالاتـهـا .

أمـّـا أن اّتـي أنـا الاّن و أكـتـب مـقـالاّ أو قـصـيـدة عـن الـحـريـة والأرض

و الـوطـن ..و أنـا خـائـف مـن أن يــُـزعـج مـا كـتـبـتـه . جـهـة مـا

أو أحـد مـا .

هـذه لـيـسـت حـريــّة و أنـا لـسـت حـرّاً ..هـذا أمـر يـشـبـه أن نــسـتـغـيـب

فـلانـاً و نـتـكـلـّـم عـنـه كـلامـاً نـخـشـى أن يـصـل إلـى مـسـامـعـه .

الـحـريــّـة مـسـؤولـيـة تـنـبـع مـن داخـلـنـا أولاً , كـمـا ذكـرت سـابـقـاً .

و عـلـيـنـا أن نــؤمـن بـهـا إيـمـانـاً واحـداً مـتـكـامـلاً لا يـتـجـزّأ . يـبـدأ

مـن رسـوخ الـفـكـرة إلـى تـحـمــّـل كـل نـتـائـجـهـا . فـفـرق كـبـيـر مـثـلاً

أن يـكـتـب الـصـحـفـي و الـمـنـاضـل الـسـوري نـجـيـب الـريـّـس سـنـة

1922 قـصـيـدة مـن سـجـنـه و يـغـنـيـّـهـا بـصـوت عـالٍ مـع

رفـاقـه فـي الـسـجـن :

يـا ظـلام الـسـجـن خـيـّـم إنـنـا نـهـــوى الـظـلامـــا

لـيـس بـعـد الـلـيـل إلاّ فـجـرُ مـجـد ٍ يـتـسـامـى

و بـيـن أن أكـتـبـهـا أنـا هـنـا الاّن مـُـحـاطـة بـعـبـارات الـتـوريــة

الـتـي تــُـخـفـي مـا أريــد قـولـه لـتـجـعـل مـنـه لـغـز ربـمـا .

نـجـيـب الـريــّـس و رفـاقـه .. كـانـوا أحـراراً .. أمـا أنـا .. فـحـالـم ٌ

بـحـريــّـة أخـافـهـا و أخـاف أن تــتـحـوّل وبـالاً عـلـيّ .

أمـر نـجـيـب الـريـّس يـنـطـبـق عـلـى غـالـبـيـة الأسـرى فـي الـسـجـون

أولـئـك الـذيـن ذهـبـوا بـخـطـى ً ثـابـتـة وواثـقـة إلـى هـدفـهـم ( الـحـريـّة)

و تــحـمــّلـوا مـسـؤولـيـة إيـمـانـهـم ذاك ..حـتـى اّخـر لـحـظـة , و كـانـوا

و لا زالـوا أحـراراً أكـثـر مـنــّـا جـمـيـعـاً حـتـى و هـم وراء الـقـضـبـان

و يـمـكـن الإســتــشـهـاد هـنـا بـمـئـات بـل اّلاف الأسـرى الـفـلـسـطـيـنـييـن

و الـلـبـنـانـيـيـن و الـعـراقـيـيـن ,و العرب بشكل عام ,فـي سـجـون الإحـتـلال ,

و غـيـرهـم مـن سـجـنـاء الـرأي فـي زنـازيـن الأنـظـمـة الـعـربـيـة .

و أرغـب هـنا بـحـبّ كـبـيـر أن أذكـر الـمـنـاضل الـكـبـيـر سـمـيـر الـقـنـطـار

الـذي رفـض أن يـخـرج مـن أسـره مـعـتـذراً عـمـّـا فـعـلـه . ذاك رجـل

حـرّ و أنـا أغـبـطـه و أحـسـده بـحـبّ عـظـيـم .و أنــتـظـره بـقـلـبـي

لـيـخـرج قـريـبـاً بـعـد ثـلاثـيـن عـامـاً مـن أســرٍ لـم يـسـتـطـع أن يـنـال

مـن حـريــّة الإنـسـان فـي داخـلـه . سـيـخـرج لأنـه تـرك وراءه رفـاق

أحـرار .. قـال قـائـدهـم ( الـسـيـد حـسـن نـصـرالله ) :

( نـحـن قـوم لا نـتـرك أســرانـا فـي الـسـجـون ) .

إذن .. لـديـنـا أحـرار فـي أمـتـنـا بـكـلّ تـأكـيـد.. لـكـن و بـدون

شـكّ لـلأسـف , نـحـن لـسـنـا أمـّـة حـرة . و لا أمـّـة مـن الأحـرار .

الـخـوف يـحـاصـر غـالـبـيـة الـشـعـوب الـعـربـيـة , مـن الـمـحـيـط إلـى

الـخـلـيـج . خـوف مـن كـل شـيء ومـن أي شـيء ,فـي داخـل كلّ مـنــّا

عـبـد يـرتـعـد خـوفـاً مـن أسـيـاد كـثـر .وهـؤلاء الأسـيـاد الـعـرب أيـضـاً

هـم عـبـيـد جـدد لأسـيـاد اّخـريـن . و حـلـقـة الـعـبـوديـة لا تـنـتـهـي .

