السبت، 27 يونيو 2009

ضـَـوّ

مـشـوار مـسـتـعـجـل :
ــــــــــــــــــــــــــ


مــتــلْ الـصـبـح

لـمــّـا بــْ يـجـي بــَـكـّــيــر

و بــْـسـرعـة قـبـل مـا يــفــلّ

يــضــوّيـلـنـا هـالـضــوّ

حـاسـِـسْ كـأنــّـي

طــفــل بــَـعــدو زْغـيــر

جــايــي شـي سـاعـة عـالــدّنـي

لــْـعـَـنـدِكْ , تـا غـَـيــّــر جــَــوّ

و بــَـدّي قــبــل مــا فـــلّ

اقــطــُـف عـن شـفــافــِــكْ

طـلــــوع الــضــــــوّ


· * * * *

مـرجـوحـة :
ـــــــــــــــــــ


تـــبـْـقــَـى تـــِـجــِــيْ بــالــلـــّـيــلْ


و تـــنـــْـصــُـبْ عـلـى كــْــتـــافْ الــقــمــر


مـَــرجــُـوحــتــَــا


و يــغــَــنـــّــجــا


و يـْـلاعــبــَـا


و يــْضــِـيــع بــِــعــيــونـــَــا الــخــضــر


و يــِــتـــعـــَـمــْــشـــَــقْ بــْــ جــَــدّولـــتـــَــا ْ


و قــلــبــي .. الـْـ كــَــوَاهْ الــسَــهـَـــر


بــِـيـْـطـقّ غــِـيــْــرِة ْ و قــَـهــــــر


لــمــّــا يــا ضـــَــوّ الــقــَمــَـــر


تــْــغـــَــلــْــغـــِــلْ تـــحــت تـــَـــنـــّــورِتـــَــا ْ



* * *


جــو غـانــم


................


يـا رايـــح



الثلاثاء، 23 يونيو 2009

عـنـوان

دقـــّـيــتْ عَ بـْــوابْ الــزمــــان

تــَـا اســألْ عــْــلـيـكـِـي

بــْــرَمــــتْ الـــــدّنــــــــي

و مـا لــقــيــتـــلــِـــكْ عـــنــــــوان

صــرتــــي عــنــاويـــن الــبــِــكــي

و عــنـــــوان مــــوتـــــي

صــــار ... عــيــنــيــكــــــي


جــو غــانــم


* * * *


مــا نــدمـــتْ مـــرّة

و لا أنــا نـــدمــــان

عَ عــمــر ضــاع بــأوّلـــو مــنـــّــي

و لا عــاد تــحــــرز تــســـألــي عــنـــّــي

مــا عــدتْ عــن حــالـــي أنــا ســـئــــلانْ

صــايــر بــقــايــا خــْـيــال ... مــن إنـســـانْ

مــْــعــذّب

مــتــلْ لــبــنــان

مــْـجــرّح ... مــن الإيــمــــان

و كـــافـــر بـــِــأرض , و بــِـســمــا , و جــنـــّـة

و واقــــفْ بـــِــقــلــب الـجــرح

عــمْ غـــنـــّــي


الراحل : إيـلـيـا أبـو شـديـد

* * * *


قــَــلــّــو الــجــَـرس لــلــصــــوت

خــدنـــــي مــَــعـــَــكْ

عَ مــيـــن تـــاركــنـــــي ؟

قـــَــلــّـــو

أنــا هـــربـــان مــن هـالــمــــــوت

و الــمــوت لاحــقــنــــي

و مــا عـــاد رجــــِــع الــصــــوت


طـــلال حــيــــدر

السبت، 20 يونيو 2009

إعـلام دون كـيـشـوت

مـن يـراقـب بـعـض وسـائـل الإعـلام الـعـربـيـّـة , و هـي تـخـوض

حـربـاً ضـروسـاً ( تبدو و كأنها حرب بقاء ووجود ) لأجـل عيون

الديمقراطية في إيران , يـُـخـيـّل لـه أنـنـا نحن العرب نعيش أزهى

عصور الحرية و الديمقراطيّة , و أننا نـريـد وعلى غرار جورج بوش

أن نـنـشـر قـيـمـنـا الديمقراطية و نـُـنـعـم بـهـا عـلـى أولـئك ( المساكين )

في إيران , الـذيـن يـرزحـون تـحـت حـكـم البـيك و الشيخ و الزعيم

و قـادة الميليشيات و تـجـار الأوطان و الـرقيق الأبيض .

نفس وسائل الإعلام التي عـمـلـت على إعادة المواطن اللبناني ( في حربها
الإنتخابية الأخيرة في لبنان ) إلى أكثر مراحل الإنسانية انـحـطـاطـاً , حيث

الـعـصبـيـّة الـمـذهـبـيّة و الـطائـفـيّة الـقـذرة و الـكـذب و الـتـلـفـيـق

و شـراء الـذمـم , نفس الشاشات و الجرائد عادت لـتـرفـع رايـات الحريّة

و الديمقراطيّة إشـفـاقـاً منها على الشعب الإيراني هذه المرّة , و مساهـمة

منها في تـقـدّم و تـحـضـّر الإنسان الإيراني , الـذي لا يـعـرف

مـصـلـحـتـه , لـذلك إرتــأى الإعـلام العربي أن يـساعـده كـي

يـبـلـغ مـا بـلـغـنـاه نـحـن مـن تـحـرّر و نهضة و تـداول سلطة

و إحترام إرادة الناس ( الرئيس المصري عـلـّق على الإنتخابات اللبنانية

بالقول أنّ هـذه إرادة الشعب !!! مـن قـال أنّ الرئيس الـمـصـري

لـيـس " مـهـضـومـاً " ؟؟ كـذلك لـم يـتـأخـّر رفاقه حـكـّام مـحـمـيـّات

الـمـوز العربية الـذين يحـتـقـرون شعوبهم و إرادة شعوبهم بـتـرديـد

الـنـكـتـة ذاتـهـا ) , نفس هـؤلاء ( مـعـاتـيـه الإعلام و الدجل العربي )

