السبت، 20 يونيو 2009

إعـلام دون كـيـشـوت

مـن يـراقـب بـعـض وسـائـل الإعـلام الـعـربـيـّـة , و هـي تـخـوض

حـربـاً ضـروسـاً ( تبدو و كأنها حرب بقاء ووجود ) لأجـل عيون

الديمقراطية في إيران , يـُـخـيـّل لـه أنـنـا نحن العرب نعيش أزهى

عصور الحرية و الديمقراطيّة , و أننا نـريـد وعلى غرار جورج بوش

أن نـنـشـر قـيـمـنـا الديمقراطية و نـُـنـعـم بـهـا عـلـى أولـئك ( المساكين )

في إيران , الـذيـن يـرزحـون تـحـت حـكـم البـيك و الشيخ و الزعيم

و قـادة الميليشيات و تـجـار الأوطان و الـرقيق الأبيض .

نفس وسائل الإعلام التي عـمـلـت على إعادة المواطن اللبناني ( في حربها
الإنتخابية الأخيرة في لبنان ) إلى أكثر مراحل الإنسانية انـحـطـاطـاً , حيث

الـعـصبـيـّة الـمـذهـبـيّة و الـطائـفـيّة الـقـذرة و الـكـذب و الـتـلـفـيـق

و شـراء الـذمـم , نفس الشاشات و الجرائد عادت لـتـرفـع رايـات الحريّة

و الديمقراطيّة إشـفـاقـاً منها على الشعب الإيراني هذه المرّة , و مساهـمة

منها في تـقـدّم و تـحـضـّر الإنسان الإيراني , الـذي لا يـعـرف

مـصـلـحـتـه , لـذلك إرتــأى الإعـلام العربي أن يـساعـده كـي

يـبـلـغ مـا بـلـغـنـاه نـحـن مـن تـحـرّر و نهضة و تـداول سلطة

و إحترام إرادة الناس ( الرئيس المصري عـلـّق على الإنتخابات اللبنانية

بالقول أنّ هـذه إرادة الشعب !!! مـن قـال أنّ الرئيس الـمـصـري

لـيـس " مـهـضـومـاً " ؟؟ كـذلك لـم يـتـأخـّر رفاقه حـكـّام مـحـمـيـّات

الـمـوز العربية الـذين يحـتـقـرون شعوبهم و إرادة شعوبهم بـتـرديـد

الـنـكـتـة ذاتـهـا ) , نفس هـؤلاء ( مـعـاتـيـه الإعلام و الدجل العربي )

الـذيـن لـم يـبـق في هـذا العالم المترامي الأطراف مـثـيـلاً لهم في الجهل

و الرجـعـيّة , هؤلاء الـذيـن اسـتـخـفــّـوا بـعـقـل المواطن العربي

و تـعـامـلـوا مـعـه عـلـى أنـّـه كـائـن غـبـي لا دور لـه سـوى

أن يـتـلـقــّى أكاذيبهم , يـريـدون الاّن إقـنـاعـنـا أنـهـم يـخـوضون

مـعـركـة مـن مـعـارك الـحـريـّـة , حـيـث مـا أن يـعـطـس الـمـرشـّح

مـيـر حسين موسوي , حتى تـنـقـل قـنـاة الـعـربـيـّة خـبـراً عـاجـلاً

تـُـبـيـّن فـيـه مـدى أهـمـيـّة هـذه ( الـعـطـسـة ) و تـأثـيـرهـا عـلـى

مـسـتـقـبـل حـريـّـة الإنسان و خير الإنسانية , ثـم تـخـرج جـريـدة

الـشـرق الأوسط فـي الصباح التالي بـعـنـوان ثـوريّ عـريـض

عـلـى غـرار : ( عـطـسة مـوسـوي تـنـذر بـسـقـوط النظام بين

لحظة و أخرى ) . حـسـنـاً , لـيـقـُـل لـنـا هـؤلاء مـالـذي كـانـوا

يـنـتـظـرونـه لـو فـاز مـوسـوي ؟؟ هـل كـانـوا يـتـوقـّـعـون أن

تـنـضـمّ إيـران إلـى مـحـور الإعـتـدال الـعـربـي ؟ و أن يـقـوم

موسوي بـاسـتـدعـاء نــديـم الـجـمـيّل أو أنـطـوان زهـرة , و تـسـلـيـم

أحـدهما قيادة الحرس الـثـوري؟ أو أن يصبح أبـو الـغـيط هـو المرشـد الجديد

لـلـثـورة الإيرانية الخضراء , و تـصـبـح جـيـزال خـوري رئـيسة

الإتحاد النسائي الإيراني ؟ أو يـصبح عـبد الرحـمـن الـراشـد هـو

مـُـلـهـم الإعلام الإيراني الـجـديـد و مـرجـعـيـتـه ؟ مـالذي كان يـتـوقــّعـه

هـؤلاء لـو فـاز مـوسوي ؟ لـيـجـيـبـنـا أحـدهـم !!!