و فـي حـالـة الـمـواطـن الـعـربـي هـذه . لا أجـد مـا اسـتـشـهـد بـه

مـن شـعـر و أغـانٍ الاّن . سـوى مـا ( تــتــأوّه ) بـه هـيـفـا وهـبـي :

( رجـب .. حــوش صـاحـبـك عـنــّـي

رجـب .. صـاحـبـك جـنــّـنـــي )

لا سـخـريـة هـنـا .. كـل مـواطـن عـربـي .. يـنـتـظـر ( رجـبـاً ) لـكـي

( يـحـوش ) عـنـه ألـف صـاحـب و صـاحـب . مـع اخـتـلاف الـمـعـنـى

عـنـد ( المـغـنـاج الـحـرّة ) هـيـفـا وهـبـي .

ــ خـدتْ بـالـك يـا حـنـفـي ؟؟؟






الخميس، 12 يونيو 2008

صـديـقـي شــايــلـــوك



لـي صــديـق أحـبـّـه جـداً ( لا أدري لـمـاذا ) كـان مـُـنـتـدبـاً مـن

الـشـركـة الـتـي يـعـمـل بـهـا و الـتـي مـقـرّهـا ( دبـي ) إلـى البلد

الذي أتـواجد به لـيـعـمـل مـمـثـلاً ( وحـيـداً ) لـلـشـركـة هـنـا .

ولـحـسـن الـحـظ كـانـت الـشـقـة الـمـجـاورة لـشـقـتــّي فـارغـة

حـيـن وصـل إلـى هـنـا , فـأصـبـح جـاري , و كـنــّـا نـقـضـي

أوقـاتـاً طـويـلـة مـعـاً .

فـي أحـد الأيـام طـلـبـت مـنـه أن يـلـقـي نـظـرة عـلـى هـاتـفـي

الـمـحـمـول لـيـسـاعـدنـي فـي حـلّ مـشـكـلـة طـارئـة , و مـجـرّد

أن ضـغـط أحـد الأزرار , ظـهـرت لـه قـائـمـة الأرقـام الـتـي تـمّ

الإتــصــال بـهـا ... و فـاجـئـنـي بـسـؤال سـريـع :

مـن هـو شـايـلـوك * ؟؟

ضـحـكـت و قـلـت : إنـه أحـد الأصـدقـاء .. أنـت لا تـعـرفـه .

قـال : و هـل حـقــّـاً اسـمـه شـايـلـوك ؟

هـنـا حـَـبـكـَـت الـنـكـتـة فـي رأسـي و قـلـت بـبـرود :

اتــصـل بالـرقـم و اسـمـع صـوت الـرجـل ثـم أغـلـق الـسـمـاعـة

لا تــقــل شـيـئـاً و أنـا سـأبـّرر لـه الأمـر فـيـمـا بـعـد .

مـا إن اتــصــل , حـتـى رنّ هـاتـفـه في جـيـبـه.. و حـيـن أخـرجـه

لـيـرى مـن الـمـتـصـل , فـوجـئ بـرقـمـي ... نـظـر إلـيّ و قـد

جـحـظـت عـيـنـاه و قـال : أنـا شـايـلـوك أيـهـا الـوغـد ؟

قـلـت : نـعـم يـا صـديـقـي .. أقــدّم لـك الـعـزيـز شـايـلــوك .

ضـحـك الـرجـل كـثـيـراً ثم انـهـال عـلـيّ بـشـتــّـى أنــواع الــشــتــائـم .

أمـّا لـمـاذا أسـمـيـتـه شـايـلــــوك .. هـذا حـديـث اّخـر لا مـجـال لـذكـره

هـنـا .

شــايـلـوك كـان دائـمـاً مـشـغـولاً .. لــو كـان فـي ( الـتـوالـيـت )

و اتــصـلــت بـه , إن ردّ عـلـيك ( و هـذا نـادر جـداً ) سـيـقـول

لـك أنــّـه الاّن فـي اجـتـمـاع مـع الـتـاجـر الـفـلانـي لـعـقـد صـفـقـة

كـبـيـرة , و شـايـلـوك لا يـخـتـار سـوى الأسـمـاء الـكـبـيـرة فـي

مـجـالـهـا . فـهـو لا يـذكـر لـك اسـم تـاجـر غـيـر مـعـروف أبـداً .