الـذيـن لـم يـبـق في هـذا العالم المترامي الأطراف مـثـيـلاً لهم في الجهل

و الرجـعـيّة , هؤلاء الـذيـن اسـتـخـفــّـوا بـعـقـل المواطن العربي

و تـعـامـلـوا مـعـه عـلـى أنـّـه كـائـن غـبـي لا دور لـه سـوى

أن يـتـلـقــّى أكاذيبهم , يـريـدون الاّن إقـنـاعـنـا أنـهـم يـخـوضون

مـعـركـة مـن مـعـارك الـحـريـّـة , حـيـث مـا أن يـعـطـس الـمـرشـّح

مـيـر حسين موسوي , حتى تـنـقـل قـنـاة الـعـربـيـّة خـبـراً عـاجـلاً

تـُـبـيـّن فـيـه مـدى أهـمـيـّة هـذه ( الـعـطـسـة ) و تـأثـيـرهـا عـلـى

مـسـتـقـبـل حـريـّـة الإنسان و خير الإنسانية , ثـم تـخـرج جـريـدة

الـشـرق الأوسط فـي الصباح التالي بـعـنـوان ثـوريّ عـريـض

عـلـى غـرار : ( عـطـسة مـوسـوي تـنـذر بـسـقـوط النظام بين

لحظة و أخرى ) . حـسـنـاً , لـيـقـُـل لـنـا هـؤلاء مـالـذي كـانـوا

يـنـتـظـرونـه لـو فـاز مـوسـوي ؟؟ هـل كـانـوا يـتـوقـّـعـون أن

تـنـضـمّ إيـران إلـى مـحـور الإعـتـدال الـعـربـي ؟ و أن يـقـوم

موسوي بـاسـتـدعـاء نــديـم الـجـمـيّل أو أنـطـوان زهـرة , و تـسـلـيـم

أحـدهما قيادة الحرس الـثـوري؟ أو أن يصبح أبـو الـغـيط هـو المرشـد الجديد

لـلـثـورة الإيرانية الخضراء , و تـصـبـح جـيـزال خـوري رئـيسة

الإتحاد النسائي الإيراني ؟ أو يـصبح عـبد الرحـمـن الـراشـد هـو

مـُـلـهـم الإعلام الإيراني الـجـديـد و مـرجـعـيـتـه ؟ مـالذي كان يـتـوقــّعـه

هـؤلاء لـو فـاز مـوسوي ؟ لـيـجـيـبـنـا أحـدهـم !!!

أجـدى بـهـم أن يـخـوضـوا حـرب تـحـريـر الشعـوب التي يـنـتمون

إليها , و إلاّ أجـدى بـنـا نحن الشعوب ,أن نخوض حرب تحريرنا

من صـُـنـّـاع الـدجـل هـؤلاء . الـذيـن يـُـمـجـّدون طـغـاتـنـا فـي

الـلـيـل و الـنـهـار , و يـلـهـونـنـا بـفـتـح جـبـهـات وهـمـيـّة و مـُضلـلـّة

عـلـى سـاحـات الـشـعـوب الأخـرى , الـتـي سـبـقـتـنـا إلـى الحرية

و الديمقراطية و السيادة الحقيقية و الإعتماد على الـذات , بـقـرون

و ليس بسنوات .

هـؤلاء الـذيـن كـان إعـلامـهـم أكـثـر بـُـعـداً مـن الإعـلام الـتـايـوانـي

عـن خـوض مـعـركـة إعـلامـيـّة شـريـفـة و مـشـرّفـة وسـط مـجـازر

الـصـهـايـنـة بـحـقّ غـزّة و أهـل غـزّة .



حـربُ مـن , يـخـوض هـؤلاء الأوبـاش الاّن ؟؟


جـو غـانـم

فـرد شـقـفـة





إنـتَ مـا بـتـقـدر تـتـشـقـّـف خـمـسـمـيـة شـقـفـة , عـزيزي

الإنـسـان , فـيـزيولوجيـّـاً مـا بـيـمـشي الـحـال , إنـتَ شـقـفـة وحـدة , هـيـك

ربـنـا سـبـحـانـه فـي عـُلاه و عـلـيـائـه قـرّر يـخـلـقـك , سـيـكـيـولـوجـيـّـاً

كـمـان مـا بـيـمـشـي الـحـال صـدّقـنـي .. أنـا حـاولـت كـتـيـر , و مـا طـلـع

مـعـي أكـتـر مـن انـفـصـام .. يـعـنـي صـرت شـقـفـتـيـن .أكـتـر مـن هـيـك

صـعـبـة , لا بـل مـسـتـحـيـلـة , يـعـنـي عـمـرك سـمـعـت عـن حـدا عـنـده

انـسـداس أو انـسـبـاع بالـشـخـصـيـة مـثـلاً ؟؟ نـو واي يـا حـبـيـب الـقـلـب , مش

واردة أبـداً , حـتـى لـو صـرت سـلـفـي و بـتـيـار المستـقـبل و مـتـحـالـف مع سمير

جعجع و نـقـولا فـتـّـوش و خالد الضاهر و بـتـحـبّ الحياة و نايلة التويني , كـلّ

هـودي مـع بـعـضـن مـا بـيـعـمـلـوا أكـتـر مـن انـفـصـام ثـنـائـي الإتجاه فـقـط

لا غـيـر .

هـلـّق انـت عـم تـقـرا جريدة الـشرق الأوسـخ كلّ يوم , هيك أنا فهمت مـنـّك

و قـاعـد و حـاطـطـلي شـاشـة تلفزيون المستقبل بخـلـقـتـك ليل نهار , على

أساس انـّك نـاطر الحقيقة , و بالمرّة و بما إنـّك ناطر و ناطر , بطريقـك

بـتـعـرف كـلّ الحقائق الأخرى ( بـفـتـح الألف أو ضمـّهـا , هون ممكن تعطي

نفس المعنى ) هيك انـت مـفـكـّر .

طـيـّب هـلـّق كيف أنا بـدي اقـنـع سـمـاك , إنــّه النظام السوري ما سقط , و انـّـه

الإمام الخامـنـئـي , اليوم كان عـم يخطب من نصّ جامعـة طهـران , وهالإيرانيين

مجتمعين حواليه و عم يهتفوله ..لا والله مش عم بمزح معك , عم بحكي جـدّ

شـفـتـه بـعيـني . و كيف بـقـدر اقـنـعـك انه صاحبنا هـاروت اللي من برج

حمود , لبناني ومش من اقـلـيـم نـاغـورنـي كـارابـاخ , و انه جـدّ جـدّه كان

لبناني كمان , و حتى قـبـل مـا يجي جـدّ أمين الجميّل من مصر .. يـا دلعدي .

و كيف بـدّي اقـنـعـك انـه الجنرال عون بـعـدو قائد لبناني وطني و مسيحي

و مـا تـغـيـّر و لا تـكـّة , و انـت واصلك الخبر انه الزلمي صار إيراني فارسي

و صار اسمه علي أكبر عـونـي , و انـه صار خطر عالكيان اللبناني العربي

( قليلة هيدي : العربي ؟؟ منيح ما سمعك نديم الجميّل ) ...

هـون أنا لازم اتـشـقــّف ألف شقفة حتى اقـدر اتـفـاهـم أنا ويّـاك و يفهم

واحدنا عالتاني . و أنا حاولت متل ما خبّرتك .. و مـا قـدرت .. و أكتر من

انفصام بالشخصية مـا طـلـع معي .. بـقـى بـلـكـي انـت بـتـجـرّب من جهـتـك

الله يخليلي ياك , معقول يمشي الحال .. و مش مطلوب منك تصير و لا حتى

شـقـفة و نصّ , كلّ اللي مطلوب , انـكّ تـغـيـّر هالمحطة , أنا بـعـرضك .

