أدعو الـفـقـراء العرب جميعاً إلى إنشاء صندوق للإغاثة و جمع التبرعّات , و أن
يتبرع كـلّ فقير عربي بما تجود به نفسه , ثم إرسال هذه التبرعات
إلى المسئولين العرب , لأنه و في ظلّ هذه الظروف الصعبة و تفاقم
الأزمة الإقتصادية العالمية , و إذا ما انخفض مستوى معيشة هؤلاء
و قدرتهم على الصرف و البذخ , فسوف يسرقون حيطان البيوت و نوافذها
و إسفلت الشوارع , و مطر الغيوم , و حفيف الشجر , و عواء الكلاب , و رائحة
الخبز , و الشعارات التي يقتات عليها المواطن العربي , و حليب صدور الأمهات
و الأعضاء البشرية للمواطنين الأصحّاء , و أغاني فيروز , و مكاتيب العشاق
و الكحل من العين .
* * * *
لـو كـنـتُ ( شـارعـاً عـربـيـّـاً )
لـذهـبـتُ فـي اتـجـاه واحـد
دون رجـعـة .
* * * *
لـو كـنـتُ بـائـعـة هـوى
لـرفـضـت أن أنـام مـع أيّ ثـري عـربـي
حـتـى لـو دفـع لـي نـصـف ثـروتـه
فـلـيـس هـنـاك مـا هـو أبـشـع
مـن مـمـارسـة الـجـنـس مـع " تـيـس "
أو مـع "حـرامـي غـسـيـل " .
* * * *
لـو كـنـت تـاريـخـاً
لـقـَـدَّمـتُ طـلـباً مـسـتـعـجـلاً بـإعـفـائـي مـن الـخـدمـة
و طـلـبـت تـعـويـضـاً ضـخـمـاً
عـن كـلّ شـهـادات الـزور الـتـي دُوِّنـَـتْ على قـفـايَ تـحـت الـتـعـذيـب
و لـنـفـضـتُ عـن ظهري كـلّ الـمـزابـل الـتـي أعـطـوهـا إسـمـي دون أخذ مشورتي
ثمّ بعد ذلك أتـأبـَّـط ُ يـد مـروان حمادة
و أعـود إلـى عشرة اّلاف عـام خـَـلـَتْ
أدسّ لمروان حبّة مـنـوِّم
و أنام فـي حضنه إلـى الأبـد .
و لـْـيـَـقـُلْ "المستقبل " عنّي بعد ذلك ما يشاء .
* * * *
في الـمـيـنـاء الـصـغـيـر الـنـائـي
لـمـحـتُ وطـنـاً يـُـشـبـه بـيـتـنـا الـجـبـلـيّ الـعـتـيـق
يـقـف عـلـى الـرصـيـف
يـتـفـرّس وجـوه الـعـابـريـن
و الـريـبـة تـرسم مـلامـحـه
كـان الـمـركـب الـمـُـتـهـالـك يـسـتـعـدّ للإبـحـار
و كـان الـبـحـر قـد بـدأ بـفـرز الأوراق الـثـبـوتـيـّة
الـتـي أُلـقـِـيـَـتْ فـي حـضـنـه
أسـمـاء الاّبـاء و الأمـّـهـات
تـواريـخ الـولادة
غـبـار مـعـاركٍ مـضـت
ذكـريـاتٌ قـتـيـلـة تـسـتـعـدّ لـمـوتٍ جـديـد
رقـم هـاتـف فـتـاةٍ سـوف تـنـتـظـر
و مـوعـدٌ عـنـد الـسـاعـة الـثـامـنـة و الـربـع
كـُـتـب عـلـى ظـهـر شـهـادة ٍ جـامـعـيـّـة
و كـتـابُ أدعـيـة صـغـيـر
رأيـت اسـم الله عـلـى وجـهـه .
عـلـى الـمـيـنـاء الـفـقـيـر الـنـائـي
رأيـت الله يـسـقـط فـي الـبـحـر
و سـمـعـتُ قـبـطـانـاً قـذراً يـنـادي
أنْ أخـفـضـوا رؤوسـكـم
و لا تـلـتـفـتـوا إلـى الـوراء
و إيـّـاكـم أن تـخـبـروا الأسـمـاك
عـن أسـمـائـكـم
و عـنـاويـنـكـم الـتـي كـانـتْ .
* * * *
كـثـيـراً ما أتـخـيـّل نـفـسـي رئـيـس دولــة
أو مـلـك
و بـعـد أن أسـتـسـلـم لـلـفـكـرة الإفـتـراضـيـّـة و أذهـب بـخـيـالـي بـعـيـداً
إلـى الـكـرسـي , و الأمـر و الـنـهـي
دائـمـاً يـصـل بـي الأمـر لأنْ أصـبـح ديـكـتـاتـوراً داخـل الـفـكـرة "الـحـلـم " .
و لا مـرّة تـخـيـّـلـت نـفـسـي حـاكـماً عـادلاً
مـع أنـّـي مـنْ أكـثـر الـنـاس كـرهـاً لـلـظـلـم و الـقـسـوة و الـجـبـروت .
يـخـطـر بـبـالـي أشـيـاء غـريـبـة و أنـا فـي هـذه الـحـالـة
مـثـلاً أجـدنـي أصـدر الأوامـر بـإخـصـاء كـل مـسـئـولـي الـدولـة
ابـتـداءً مـن المخـتـار و رئـيـس الـبـلـديـة وصـولاً لـرئـيـس الـوزراء
و أبـقـى أنـا "رجـل" الـدولـة الـوحـيـد .
مـاذا عـن الـشـعـب ؟
أنـا الـشـعـب
أنـا الـشـعـب الـذي يـحـلـم بـأنْ يـمـارس الـديـكـتـاتـوريـة عـلـى مـُـسـتـعـبـديـه
و لـو فـي أحـلام الـيـقـظـة .
* * * *
جـو غانم
في أوقات مضت , و أوقات قادمة .
الأربعاء، 16 يونيو 2010
شو ما كان
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)