و لأني أكـثـر الـنـاس مـعـرفـة بـشـايلوك و خـطـواتــه , كـونـه

جـاري ( الـبـاب عـالـبـاب ) .. و كـونـي ( الـتـاجـر ) الـوحـيـد الـذي

يـعـقـد مـعـه شايلوك صـفـقـاتــه الـمـزعـومـة.. كـنـت أعـلـم جـيـداً

أنـه لـم يـنـشـغـل لـسـاعـة واحـدة طـوال الـسـنـتـيـن الـلـتـيـن قـضـاهـما

هـنـا فـي هـذا الـبـلد .. كـان يــُـنـهـي كـل أعـمـالـه عـبـر الـهـاتــف

بالإتـصـال بالـمـنــدوبــَـيـن الـلـذيـن عـيــّـنـهـمـا فــور وصـولـه إلـى

هـنــا , و كـان يــُـلـقــي أوامــره الـصــارمــة عـلـيـهـمــا دائـمـاً

و يــُـنـهـي حـديـثـه مـعـهـمـا بـجــمـلـة ثـابـتـة ( شـغـلـكـم مـش

عـاجـبـنـي ) .. لـكـن مـعـرفـتـي بـكـل هـذا لـم يـمـنـع شـايـلـوك

في يـوم مـن الأيــّـام مـن مـمـارسـة هـذا الأمـر عـلـيّ أنـا أيـضـاً

كـنـت أتــصـلّ بـه لـيـأتـي و يـشـرب الـقـهـوة مـعـي فـيـبـادر إلـى

الـقـول أنـه داخـل الاّن للإجـتـمـاع بـفـلان .. و سـيـعـود بـعـد

سـاعـتـيـن .. ذات مـرّة أخـبـرتــه أنـي سـأذهـب غـداً صـبـاحـاً

إلـى مـكـان خـارج الـمـديـنـة لأمـر مـهـم و لـن أعـود حـتـى الـمـسـاء

و سـمـع اتــصـالاتــي ذلك الـيـوم مـع الأشـخـاص الـذيـن سـأذهـب

إلـيـهـم . و لـم يـعـلـم شـايـلـوك أن هـاتـفـاً أتـانـي صـبـاح الـيـوم

الـتـالـي يـطـلـب مـنـي عـدم الـمـجـيء الـيـوم لأسـبـاب طـارئـة

حـصـلـت هـنـاك .. و عـنـد الـظـهـر كـنـت أقـف خـلـف زجـاج نـافـذتـي

لأرى شـايـلـوك و هـو خـارج مـن الـسـوبـر مـاركـت الـمـقـابـل يـلـبـس

( الـشـورت الأزرق ) و يـقـضـم قـطـعـة ( الـسـنـيـكـرز ) الـتي يـعـشـقـهـا .

اتــصـلـت بـه عـلـى الـفـور و أنـا أكـتـم ضـحـكـتـي و قـلـت بـسـرعـة :

قـد أضـطر للـبـقـاء والـمـبـيـت هـنا حـتى الـصـباح فـلا تـقـلـق.. أيـن

أنـت الاّن ؟

قـال بـلـهـجـة الـواثـق بـعـد أن شــتــم الـعـمـل و ( عـجـقـة ) الـعـمـل :

تــخــيــّـل يـا رجـل أنـهـم اتــصـلـوا بـي مـن الـشـركـة فـي دبـي صـبـاحـاً

و طـلـبـوا مـنـي الـسـفـر فـوراً إلـى دولـة قـطـر لـمـقـابـلـة تـاجـر كـبـيـر

هـنـاك ..وقـد حـجـزوا لـي تــذكـرة عـبـر الـهـاتـف ,حـتـى دون اسـتـشـارتـي

لـكـنـي سـأعـود الـيـوم مـسـاءاً ( هـاتـف شـايـلـوك الـدولـي كـان يـسـاعـده

كـثـيـراً عـلـى الـكـذب و عـلـى الـتـواجـد كـل يـوم فـي بـلـد ) . قـلـت :

حـسـنـاً .. انـتـبـه لـنـفـسـك , أراك غـداً .

أغـلـقـت الـسـمـّـاعـة و خـرجـت لأنــتــظـره عـلـى درج الـبـنـايـــة .

فـوجـئ شـايـلـوك أنـي واقـف أمـامـه .. فـصـرخ فـي وجـهـي :

( الـعـمـى بـقـلـبـك مـا أكـذبـك ) ودون مـبـالـغـة ..وقـعـت عـلـى الأرض

و كـاد يــُـغـمـى عـلـيّ مـن الـضـحـك ..كـانــت هـذه الـمـرة الأولـى الـتـي

أكـذب فـيـهـا عـلـى شـايـلـوك بالـفـعـل , لـكـنـه راّهـا بـحـجـم أكـاذيـبـه

تـلـك كـلـهـا .. و أنـا أردتـهـا كـذلـك عـلــّـه يـتـوب .. لـكـن عـبـثـاً .

فـقـد تـجـاوزَ كـذبـتـه الـكبـيرة بـنـفـس الـلحظـة وسارعَ إلى اتــّهامي .

إن لـم تــكـن جـاراً لـشـايـلـوك .. فـسـيـبـقـى بـنـظـرك الـرجـل الأكـثـر

إنـشـغـالاً فـي الـعـالـم .. الـرجـل الـذي لا يـكـلّ و لا يـمـلّ .