الـعـلـّة مـش فـيـني و لا فـيـك .. الـعـلـّة بالـريـمـوت كـونـتـرول .و بلاها

الدوت كوم تبع الشرق الأوسخ , جرّب شي مرّة اكتب دوت اورغ , بلكي

بتوصل عا موقع التيار الوطني الحر , و عا كفالتي ما حدا فتح موقع التيار

وانتقل إلى رحمة الله , الكلّ بيفوتوا و بيطلعوا سالمين ( بـعـون الله .. ونـصـره ).

و عـلـى فـكـرة .. نسيت خبّرك .. الـثـائـر فـارس سـعـيـد هـو الـلـّي سـقـط ..

طـبـعـاً انـت مـا وصـلـك هـالـخـبـر ..و مـا حـدا كمان خـبـّرك , إنـّو هـيدا

الأخـو الشليتة .. بحياته ما قـدر يعمل نـايـب إلاّ عا زمـن الـوصاية .. و بسّ

فـَـلـّت الـوصـايــة , دورتـيـن ورا بعض .. ونـش من نوع هامر و مليان

مصاري ما قـدر يحمله ويـطـالـعـو عالمجلس ... بـعـرف إنـّك مش مصـدّقـنـي ..

مـاشـي ..خـلـّيـك عم تـتـفـرّج عــا سـوسـو دخـيـلـو ... و ( زيّ

مـا انــت ) تـغـزّل بـهـالسكسوكة .



جـو غـانـم


الأربعاء، 10 يونيو 2009

سـوق عـكـاظ




طـمـئـنـنـا جـورج مـيـتـشـل أمـس , أنّ تـحـالـف بـلاده

و الـكـيـان الـصـهـيـونـي ثـابـت لا يـتـزعـزع , بـيـنـمـا

نـقـلـت لـنـا " هـا اّرتـس " عـن نـتـنـيـاهـو تـطـمـيـنـات

أكـثـر , مـفـادهـا أنّ الـضـغـوط الأمـريـكـيـة عـلـى ( اسرائيل )

بـشـأن الـمـسـتـوطـنـات , مـا هـي سـوى ضـغـوط شـكـلـيـّة

( لـكـسـب ودّ الـعـالـم الـعـربـي و الإسـلامـي ) .

فـي الـظـاهـر , لـم يـكـن عـاقـلٌ واحـد فـي هـذا الـشـرق , يـحـتـاج

لـتـوضـيـحـات نـتـنـيـاهـو , لـكـن , فـي الـواقـع , حـتـى تـوضـيـحـات

نـتـنـيـاهـو لـن تـسـتـطـيـع إيـصـال أيّة رسـالـة إلـى نـيـام الـعـرب

الـذيـن دغـدغ بـاراك أوبـامـا أحـلامـهـم فـي خـطـابـه الإنـشـائـي

الـجـمـيـل قـبـل أيـام .

قـد يـتـسـائـل أحـدنـا , لـمـاذا يـُـحـرج الـصـهـايـنـة حـلـفـائـهـم دائـمـاً ؟

و لـمـاذا ( يـبـقــّـون الـبـحـصـة ) كـلّ مـرّة , قـبـل أن يـصـل ( أعـرابهم )

إلـى ذروة الـنـشـوة الـخـادعـة ؟ لـمَ لا يـنـتـظـروا لانـتـهـاء عـاصفة

الـتـصـفـيـق , لـمـاذا يـرمـون حـجـارتـهـم فـي مـيـاه أتـبـاعـهـم الاّسـنـة

فـتـفـوح رائـحـة هـؤلاء , و تـطـغـى عـلـى رائـحـة الـعـطـور الـفـرنسية

الـتـي يـغـسـلـون بـهـا عـارهـم كـل صـبـاح . و الـجـواب بـسـيـط .. لا أحـد

فـي مـثـل أخـلاق الـصـهــايـنـة , يـُـقـيـم اعـتـبـاراً لـضـعـيـف أو لـعـبـد .

إنّ الـسـيـّد الـمـتـسـلــّـط الـعـنـجـهـي الـمـغـرور بـقـوتـه و جـبـروتــه

يـزعـجـه أن يـرى عـبـده فـرحـانـاً , حـتـى لـو كـان ذاك الـفـرح خـادعـاً

أو فـيـه مـصـلـحـة الـسـيـّد . الـمـسـألـة هـنـا , أن يـعـرف كـل طـرف

حـجـمـه و قـيـمـتـه , كـي لا يـغـتـرّ الـضـعـيـف بـنـفـسـه و لـو كـذبـاً .

الـعـرب مـأخـوذون , سـكـارى بـخـطـاب أوبـامـا الأخـيـر , يـتـهـمـونـك

بالـرجـعـيـة و الـتـخـلــّف وانـعـدام الـذوق الـخـطـابـيّ , إن أنـت

انـتـقـدت عـبـارات و جـمـل أوبـامـا , و كـأنّ أوبـامـا هـو شـاعـر هـذا

الـزمـان , و جـاء يـُـسـمـعـنـا اّخـر قـصـائـده , و عـلـيـنـا أن نـستمتع

بـالأمـسـيـة الشـعـريـّـة حـتـى اّخـرهـا , ثـم نـعـود إلـى بـيـوتـنـا لـنـخـبـر

أطـفـالـنـا كـم كـانـت الـقـصـيـدة جـمـيـلـة و رومـانـسـيـّـة , و لا بـأس

بـعـدهـا أن يـذهـب مـيـتـشـل , مـبـعـوث الـشـاعـر أبـو الـطـيـّب أوبـامـا

إلـى إسـرائـيـل , و يـخـبـر الـصـهـايـنـة , بـأنّ مـا سـمـعـوه عندنا لـم يـكـن

سـوى مـا أسـمـاه الـعـرب أنـفـسـهـم فـي زمـان مـضـى ( شـعـر الـتـكـسـّب ) .

و أنّ كـلام الـشـعـر و الـخـطـابـة , كـكـلّ الـكـلام ( مـا عـلـيـه جـمـرك ) .

و أنّ الـفـعـل غـيـر الـكـلام , أنـتـم تـلـمـسـون الأفـعـال و تـقـبـضـون الأثـمـان

و أهـل الـخـطـابـة يـقـبـضـون الـريـح . فـلا بـأس عـلـيـكـم .

و فـي حـيـن بـادر الـصـهـايـنـة و ضـيـفـهـم مـيـتـشـل إلـى تـصـحـيـح

أخـطـاء الـشـعـر , أصـرّت الـحـكـومـة الأردنـيـّة عـلـى دفـع أوّل كـيـس

دراهـم عـقـب انـتـهـاء الـقـصـيـدة , و عـقـب الـتـوضـيـح أيـضـاً , بـأنْ

أصـدرت مـرسـومـاً يـسـمـح لـحـامـلـي جـنـسـيـّة هـذا الـكـيـان العنصريّ

بالـدخـول إلـى الأردن دون تـأشـيـرة , بـيـنـمـا تـمـنـع ذلـك عـن مـواطـنـيّ

دول عـربـيـّـة عـدّة , و بـيـنـمـا الـشـعـب الأردنـي يـرفـض وجـود السفارة

الصهيونية على أرضه بـأيّ شـكـل مـن الأشـكـال , لـكـن , مـنـذ مـتـى

و كـوافـيـرنـا ( نسبة إلى كـافـور ) يـحـسـبـون حـسـابـاً لـمـواطـنـيـهـم

و رغـبـات و أمـانـي و مـشـيـئـة مـواطـنـيـهـم ؟ .