غـيـر بـعـيـد عـن شـايـلـوك .. لـن يـحـضـر الـرئـيـس الـمـصـري

قـمـة طـرابـلـس الـغــرب ... يـقـول ( أبـو الـغـيـط ) أن الـرئـيـس

مـشـغـول جـداً و لـديـه ارتـبـاطـات .. و تــقـول صـحـيـفـة الـقـدس

الـعـربـي أن الـرئـيـس لـن يـحـضـر كـي لا يــُـحـرج أمـام أمـريـكـا

بـعـد مـا تــردد عـن قـمـة سـتـجـري هـنـاك بـيـنـه و بـيـن الـرئـيـس

الـسـوري بـوجـود الـعـقـيـد الـقـذافـي ..

أذكـر أن ( أبـو الـغـيـط ) قـال قـبـل الـقـمـة الـعـربـيـة الـمـاضـيـّة

فـي دمـشـق ان الـرئـيـس مشـغـول جـداً و لـديـه ارتـبـاطـات عـديـدة

( لا يـعـلـمـهـا إلاّ الله ) لـذلـك لـن يـسـتـطـيـع حـضـور الـقـمـّة .

أمـعـقـول أن أحـد أسـبـاب حـبـّي لـصـديـقـي شـايـلـوك هـو أنـّـه

يــتــمـتــّـع بـبعـض صـفـات الـزعـمـاء ؟ فــيه مـلامـح ( الــقـادة )

و طـبـاعـهـم ؟ ... ربـمـا ..فـنـحـن العرب نـُـعـجـب أحـيـاناً بـأسـوأ

زعـمـائـنـا .. لأنّ فيهم تـلـك الصفات السـيـّـئـة .. لا لشيء اّخـر .

لـكـن الأمـر الأكـيـد ..هـو أنّ بـعـض الـزعـمـاء الـعـرب يـتـمـتــّـعـون

بـكـل صـفـات و طـبـاع شـايـلــوك الـحـقـيـقـي ..شـايـلـوك تـــاجــر

فـيـنـيـسـيـا .. لا شـايـلـوك صـديـقـي .

شـايـلـوك عـاد إلـى دبـي مـنـذ حـوالـي سـنـة .. و مـنـذ شـهـريـن لـم

يــردّ عـلـى اتــصـالاتــي .. فـقـط أرسـل لـي رسـالـة عـلـى الـهـاتـف

يـقـول فـيـهـا أنـه اضـطـر لـلـذهـاب إلـى سـوريـا ( ذاك الـيـوم ) لأمـر

هـام و سـيـكـلـمـنـّي عـنـدمـا يـعـود . و لم يـتــّـصـل بـعـدهـا .

سـيـتــّـصـل شـايـلـوك بـعـد أن يـقـرأ هـذا الـمـقـال .. سـيـتــّصـل

لـيـضـحـك كـثـيـراً و يـشـتـم أكـثـر .. وحـتـمـاً سـيـقـول أنـه يـتـكـلـّم

الاّن مـن الـبـرازيـل أو الأرجـنـتـيـن .

أو أنـّه فـي اجـتـمـاع مـع أبـو الـغـيــط نـفـسـه ..




....................................


* شـايـلـوك هـو الـشـخـصـيـة الـمـحـوريـّة فـي الـمـسرحـيـّة الـرائـعـة

والشهـيرة( تـاجـر الـبـندقـيـّة ) ـ (The Merchant of Venice)

الـتـي كـتـبـهـا و لـيـم شـكـسـبـيـر .






السبت، 7 يونيو 2008

ســُـعـال سـيـاسـي .. و نـضـالـي



لا أفـهـم إصـرار كـلّ مـرشـّح رئـاسـي أمـريكـي عـلـى الـتـغـزّل بـإسرائـيـل

بـهـذا الـشـكـل الـفـاضـح ..و بـعـيـداً عـن الـسـيـاسـة .. فـأنـا اتــفـهـّـم الأمـر

إلـى حـدّ كـبـيـر مـن ناحـية الـواقـعـيـّة الـسيـاســيـة .. و أعـرف أي أبـعـاد

يـحـمـلـهـا هـذا ( الـغـزل الـمـقـدّس ) .. و أي ضـرورة جـعـلـت مـن هـذا

الأمـر حـتـمـيـاً دائـمـاً .

أنـا أفـكـّر الاّن فـي الـجـانـب الإجـتـمـاعـي لـلأمــر . هـذه سـذاجـة . أنـا

أدرك ذلـك ..فـالـجـانـب الإجـتـمـاعـي هـنـا هـو فـكـرة رومـانسـيـة غـبـيـّـة .

لـكـن ..بـمـا أن مـهـمـتـّـي فـي هـذه الـحـيـاة هـي الـمـتـابعـة و الإسـتـماع

و الـمـشـاهـدة فـقـط .. فـلأفـكـّر بـمـا أشـاء .. مـن يـهـتـمّ لـمـا أفـكـّر بـه ؟؟

أوبـاما مـثـلاً ؟؟ أو اللـوبي الـصهـيـوني في أمريكا؟ أو اللوبي العربي الإسلامي

المشغول بـتـصـحـيـح نـظـرة الأمـريـكـيـيـن للإسـلام ؟؟ ( لـِـيـك ْ ويـن

بــَـعـْـدُن ْ ) ... عـفـواً .. خـطـر لـي الاّن اسـتـطـراداً أراه مـهـمـاً .. مـاذا لـو

صـَحـّـحـنـا لـلأمـريـكـي فـكـرتـه عـن الإسـلام و عـرّفناه على حـقـيـقــة

الإسـلام كـمـا نـقـول دائـمـاً ؟ مـالـذي سـيـحـدث ؟

هـل سـيـتـغـيـّـر وجه الـبـشـريـة ؟؟ وهـل سـنـرى ( جـورج و هاورد و جون

و تـرايـسـي و نـيـكول ) يـقـومون بـعمليات استشهادية فـي العراق وفلسطين

لأجـل نـصـرة الـدين و عـزّتــه و استعادة حقوق المسلمين المغتصبة ؟ أم أنـنـا

سـنــُـفـاجـَئ بـمـطـاعـم مـاكـدونـالـدز و قـد افـتـتـحـت قـسـماً خـاصـاً بالـنـسـاء

أو ( لـلـعـائـلات فـقـط ) فـي جـمـيـع فـروعـهـا عـلـى الأراضـي الأمريكيـة ؟

إن مـرّ قـارئ مـن هـذا و قـرأ مـا أكـتـبـه الاّن سـيـقـول : مـا هـذا الـتـسـخـيـف

لـلأمـــور؟ مـا هـذه الـسـذاجـة ..و ربمـا الـحـقـارة و الـغـبـاء .. لا بـأس ..

حـيـاتـنـا كـلـهـا أصـبـحـت مـادة دائـمـة لـكـل الـصـفـات الـمـذكـورة أعـلاه

أضـف إلـيـهـا ( الإســتـغـبـاء ) الـذي أصـبـحـنـا نـحـبـه و نـقـبـلـه بـطـيـب

خـاطـر .. لـذلـك .. و لأن شـُـغـلـتـي فـي هـذه الـحـيـاة ( أنـا و أنـتـم جميعاً )

الإنـــتـظـار و الـمـتـابـعـة بـعـيـداً عـن أي تـأثـيـر لـنـا فـي هـذا الـعـالـم

و لأنـنـا ( مـفـعـول بـه ) دائـم .. مـنـصـوب و مـنـصـوب عـلـيـه بالـتـراضـي

و قـبـول جـمـيـع الأطـراف .. فـأنـا الاّن ســأقـدّم نـصـيـحـة مـجـانـيــّـة

لـلـمـنـظـمـات الإسـلامـيـة الـعـلـنـيـة مـنـهـا و الـسرّيـة .. الـمـعـتـدلـة

و الـمـتـطـرفـة .. و أثـريـاء الـمـسـلمين و هـم أثـرى أثـريـاء الـعـالـم

و أضـمـن لـهـم و عـلـى مـسـؤولـيـتـي أنـهـم لـو اتـبـعـوا نـصـيـحـتـي

سـيـصـبـح الـشـعـب الأمـريـكـي خـلال عـشـر سـنـوات ( فـي جـيـبـتـنـا

الـصـغـيـرة ) ..و سـيـعـرف الإسـلام كـمـا تـريـدونـه أن يـعـرفـه .

و كـمـا يـقـول الـمـثـل : إلـحـق الـكـذاب لـبـاب الـدار .

لا مـشـكـلـة ..أنـا أقـبـل أن تــنـعـتـونـي الاّن بالـكـاذب .. لـكـن اتـبـعـونـي

قـلـيـلاً .. و إلـيـكـم الـبـرنـامـج :

أولاً : أن تــقـوم هـذه الـمـنـظـمـات و هـؤلاء الأثـريـاء بـتـخـصـيـص

أوّل شـهـر مـن كـل عـام و اّخـر شـهـر مـنـه تـعـمـل فـيـه عـلـى شـراء

وجـبـة غـذائـيـة بسـيـطـة مـع هـديـّـة مـتـواضـعـة لـنـصـف عـائـلات

الـشـعـب الأمـريـكـي أو أكـثـر ( حـسـب اسـتـطـاعـتـكـم ) .و الـوجـبـة

تـكـون عـلـى مـدار الـشـهـر كـل يـوم ..