و طبعاً , لـم يـنـسَ الـصـهـايـنـة , و أعـرابـهـم أيـضـاً , أن يـُـهـنـّـئـوا

حـلـف ( الإعـتـلال ) فـي لـبـنـان عـلـى فـوزهـم بالإنـتـخـابـات

و انـتـصـارهـم عـلـى قـوى الـشـرّ الـتـي لا تـطـرب لـلـشـعـر الـحـديـث .

و لـم يـنـسَ هـؤلاء أن يـُـشـيـدوا بالـديـمـقـراطـيـّة الـلـبـنـانـيـة , الـتـي

يـُـحـرّمـهـا الأعـراب عـلـى شـعـوبـهـم , و لـو شـاء مـواطـن عـربـي

أن يـسـأل لـمـاذا تـهـنـّـئـون الاّخـريـن عـلـى مـا تــُـحـرّمـونـه عـلـيـنـا

سـيـكـون الـجـواب واضـحـاً و صـريـحـاً و حـقـيـقـيـاً : هـذه الإنـتـخـابـات

و بـهـذه الـقـوانـيـن الـطـائـفـيـة و الـمـذهـبـيـّة , و الـتـي تـُـحـدث

اصـطـفـافـاً و تـخـنـدقـاً و تـقـوقـعـاً مـذهـبـيـاً لا حـدود لـه , هـي المسمار

الـصـلـب الـذي نـهـنـّئ هـؤلاء عــلـى غـرسـه فـي نـعـش وطـنـهـم , و هـي

الأسـاس لأيّ حـرب أهـلـيـّـة قـادمـة , و لـو كـان هـؤلاء ديـمـقـراطيون

حـقــّـاً , لـمـا أرسـلـنـا لـهـم الـتـهـانـي إيـهـا الـمـواطـن الـعـربـي العزيز

الـذي نـُـنـعـم عـلـيـه بـديـكـتـاتـوريـاتـنـا الـتـي تـحـمـيـه مـن الـوقـوع

فـي الـفـتـن و الـحـروب الأهـلـيـّـة , فـنـحـن مـثـلاً ( و الـكـلام لـلـحـكـّام )

لا نـفـرح و لا نـهـنــّـئ الشعب الإيـرانـي على ديـمـقـراطـيـّـتـه , الـتـي تـسـمـح

لـمـرشــّـح مـثـل مـيـر حـسـيـن مـوسـوي أن يـُـنـاظـر الـرئـيـس لـسـاعـات

عـلـى الـهـواء و عـلـى مـرأى و مـسـمـع الـشـعـب و يـنـعـتـه بـألـفـاظ

قـاسـيـة , و يـتـهـمـه بـاتـهـامـات فـادحـة , و يـبـقـى الـرئـيـس هـادئـاً

و هـو يـدافـع عـن نـفـسـه حـتـى الـرمـق الأخـيـر , كـلّ هـذا يـحـدث

عـلـى بـعـد أمـتـار مـن بـيـت ( الـفـقـيـه ) الـذي يـخـشـى الـعـرب

أن يـمـتـذ نـفـوذه إلـيـهـم , أو أن يـصـبـح لـه مـقـلـّـدون فـي السياسة

بـيـنـنـا نـحـن الـعـرب , هـل تـريـد ( أيـهـا الـمـواطـن ) , و هـل تـتـجـرّأ

عـلـى تـخـيـّـل الـمـرشـح الـسـابـق " أيـمـن نـور " و هـو يـنـاظـر

فـرعـون فـراعـنـة عـصـره ؟ أم هـل تـريـد لـلـبـطـريـرك صـفـيـر

أن يـجـلـس مـتـفـرّجـاً و هـو يـرى مـيـشـال عـون يـنـجـح فـي

الإنـتـخـابـات دون أن يـشـطـب صـلـيـبـه ؟ ( الصليب المشطوب

هـو شـعـار حـزب الـقـوّات الـلـبـنـانـيـة , حـيـث أنّ هـتـلـر سبقهم

فـعـقــَف صـلـيـبـه , فـأرادوا أن يـزايـدوا عـلـيـه فـي عـنـصـريـتـه

فـشـطـبـوا الـصـلـيـب , و البطريرك مـقـرّب من القوات ) . مـيـشـال

عـون يـتـحـالـف مـع قـوى مـكـوّنـة لـلـنـسـيـج الـلـبـنـانـي قـرّرت

الـدفـاع عـن بـلـدهـا فـي وجـه الـصـهـايـنـة , و هـذا مـمـنـوع , هـذا

ضـدّ الـديـمـقـراطيّة الـتـوافـقـيـة ( هـل يـوجـد فـي قـواميس الدنيا كلها

ديمقراطية تـوافـقـيـة أو تـعـريـف لـهـا ؟ ) , و ضـد الـعـيـش الـمـشـتـرك

الـذي يـسـمـح لـك أن تـقـتـل مـواطـنـاً اّخـر مـن بـلـدك , لا يـنـتـمـي

لـنـفـس القطيع الـذي نـشـأت و تـرعـرت ( و رعـيـت ) فـيـه , بـينما

لا يـسـمـح لـك أن تـقـاتـل غـازيـاً يـرتـكـب الـمـجـازر فـي كـلّ

أنـحـاء مـسـخ وطـنـك الـجـمـيـل هـذا . هـل تـريـد لـلـبـطـريـرك

أو لـشـيـخ الأزهـر أن يـكـون مـثـل ( الـفـقـيـه و ولايـتـه ) و يـسـمـح

بـديـمـقـراطـيـة شـبـه حـقـيـقـيـة دون أن يـنـحـاز لـلـجـلاّد ؟ قـد تـقـول

لـي أيـهـا الـمـواطـن الـلـعـيـن , أنّ إيـران ذات وجـه طـائـفـي واحـد

حـسـنـاً , و هـل ثـلاثـة أربـاع مـحـمـيـّـاتـنـا الـعـربـيـّـة لـيـسـت ذات

وجـه طـائـفـي واحـد أو شـبـه واحـد , فـي حـضـور أقـلـيـّـات لـيـس لـهـا

أيّ تـأثـيـر يـُـذكـر ؟ ثـم فـلـيـكـن , لـمـاذا الإصـرار عـلـى ذكـر الطائفة

و الطوائف , ألـيـس فـي تـركـيـّـا طـوائـف عـديـدة ؟ ( هـنـاك خـمـسة

و عشرون مليون من الطائفة العلوية وحدها في تركيا , و ملايين

المسيحيين و اليهود أيضاً و طـوائـف أخرى عديدة ـ الأكراد قوميّة

لا طائفة لـو أردت السؤال و هـم من طوائف عديدة ) . لا أريـد أن

أذكـر لك أوروبا واستراليا و أمريكا و غيرها . حيث طوائف و عرقيات

و إثنيات و مذاهب أيضا , لـكـن لا بـأس أن أذكر لـك الـهـنـد , فـهـي

مـثـال قـد يـُـلـهـب مـشـاعـرك .

إلـى أن تـنـتـهـي مـفـاعـيـل الـقـصـيـدة ( لا مـفـاعـيـل لـلـتـوضـيح

الصهيوني كالعادة , فـهـو قـضـاء و قـدر ) و مـفـاعـيـل الـعـرس

الـطـائـفـيّ الـلـبـنـانـي , نـنـتـظـر مـن شـاعـرنـا الـكـبـيـر أبـو

الـطـيـب أوبـامـا , أن يـنـظـم لـنـا ــ و فـيـنـا ـ قـصـيـدة جـديـدة

تـُـبـيـّـن خـصـالـنـا الـحـمـيـدة , مـن سـمـاحـة و كـرم و إغـاثـة

مـلـهـوف ( صهيونيّ حـكـمـاً ـ و بـعـد أن يـفـرض علينا الطريقة

التي يـحـبّ أن نـغـيـثـه من خلالها ) و لا بـأس أن يـبـدأ القصيدة

القادمة بالـوقـوف عـلـى الأطـلال كـي يـثـبـت فـهـمـه العميق

لـثـقـافـتـنـا و تـراثـنـا , بـعـد أن أثـبـت فـهـمـه و احترامه للدين

الإسـلامـي الـذي تـركـه مـنـذ زمـن و عـمـل كـل مـا يستطيع كي

يـقـنـع الشعب الأمريكي أنّ لا شيء يـربطه بـهـذا الدين , أثناء

حمـلـتـه الإنـتـخـابـيـة , و لا بـأس أن يـقـتـبـس مـطـلـع قصيدة

عـنـتـرة الـعـبـسي لأنه رمـز الـشجاعة و الرومانسية العربـيـّة

الأصـيـلـة :

يـا دار "عـوكـل" بالـجـواء تـكـلــّمـي

و عـِـمـِـي صـبـاحـاً , دار " عـوكـل " و اسـلـمـي

كـيـف الـمـزار و قـد تــربــّـع أهـلـهـا

بـعــُـنـيـزتـيـن , و أهـلـنـا بالـغـيـلـم

فـيـهـا اثـنـتـان و أربـعـون
(وعشرون ) حـلـوبـة ( دولة حلوبة )

سـوداً , كـخـافـيـة الـغـراب الأسـحـم .


و سـلـفـاً , وي ( نـحـن و شـاكـيـل أونـيل ـ شريف منير يعني ) لاف يـو

مـسـتـر أبـو الـتـايـيـب أوبـامـا .




جـو غـانـم

الخميس، 4 يونيو 2009

بين فـتى الشاشة و الكومبارس

مـتـونــّسة بـحـسّ مـيـن يا مصر في غـيابـي ؟






حـيـن قـام أوبـامـا بمخاطبة الـعـالـم الإسـلامـي مـن تـركـيـا قـبـل

فـتـرة قـصـيـرة , كـان الـخـطـاب عـاديـاً جـداً , و هـذا لا يـعـنـي

أنّ خـطـابـه الثاني لـلـعـالـم الإسلامي مـن القاهرة , كـان اسـتـثـنـائـيـاً

و غير عادي , بـل كـان أقـلّ من عادي بكثير , و كـان بـمـقـدور

أيّ تـلـمـيذ في السنة الأولى من كلية العلوم السياسية جامعة القاهرة

أن يـتـوقــّـعـه بـحـذافـيـره .

مـا هـو غـيـر عـادي بـيـن الـخـطـابـيـن , أمـرٌ اّخـر تماماً , يخصّ

الناس .. الـمـُتـلـقــّي المباشر .. أولئك الذين سيكون لهم شرف

التهليل و التصفيق عن قرب .. وجهاً لوجه .

لـم يـهـتـمّ العرب لخطاب أوباما في تركيا , رغم أنه كان خطاباً

موجّهاً للعالم الإسلامي , و من دولة إسلامية كبرى . فهم في

قرارة أنفسهم , لا يعنيهم الخطاب بحدّ ذاته , بقدر ما يعنيهم

وجود السيد الأبيض ( بقناع أسود هذه المرة , و لهذا الأمر رمزيّة

خاصة , تسهم في جعل الصورة مقـنعة أكثر ) . عـرف أوباما

هذا الأمر بعد أن مرّ خطابه في تركيا مرور الكرام . فاقترح

عليه مستشاريه , الذين يعرفوننا جيداً , أن يأتي إلينا مباشرة

فنحن الشعب الوحيد على هذه الأرض الذي يسمع بالألوان

أي بالصورة الزاهية , لا بالعقل و المنطق و بإسقاط القول

على الواقع و الفعل . و يعرف مستشاروه أنه كان بإمكانهم

أن يـبدأوا له الخطاب بجملة : السلام عليكم .. يا ولاد الكلب .

و أننا كـنـّا سنصفق لأنّ أوباما قال لنا ( السلام عليكم ) و بالعربية .

و لن نـنـتـبـه أنه قال : يا ولاد الكلب .. فالسلام الأمريكي يـجُـبّ

ما بعده من شتائم , و الصورة الأمريكية الحاضرة و الجميلة

تـجـُـبّ ما قبلها من دمار و قـتـل و دماء .. عندنا فقط .

سـوف يـذكر التاريخ خطاب أوباما هذا , كما لا زال يذكر خطاب

نابليون الذي ألقاه على المصريين قبل قرون , لكن التاريخ

سيضيف و هو يتذكّر , أن مصريّاً أو عربياً أو مسلماً واحداً

لم يصفـّق لنابليون يومها , و أنّ الفلاحين الذي ظـنّ نابليون

أنهم سـُـذّج و أغبياء و يمكن الضحك على ذقونهم بكلمتين عن

سماحة الإسلام و السلام و المحبة بين القاتل و القتيل , كانوا

أذكى منا جميعاً , ربما لهذا اختار أوباما أن يكون خطابه في

صرح علمي و أكاديمي , لأنه يعرف أنّ كلامه لن يمرّ على

ذقون الفقراء و الفلاحين , لـكـنّ ( الـنـخـبـة ــ المصيبة )

سـوف تـُـهـلـّـل و تـصـفـّـق , و أنّ الفلاح البسيط أو العامل

الفقير , يـدرك أنـّه لا فـرق بين أن يكون وراء نابليون جيش

و أساطيل في الساحة الخلفية و هو يخطب , و بين أن يكون

أمام أوباما جيش من ( نـخـبـة ) أهل البلد , يـقـول قـائـلـهـم

" وي لاف يـو أوباما " ( من سمح لهذا السان اوف بـيتـش

أن يتكلم بلغة الجمع ؟؟؟ ) .