ثـانـيـاً : شـراء حـقـوق بـعـض الـبـرامـج الـتـلـفـزيـونـيـة الـشـهـيـرة

كـبـرامـج ( أوبـرا ويـنـفـري ) و ( د . فـيـل ) و غـيـرهـا . مـع الإبـقـاء

عـلـى سـيـاسـات هـذه الـبـرامـج كـمـا هـي دون تـدخـّـل . و دون تـغـيـيـر

الـقـائـمـيـن عـلـيـهـا طـبـعـاً .. و خـلال أشـهـر الـعـام يـتـمّ دعـوة فـرد مـن

كـل عـائـلـة أمـريـكـيـة فـي كـل حـلـقـة .. شـرط أن نـضـمـن لـه أن

الـكـامـيـرا سـتـسـتـعـرض الـوجـوه جـمـيـعـا أثـنـاء الـحـلـقـة , أي

أن أمـريـكـا كـلـّـهـا سـتـرى وجـه هـذا الـمـواطـن عـلـى الـشـاشـة

و لـو لـثـانـيـة أثـنـاء مـرور الـكـامـيـرا .. و طـبـعـا ً يـجـب أن نـزيـد

مـن هـذه الـبـرامـج لـزيـادة الـفـرصـة فـي ظـهـور أكـبـر عـدد مـن

الـشـعـب الأمـريـكـي ( الـحـرّ ) .. والـمـيـزانـيـة سـتـأتـي مـن الإعـلانـات

فـيـمـا بـعـد .. لا تــخـشـوا شـيـئـا ً . لـن تـخـسـروا أبـداً .

ثـالـثـاً : لا حـاجـة أبـداً لـذكـر أي كـلـمـة عـن الـديـن الإسـلامـي .

و لا كـلـمـة واحـدة .. فـقـط و بـشـكـل غـيـر مـبـاشـر . دعـوا هـؤلاء

يـعـلـمـون أن مـن يـفـعـل لهم هـذه الأمـور ( الـجـيـدة و Amazing )

هـم أشـخـاص عـرب مـسـلـمـون ..

رابـعـاً : و لأنـي أعـرف أن مـا مـن قـوة عـلـى هـذه الأرض تـردع

الـعـربـي مـن الـتـحـدّث بالـديـن بـمـنـاسـبـة و بـدون مـنـاسـبـة , و كـي

لا ( تـحـرقـوا الـطـبـخـة ) حـبــّذا لـو رويـداً رويـداً تــُـعـرّفـون الـمـواطـن

الأمـريـكـي بالـمـسـيـح و الـمـسـيـحـيـّـة أولاً .. ( أكـرّر .. دون ذكـر أي

كـلـمة عـن الإسـلام ) .. فـمـعـظـم الأمـريـكـيـيـن لا يـهـتـمـّون فـي الحـقـيـقـة

لـمـسـيـحـيـّـتـهـم حـتـى يـهـتـمـوا بـديـانـة غـيـرهـم , ثـم بـعـد خـمـسـة

عـشـر عـامـاً تـسـتـطـيـعـون الـبـدء بالـحـديـث عـن الإسـلام و تـعـريـفهم

بـه . مـع الإنـتـبـاه الـشـديـد أن هــذا الـبـنـد يـجـب ألاّ يـسـبـق الـبــنـود

الـسـابـقـة أبـداً .الـتـسـلـسـل مـهـمّ جـداً ..فــأنــا أضــمـن لــكـم أن

الـمـواطـن الأمـريـكـي يـبـيـع الـمـسـيـح و الكنيسة و الأديـان جـمـيعـاً

فـي سـبـيـل الـظـهـور لـثـانـيـة عـلـى الـتـلـفزيون أو فـي سـبـيـل دعـوة

عـلـى الـغـداء أو الـعـشـاء .

خـامـسـاً : و هـذا مـهـمّ .. الـعـمـل عـلـى عـدم وصـول أي جـريـدة عـربـيـة

نـاطـقـة بالإنـكـلـيـزيـة إلـى الأراضـي الأمـريـكـيـة .. و مـنـع ظـهـور أيّ

( مـثـقــّـف ) عـربـي خـلال الـــعـــشـر سـنـوات الأولـى عـلـى أي

شـاشـة يـصـل بـثــّـهـا إلـى الأراضـي الأمـريـكـيـة .خـصـوصـاً مـا يـُسمّى

بالـمـثـقـفـيـن الـعـرب الـجـدد و الـنـاشـطـيـن ( الـلـي عـلى شـعـرهـم جـلّ )

فـيـمـا يـُـسـمـى حـوار الـحـضـارات و قـبـول الاّخـر و الـذيـن يـقـبـضـون

مـسـاعـدات مـن الـسـفـارات الأمـريـكـيـة لـكـي ( يـنـاضـلـوا ) .

سـادسـاً و أخـيـراً : لا تـتـدخـلـّـوا أبـداً بـاسـلـوب و طـريـقـة حـيـاة

الـمـواطـن الأمـريـكـي ( شـو بـتـلـبـس مـرتـك ..لـيـش بـنـتـك مـصـاحـبـة

لـيـش فـلانـة حـبـلـت مـن غـيـر زواج ) .. هـذا لـيـس شـأنـكـم الاّن .

ابـعـدوا عـن الأخـلاقـيـات الاّن و ركــّـزوا عـلى الـمـاديـّـات و الـمـظاهـر

فـقـط لـعـشـر سـنـوات أو تـزيـد قـلـيـلاً .. حـسـب الإلـتـزام الـدقـيـق

بالـبـرنـامـج .