يجب أن نشكر أوباما لأنه ذكّرنا بـأن معاناة الفلسطينيين

و العراقيين أمرٌ وارد , و ربما كان حقيقياً , أي أنّ الأمر ليس

مجرّد أكاذيب و ادّعاءات , و أنّ احتمال التفكير بحكم ذاتي

لهؤلاء المشردون المساكين أمر وارد أيضاً و لا يتعارض

مع سماحة الإسلام , و أنّ المستوطنات غير الشرعية

قد تتعارض مع ذلك , أما المستوطنات الشرعية فـقد

نصّت عليها الكتب السماوية كما نصّت على معاناة اليهود

فيما يسمى بالهولوكوست , و يجب أن نشكره لأنه قال تصريحاً

لا تلميحاً أنّ التغيير الديمقراطي يجب ألاّ يفرض من الخارج

و لذلك يجب دعم الديكتاتوريات بأقصى الإمكانات حتى تسمح

بالتغيير من الداخل ( و كأننا كنا نطالبه و نرجوه بأن يأتي

بجيوشه و يغيّر هذه الأنظمة , لكنه الاّن طمئننا أنه لن يفعل ذلك

و أنه سيدعم الموجود حتى نقرر نحن عكس ذلك , بطريقة ٍ ما ) .

و الأهم من هذا و ذاك بالنسبة إلينا , يجب أن نشكره لأنه

يحفظ بعض الاّيات من القراّن و الإنجيل , و أنه أخيراً أكّد

لنا بما لا يدعو للشك أن الإسلام دين محبة و أن كلّ الديانات

السماوية أديان محبّة , و أنّ السنّة و الشيعة يجب ألاّ يذبحوا

بعضهم البعض , لأنّ هذا الأمر not good بالمرّة .

بعيداً عن الخطاب الذي لا يعنيني لا من قريب و لا من بعيد

رغم أني ولدت و أعيش في هذا العالم العربي و الإسلامي

الذي يخاطبه أوباما , استغربت هذا العدد الهائل من الفنانين

و الممثلين بالتحديد , الذين تمّت دعوتهم , لكن استغرابي ذهب

بعد دقائق قليلة , بعد أن حـلـّلت الموضوع في عقلي , و اختـفى

تماما بعد أن قرأت أنه ربما كان الفنان شريف منير هو من قال

وي لاف يو أوباما , هذه هي الصورة الحقيقية , هذا هو المشهد

المُراد تسويقه , أوباما هو الممثل الأعظم في المشهد , و نحن الكومبارس .

لكنّ شريف منير بالذات , كان كومبارس فاشل جداً ( إن

كان هو من قال ذلك فعلاً ) .






جـو غـانـم

الأربعاء، 3 يونيو 2009

مـاسـنـجـر الـحـريــّـة





بـعـد أن قـامـت شـركـة مـايـكـروسـوفـت قـبـل أيـام بـحـجـب

خـدمـة ويـنـدوز مـاسـيـنـجـر عـن جـزيـرة كـوبـا , ذكـرت

وكـالـة " اسـوشـيـتـد برس " أن الشركة الأمريكية أعـلـنـت

تـعـطـيـل هـذه الـخـدمـة فـي عـدد مـن الـدول الـواقـعـة تـحـت

الـعـقـوبـات الأمـريـكــيـة , و مـنـهـا سـوريـا و السودان و كوريا

الشمالية و إيـران , بالإضافة إلى كــوبـا الـتـي طـُـبـّـق فيها الحجب .

تـأتـي هـذه الـخـطـوة بـعـد أسـابـيـع مـن إعـلان بـطـل الحريّة

و الـديـمـقـراطـيـّـة و أمـيـنـهـمـا الـعـام , و الـوصـيّ عـلـى

الـبـشـريـّـة جـمـعـاء بـاراك حـسـيـن أوبـامـا رفـع بـعـض

الـقـيـود المفروضة على الإتصالات السلكية و اللاسلكية مع

كـوبـا في محاولة لـلـتـخـفـيـف مـن عـزلـة الـجـزيـرة !!!!!!

طـبـعـاً .. فالـجـزيـرة عـزلـت نـفـسـهـا بـنـفـسـهـا .. و لـم يـعـزلها

و يـُـجـوّعـهـا و يحاصرها لأكثر من نصف قـرن , أربـاب

الحريّة و حقوق الإنسان في أمريكا .. و أوبـامـا يـريـد إقـنـاع

أهـل الـجـزيـرة و إغـوائـهـم كـي يـفـكـوا عـزلـتـهـم , ثـم يـمـنـع

عـنـهـم الـمـاسـنـجـر !!!!! الـمـاسـنـجـر !!! يـا إلـهـي .. والله

لا أكـاد أصـدّق .. هـذا الـغـول الأمـريـكـي الـذي قـتـل الـنـاس

جـوعـاً فـي كـوريـا و الـعـراق و كـوبـا و أفـغـانـسـتـان و السودان

و هـدّد كـل مـن يـسـمـح بـمـرور كـسـرة خـبـز إلـى غـزة بـدون إذن

حـلـيـفـه الـكـلـب الـصـهـيـونـي .. كـلّ هـذا بـاسـم الـحـريـّـة

و الـديـمـقـراطـيـة و حـقـوق الإنسان .. فـقـط لأنّ أنـظـمـة

هـذه الـبـلـدان خـرجـت عـن الـطـاعـة قـليـلاً , فـيـمـا يـتـحـالـف

مـع أنـظـمـة أكـثـر جـبـروتـاًُ و ظـلـمـاً و طــغـيـانـاً .

هـذا الـوحـش الـقـبـيـح لـم يـبـق لـه مـا يـُـجـرّبـه بـنـا

سـوى الـمـاسـنـجـر ..

أجـزم , و عـلـى مـسـؤولـيـتـي , أنّـه لـو اسـتـطـاعـت أمـريـكـا

حـبـس الـهـواء الـذي نـتـنـفـّـسـه , والسيطرة عـلـيـه و احـتـكـاره

لـمـا تـوانـت لـحـظـة عـن قـطـعـه عـن كـل مـن لا يـركـع تـحـت

قـدمـيـهـا . و لــَوزّعـتـه عـلـى عـبـيـدهـا و مـحـاسـيـبـهـا فـقـط

و بـشـروط .

هـذا الـوحـش الـذي يـتـغـنـّـى ليل نـهـار و أمـام العـالـم أجـمـع

بالـقـيـم الأمـريـكـيـة و مـبـادئ الـشـعـب الأمـريـكـي و ثـورتـه

و مـا إلـى هـنـالـك مـن الـعـنـاويـن الـتـي يــُـغـلــّـف بـهـا ظـلـمـه

و وحـشـيـّـتـه و نـفـاقـه و كـوارثـه بـحـق الـبـشـريـّـة جـمـعـاء , لـم

يـتـرك شـيـئـاً لـم يـجـرّب أن يـذلّ الـنـاس بـه , مـن لـقـمـة الـعـيـش

و حـبـّـة الـدواء .. إلـى ..... الـشـات .... و الله شـيء مـضـحـك

و مـخـزي , و مـُـقـرف أيـضـاً .