مـهـمّ جـداً أن يـتـم اخـتـيـار الـقـائـمـيـن عـلـى هـذا الـبـرنـامـج مـن

الـعـرب الـذيـن يـسـتـطـيـعـون ضـبـط الـنـفـس فـيـمـا يـخـصّ الـجـنـس

أي لـيـس مـن أولـئـك الـذيـن يــُـغـمـى عـلـيـهـم عـنـد رؤيـة سـيـقـان

عـاريـة .. فـإن كـان هناك أمريكي يـبـيـع الـسـمـاء لأجـل الـظـهـور فـي

بـرنـامـج تـلـفـزيـونـي شـهـيـر .. فــهـنـاك عــربـــي فـي الـمـقـابـل

يـبـيـع الأرض و الـسـمـاء فـي سـبـيـل ( فـخـذ عـابـر ) .

مـهـم أيـضـاً أن يـتـم اسـتـبـعـاد الـسـيـد عـمـرو خـالـد و رفـاقـه عـن

هـذا الأمـر ,كي لا نـتـحـوّل نحن إلـى ( أمـريـكان ) فـي خـمـس سـنوات

بـبـرنـامـج كـهـذا .. و كـي لا يـقـنـعـنـا أن الـكـاوبـوي هـم بالأسـاس

مـن الـمـسـلـمـيـن الأوائـل الـذيـن رافـقـوا كـولـومـبـس في رحـلـتـه

الـمـشـؤومـة تـلـك .وأن ( جـون وايـن ) كـان اسـمه الـحـقـيـقـي يـوسـف

عـَـرَقــْجـي (مـن عـرق = خـمـرة = واين ) و دليله على ذلك وجود عائلة

عـرقجي في لبنان و سـوريا . ( بالإذن من نـائـب بـيـروت السابـق المحترم

عـدنـان عـرقـجـي ) .

أعـتـقـد أن اتـّـبـاع بـرامـج و خـطـوات كـهـذه سـتـجـعـل هـذا الـشـعـب

يـنـتـبـه إلـى وجـوب الـتـعـرّف عـلـى هـؤلاء الـمـسـلـمـون ( الـرائـعـون ) .

و ديـانـتـهـم و قـضـايـاهـم بـدلاً مـن أن يـتـنـاولـوا دائـمـا وجـبـة اسرائيلية

جـاهـزة عـن الـعـرب .. كـل هـذا الـكـلام .. فـقـط لـمـن يــُـتـعـب نـفـسـه

فـي تـعـريـف هـؤلاء بالإسـلام و الـقـضـايـا الـعـربـيـة ..و كـأنّ الشعب

الأمـريـكـي لا يـنـقـصـه سـوى الـتـقـرّب مـن الله لـدعـم قـضـايـانـا وإدخالنا

فـي حـسـابـاتـه الـسـيـاسـيـة .

أنـا هـنـا أتـكـلـّم بشكل عام و لا أتـكـلـّم عـن بعض الناشطين الأمريكيين

الـقلائل الـذيـن هـم بالنسبة لقضايانا . أفضل مـنـّا جـمـيـعـا .. ( لذلك

لا صـوت لـهـم و لا تـأثـيـر أيـضـاً ) .فـنـحـن أوّل مـن يـتـخـلـّى عـنـهـم .


ـــ لـقـد بـدأت كـلامـي بالـحـديـث عـن مـرشـحـيّ الـرئـاسـة فـي أمـريـكـا

و سـبـب تــضـمـيـن كـل خـطـابـاتـهـم لـلـشـعـب أمـراً ضـروريـاً و أكـيـداً

و دائـمـاً , هـو ( اسـرائـيـل ) . ثـم تـحـوّل الـمقـال إلى مقـال ( اسـتـطرادي)

لا .. الأمـر لـيـس كـذلـك تـمـامـاً .. أريـد فـقـط أن أفـهـم لـمـاذا يـنـتـخـب

الـشـعـب الأمـريـكـي مـرشــّـحـاً رئـاسـيـاً و هـو ( يـصـرع ) رؤوسهم

كـل يـوم بالـحـديـث عـن اسـرائـيـل و كـأنــّـه مـُـرشــّـح لـرئـاسـة

بـلـديــّـة ( تـل أبـيـب ) .

هـذا مـا قـصـدتــه ( بالـنـاحـيـة الإجـتـمـاعـيـة ) للأمـر ..

طـريـقـة تـفـكـيـر هـذا الـشـعـب الـغـريـب الـعـجـيـب الـذي أنـتـخـب

شـخـص كـجـورج بـوش لـولايـتـيـن مـتـتـالـيـتـيـن .

أريـد أن أعـرف لـمـاذا يـنـتـخـب شـعـب مـا . مـرشـحـاً يـحـمـل

بـرنـامـجـاً انـتـخـابـيـّـاً , كـلـمـة الـسـرّ فـيـه هي دائـمـاً ( اسرائيل)

و لـمـاذا يـسـتـمـيـت أوبـامـا و هـيـلاري و مـاكين و غـيـرهـم فـي إعـلان

الـولاء الـمـطـلـق و الـتـام لإسـرائـيـل و هـم يـخـاطـبـون الـشـعـب

الأمريكي . لا الإسـرائـيـلـي .