أمـا مـن أحـد مـن أولـئـك الـذيـن يـحـتـفـلـون بــز...ر الـحـريــّـة

و الـديـمـقـراطـيـّـة و يـسـتـقـبـلـونـه اسـتـقـبـال الـفـاتـحـيـن

يـخـبـره أنّ فـيـدل و راؤول كـاسـتـرو لا يـجـلـسـان عـلـى

الـشـات , و لا يـسـتـخـدمـان الـمـاسـنـجـر , و أنّ مـا مـن أحـد

مـن أعـضـاء الـحـكـومـة الـسـوريـّـة يـسـتـخـدم الـمـاسـنـجـر

لـيـتـواصل مع ولـده الـذي اغـتـرب و سـافـر بـعـيـداً لأجـل

لـقـمـة عـيـش .

أمـا مـن أحـد يـخـبـره أنّ وزارة الإتـصـالات الـسـوريـة لـم تـتـرك

مـوقـعـاً عـلـيـه الـقـيـمـة عـلـى الشـبـكـة إلاّ و حـجـبـتـه

( و بـلا جـمـيـلـة مـايـكـروسـوفـت و الديمقراطية الأمريكية )

و لـم تـُـبـق سـوى الـمـاسـنـجـر و بـعـض الـمـواقـع هـنـا

و هـنـاك .

لـكـن .. هـل عـلـم أحـد من قبل , فـي جـنـّـة الـحـريـة و الـديـمـقـراطـيـّة

أنّ الـجـوع لـم يـصـل يـومـاً إلـى صـدام حسين و أعـضـاء حـكـومـتـه

فـي حـيـن قــتـل جـوع الـعـقـوبـات مـلايـيـن الـعـراقـيـيـن .. يـعـنـي

وقـفـت عـلـى الـمـاسـنـجـر و الـشـات ؟ إلاّ إذا كـان الـربّ الأمريكي

يـظـنّ , أنّ هـذه الـبـلـدان و حـكـومـاتـهـا سـتـخـضــع و تـركـع حـيـن

يـحـرم قـادتـهـا و وزرائـهـا مـن الـجـلـوس أمـام الماسنجر الأمريكي

لـسـاعـة عـنـد الـمـسـاء .

أحـلـم بـيـوم قـريـب , أشـعـر بـه و أكـاد أراه , تـسـود فـيـه الـصـيـن

عـلـى الـعـالـم , و يـقـف فـيـه الأمريكي ذليلاً عـلـى عــتـبـة بـكـّـيـن

مـتـوسـّـلاً زيـادة حـصـّـتـه مـن الـقـمـح و الأرز و قـطـع غـيـار الـدراجـات

الـهـوائـيـة . يـقـابـلـه رجـل صـيـنـيّ ضـئـيـل الـحـجـم , و يـنـظـر إليه

نـظـرة احـتـقـار , و يـطـلـب مـنـه أن يـذهـب و يـعـتـمـد عـلـى نـفـسـه .




جـو غـانـم

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

زيارة أوباما للجاليات الأمريكية الحاكمة








قــرأتُ فـي بـعـض مـا رُويَ عـن سـيـرة الـفـاتـح الـقـادم

إلـيـنـا بـاراك حـسـيـن أوبـامـا , أنّ الـمـذكـور حـيـن كـان

يـُـسـأل و هـو ولـد صـغـيـر عـن أصـلـه وفـصـلـه , كـان

يـجـيـب بـأنّ جـذروه فـي مـصـر , و أنـّـه مـصـريّ الأصـل .

كـان بـاراك حـسـيـن أوبـامـا , الـرئـيـس الـحـالـي لـلـولايـات

الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة , يـبـحـث عـن أصـل يـتـبـاهـى بــه

أمـام أقـرانـه , فـيـقـول بـأنــّـه مـصـري . رغـم أنـّـه لـم يـكـن

يـومـهـا يـعـرف أيـن تـقـع مـصـر بالـتـحـديـد , لـكـنّ الـطـفـل

بـاراك حسين أوبـامـا كـان يـدرك ( أكرر , و هـو طـفـل ) مـاذا

يـعـنـي أن تـنـتـسـب لـمـصـر .

بـعـد أيـام قـلـيـلـة , سـيـعـود بـاراك حـسـيـن أوبـامـا لـلـمـرّة

الأولـى فـي حـيـاتـه , إلـى جـذوره الـمـفـتـرضـة , الـتـي افـتـرضها

ذات يـوم و ارتـضـاهـا عن طيب خاطر , بـل و أراد الإفـتـخـار بـهـا .

و قـبـل أن يـصـل أوبـامـا الـرئـيـس إلـى مـصـر , لا بـدّ أنّـه

قـرأ أو سـمـع مـن مـسـتـشـاريـه , كـلـمـات الـفـخـر و الإعـتـزاز

و الإسـتـقـواء على من في الداخل و الخارج , و الـشـمـاتـة بالـمـعـارضـيـن .


الـتـي سـردهـا و تـغـنــّـى بـهـا كـتـبـة الـنـظـام الـمـصـري , لأنّ بـارك حسين

أوبـامـا , الرئيس الأمريكي من أصل كـيـنـيّ , سـتـطـأ قـدمـاه

الـشـريـفـتـان أرض مـصـر . و لا بــدّ أنــّـه تـعـجـّـب و اسـتـغـرب

كـثـيـراً , أن يـصـل الأمـر بـبـعـض أفـراد هـذا الـشـعـب الـعـظـيـم

درجـة الـفـخـر لـمـجـرّد زيـارتـه لـهـم .

و لا بـدّ أنّ أوبـامـا الـرئـيـس , يـعـرف الاّن أنّ مـعـظـم الـشـخـصيّات

الـرسـمـيـّة المصرية التي سـتـسـتـقـبـلـه فـي مـصـر بـعـد أيـّام

يـفـخـرون فـي الـسـرّ بـأنـّـهـم و أولادهـم و زوجـاتـهـم يحملون

الـجـنـسـيـة الأمـريـكـيـّـة , لأنـهـم أفـقـدوا الـجـنـسـيـّـة المصريـّـة

مـا كـان يـفـخـر بـه أوبـامـا نفسه و هو صغير , و جـعـلـوا ( كـمـا

فـعـل رفـاقـهـم و أشـبـاهـهـم فـي كـلّ بـلاد الـعـرب ) حـلـم

غـالـبـيـة هـذا الـشـعـب الـمـصـري و الـعـربـيّ , أن يـفـخـر يـومـاً

بـأنـّـه أمـريـكـي , و أن يـُـقـسـم بـأغـلـظ الأيـمـان أنـه لـم يـكُ

عـربـيـّـاً فـي يـوم مـن الأيـام ( دعـتـنـا صـديقـة لـبـنـانـيـة قـبـل

سـنـوات إلـى حـفـلـة كـبـيـرة , لـتـهـنـئـتـهـا بالـحـصـول عـلـى

الـجـنـسـيـّـة الـكـنـديـّـة , قـالـت الفـتـاة بـأنّ هـذا اليوم هـو أسـعـد

يـوم في حياتها على الإطلاق ) .