أجـزم أن ثـلاثـة أربـاع الـشـعـب الأمـريـكـي لا يـعـرفـون أيـن يـقـع

الـكـيـان الإسـرائـيـلـي عـلـى الـخـارطـة .. لـكـنـهـم يـعـرفـون أن

اسـرائـيـل مـوجـودة حـتـى تـحـت أســرّتـهـم و فـي جـيـوب قمصانهم .

و هـم لا يـعـرفـون لـمـاذا فـي الـحـقـيـقـة ..

و لا زلــت عـنـد رأيـي و لـن أغـيـّـره حـتـى إشـعـار اّخـر .. أن

الـشـعـب الأمـريـكـي هـو أغـبـى شـعـوب الأرض قـاطـبـة فـيـمـا

يـخـص الـسـياسـة .. أمـا فـيـمـا يـخـص الـمـصـالـح الـوطـنـيـة

و الـقـومـيـة و الإنـسـانـيـة فـنـحـن الـعـرب نـتـربــّـع عـلـى عـرش

الـغـبـاء بـدون مـنـازع .

ــ بالـمـنـاسـبـة .. هـل ( اسـرائـيـل ) مـؤنــّـث أم مـذكـّـر بالأساس ؟

نـحـن نـقـول : اسرائيل قـتـلـ (ت ) و اجـتـاحـت و دمـّـرت ..

يـبـدو أنـهـا مـؤنـث ..

لـكـن .. نـحـن أيـضـا نـقـول .. مـصـر أغـلـقـ (ت ) و اعـتـقـلـت

و سـوريـا اعـتـقـلـ (ت ) و مـنـعـت .. و الـسـعـوديـة تـدخـّلـ (ت )

و الـكـويـت .. و الإمـارات ..قـطـر .. نـفـس الـشـيء .

لـبـنـان يـطـلـب و يـطـالـب .. هــااااااا .. لـبـنـان مـذكـّـر إذن ؟؟

لا عـجـب أنــّـه ( مـغـلـوب ) عـلـى أمـره ..

هـنـا أيـضـاً أريـد أن أسـتـطـرد عـن سـابـق إصـرار و تـصـمـيـم

لـلـذيـن يـرفـعـون شـعـارات الـمـطـالـبـة بـحـقـوق الـمـرأة فـي

الـبـلاد الـعـربـيـة .. أنـا لـسـت ضـد ذلـك بالـطـبـع .. إنـمـا حـيـن

يـحـصـل الـرجـل الـعـربـي عـلـى حـقـوق ( كـعـب أنـثـى ) وقـتـهـا

يـتـفـلـسـف عـلـيـنـا . . حـيـن تـتـوقــّـفـوا عـن الـعـمـل كـعـبـيـد

و شـعـراء و أدبـاء و فـلاسـفـة عـنـد أوّل امـرأة تـهـز ّ وركـيـهـا

أمـامـكـم .. سـاعـتـهـا تـكـلـّـمـوا عـن الـحـقـوق . و كـونـوا

مـنـاضـلـيــن .بـدلاً مـن الـنـضـال ( بـالـقـِـطـعـة ) .

عـلـى فـكـرة .. أنـا مـنـكـم .. الـحـديـث لـي أيـضـاً ( أوعـى حـدا

يـفـكـّرنـي نـبـي ) . وربـمـا أبـيـعـكـم جـمـيـعـاً فـي سـبـيـل قـضـاء

بـعـض الـوقـت فـي أحـضـان صـهـبـاء جـامـحـة . ( جـامحة , مهمة

جـداً ) .. أقـول ربـمــا .. أي أن لا شـيء مـضـمـون هـنـا .الأكـيـد

فـي حـالـتـي أنـا . أنـي لـسـت أنـاضـل فـي سبيل حـقـوق الـمـرأة

فـأنـا أراهـا سـبـقـتـنـي بـأشـواط كـثـيـرة فـي هـذا الـمـجـال بـل

( قـرطــت ) نـصـف حـقـوقـي أو أكـثـر .

ـ كـل مـا ورد أعـلاه لا يـنـدرج تـحـت بـنـد ( الـمـقـال ) و إن كـنـت

أسـمـيـتـه كـذلـك فـي فـقـرة سـابـقـة .. إنـه .. ( حـكـي ) .. أردت

أن أحـكـي قـلـيـلاً .. الـسـعـلـة فـقـط لـم أسـتـطـع إيـصـالـهـا بـيـن

الـسـطـور .. هـذه الأيـام أنـا أدخــّن كـثـيـراً و بـدأت أسـعـل .

الـسـعـلـة مـؤنــّـث أيـضـا ً . . كـذلـك ( الـمـدوّنـــة ) .

و لـمـاذا أقـول كـل هـذا ؟ مـن يـهـتـمّ إن سـعـلـت أو أكـلـت هـوا ؟

لـم يـبـق سـوى أن يـنـشـغـل الـنـاس بـسـعـالـي .


J. Ghanem


11