بالـتـأكـيـد , سـيـقـوم أوبـامـا بـتـعـزيـة الـرئـيـس المصري وجـهـاً

لـوجـه , بـوفـاة حـفـيـده الـطـفـل مـحـمـد , لـكـن , هـل سـيـخـبـر

الـرئـيـس الـمـصـريّ ضـيـفـه الـعـظـيـم , أنّـه لـم يـُـرد لـحـفـيـده

مـحـمـّد حـيـن أتـى إلـى الـحـيـاة , أن يـحـمـل الـجـنـسـيـة المصرية ؟

و أنـه اخـتـار لـه أن يـولـد فـي أمـريـكـا كـي يـحـمـل جـنـسـيـّـتـهـا .

و هـل سـيـخـبـره أنّ حـفـيـده الـطـفـل الـبـريء الـمـرحـوم مـحـمـّد

كـان يـفـخـر بـجـنـسـيـتـه الأمـريـكـيـة أمـام أقـرانـه أطـفـال مـصـر ؟

و هـل سـتـعـود الـذاكـرة بـأوبـامـا إلـى طـفـولـتـه يـوم كـان يـفـعـل

الـعـكـس ؟ يـوم كـان يـفـخـر و لـو كـذبـاً , أنـّـه مـصـريّ ؟ و هـل

سـيـخـطـر فـي بـال أوبـامـا أن يـسـتـدعـي أصـدقـاء طـفـولـتـه

حـال عـودتـه , لـيـخـبـرهـم أنــّـه كـذب عـلـيـهـم , و لـيـُـقـسـم

لـهـم بـأغـلـظ الإيـمـان أنــّـه مـن أصـل كـيـنـيّ و لـيـس مـصـريّ

و أنّ مـصـر الـتـي كـانـت فـي خـاطـره ( و لا زالـت و سـتـبـقـى

فـي خـاطـرنـا ) و هـو طـفـل , لـم يـجـد مـنـهـا شـيـئـاً فـي قـصـور

الـرئـيـس , و فـي كـلام و جـنـسـيـات وزراء الـرئـيـس , و فـي

صـحـافـة الـرئـيـس الـتـي تـوهـم الـنـاس الاّن أنّ قـيـمـة مـصـر

تــكـمـن فـي اخـتـيـار أوبـامـا لـهـا كـمـحـطـّـة لـلـزيـارة .

و لـيـس فـي قـيـمـة الإنـسـان الـمـصـري , الـذي عـرف أوبـامـا

قـيـمـتـه ذات يـوم و هـو طـفـل , و لـيـس فـي تـاريـخـهـا العظيم

و عـراقـة إنـسـانـهـا و دوره الـواضـح و الـمـؤثــّـر فـي الـتـاريـخ .

و نـضـالـه الـمـسـتـمـيـت , و شـلال دمـاء هذا الشعب الـذي روى أرض

الـنـيـل , كـي تـصـبـح مـكـانـاً لائـقـاً تـحـت الـشـمـس , يـفـخـر بـه

أوبـامـا و غـيـر أوبـامـا .

كـم مـن الـمـشـاعـر الـشـخـصـيـّـة و الـخـاصـة جـداً , الـتـي

سـتـراود أوبـامـا و هـو يـنـزل فـي مـطـار الـقـاهـرة , و أيـضـاً


و خـصـوصـاً , و هـو يـغـادر مـطـار الـقـاهـرة بـعـد انـتـهـاء الزيارة

و هـو لـم يـرَ مـن مـصـر سـوى ثـلــّـة مـن الـعـبـيـد , فـعـلـوا المستحيل

لـيـقـنـعـوه أنـّــه كـان عـلـى خـطـأ يـوم أراد الإفـتـخـار بـهـذا البلد

العظيم , و لـيـقـنـعـوه أنّ مـصـر صـغـرت فـي أعـيـنـهـم لـدرجـة

أن تـصـبـح زيـارتـه لـهـا , مـبـلـغ الـمـنـى , و مـنـتـهى الـقـيـمـة .

و الاّن .. و بـمـا أنّ الـجـمـيـع يـريـد إرسـال الـرسـائـل لـلـفـاتـح

الـجـديـد , مـنـهـا رسـائـل عـشـق , و مـنـهـا رسـائـل تـعـطـيـه

قـيـمـتـه فـعـلاً و قـيـمـة مـن سـيـسـتـقـبـلـوه أيـنـمـا ذهـب .

أريـد أنـا أيـضـاً أن أوجـّـه رسـالـة مـفـتـوحـة ( عـلـى مصراعيها )

لـلـسـيـد أوبـامـا ( بالمناسبة , هـذا اللقب : السـيـّـد , ألا يـدغـدغ

فـي داخلك شيئاً ؟ لا تـظـنّ أنـي عـنـصـري , أنـا فـقـط أحـاول

أن أقـول لـك أن ما يـدغـدغـك الاّن , يـلـسـعـنـا نـحـن , و نـكـتـوي

بـنـاره كـمـا اكـتـوى بـهـا أجـدادك ) . و أعـرف أنّـه لـن يـقـرأهـا

و لـن تـصـلـه , لـكـن لا بـأس , أسـطـر قـلـيـلـة , لـن تـغـيـّـر

شـيـئـاً فـي الـتـاريـخ .

الـسـيـد بـاراك حـسـيـن أوبـامـا :

أنـت فـي زيـاراتـك إلـى أي بـلـد عـربـي , الاّن أو فـيـمـا بـعـد

لـن تـُـقـابـل عـربـيـّـاً واحـداً , و كـان الأجـدى بـك أن تـسـتـدعـي

هـؤلاء الـمـوظـفـون ( و هـم يحملون الجنسية الأمريكية كلهم

و من لا يحملها منهم شخصيا , ضـمـنـهـا لأولاده و أحفاده ) و أن

تـقـول لـهـم مـا تـريـد قـولـه , هـنـاك فـي الـبـيـت الأبـيـض , أمـّـا

خـطـابـك إلـى الـعـالـم الـعـربـي و الإسـلامـي , فـأنـا و كـلّ عـربـي

الأصـل و الـفـصـل و كـل مـن يـفـخـر بـانـتـمـائـه حـقـّـاً لا كـذبـاً

لـهـذه الأمـة التي سـتـخـاطـبـهـا , نـحـفـظ خـطـابـك عـن ظـهـر قـلـب

و نـعـرف مـا قـبـلـه و مـا بـعـده , و لـو شـئـت , لـكـتـبـتـه لـك الاّن

هـنـا قـبـل أن تــُـلـقـيـه فـي الـقـاهـرة . لـذلـك لـن يـكـون فـي رسالتي

لـك كـلامٌ فـي السياسة , سـأكـون غـبـيـّـاً لـو فـعـلـت .

أرجـو أن يـعـجـبـك تـمـثـال أبـو الـهـول .. لـيـس ذاك الـذي فـي

الـجـيـزة , بـل ذاك الـذي سـيـصـافـحـك . ذاك الـذي يـوجــد

نـسـخـة مـنـه فـي كـلّ قـصـور بـلاد الـعـرب .





جـو غـانـم

11