أجـدى بـهـم أن يـخـوضـوا حـرب تـحـريـر الشعـوب التي يـنـتمون

إليها , و إلاّ أجـدى بـنـا نحن الشعوب ,أن نخوض حرب تحريرنا

من صـُـنـّـاع الـدجـل هـؤلاء . الـذيـن يـُـمـجـّدون طـغـاتـنـا فـي

الـلـيـل و الـنـهـار , و يـلـهـونـنـا بـفـتـح جـبـهـات وهـمـيـّة و مـُضلـلـّة

عـلـى سـاحـات الـشـعـوب الأخـرى , الـتـي سـبـقـتـنـا إلـى الحرية

و الديمقراطية و السيادة الحقيقية و الإعتماد على الـذات , بـقـرون

و ليس بسنوات .

هـؤلاء الـذيـن كـان إعـلامـهـم أكـثـر بـُـعـداً مـن الإعـلام الـتـايـوانـي

عـن خـوض مـعـركـة إعـلامـيـّة شـريـفـة و مـشـرّفـة وسـط مـجـازر

الـصـهـايـنـة بـحـقّ غـزّة و أهـل غـزّة .



حـربُ مـن , يـخـوض هـؤلاء الأوبـاش الاّن ؟؟


جـو غـانـم

هناك 6 تعليقات:

Che_wildwing يقول...

بس كل اللى بفكر فيه
انه حتى لو نجح موسوي
فهو برضه شيعي
يعني 3 سنين من الخطابات ضد الشيعة في المساجد والاجهزة الاعلامية باشكالها المختلفة سواء من اصحاب الدقون أو من اصحاب الكرافتات
كل ده معقول هيروح هدر
دون كيشوت كان بيحارب طواحين الهوا ودول بيحاربوا انفسهم وبيثبتوا غباوتهم
للآسف ياصديقى وكما قلت في آخر ذنب اقترفته على مدونتي
اعلامنا يجعلنا أضحوكة ... أو بمعنى أصح
مسخرة

سالى فوزى يقول...

هذه هى الموضه االحديثه الكل يتألم لما يحدث فى ايران. جميع الصحف المصريه بكل
اتجاهاتها تخشى على الديمقراطيه فى ايران
بل لو تصفحت المدونات تجد العجب فأحدهم بكل فخر يرد على بان ديكتاتورية النظام المصرى افضل الف مره منديمقراطية ايران وللأسف هو استاذ جامعى..
قال السيد المسيح قبل ان تنظر الى الشظيه التى فى عين جارك انظر الى الخشبه
التى فى عينك..

لبنــــــــــى يقول...

قبل كم ساعة كان في مجادلة بين ناس بتحكي كتير على التلفزيون اللي لفت نظري بالجدل اللي صاير انو واحد منهم كمان شوي بدو يبكي على المتظاهرين و اللي بلاقوه من قمع من احمدي نجاد
مع انو من دولة مشهورة بقمع المتظاهرين و سيرتهم على كل لسان
و لما انسال على اللي بصير ببلدوا رده صدمني
" الحكومة لازم تحافظ على البلد من شوية ولاد مش لاقيين حاجة يعملوها "

ايران ديكتاتورية بس احنا اسم الله علينا ديموقراطيتنا مستوردة صناعة اجنبية اصلية مش تقليد

تحية

غير معرف يقول...

لا فضَّ فوك

Wassim M

Unknown يقول...

عارف يا جو
مقالك ده جميل و محترم قوى

انا نفسى بسأل نفس السؤال

اعلامنا العربى و المصرى
يقف فى صف الثورة على نظام نجاد
و يؤيد الثورة و ينظر و يكتب
عن ان هذا و الحق يوم حداد وطنى
كما قال موسوى
لا يوم عيد حقيقى كما قال خامئنى

بينما هم انفسهم يتحفونا كل انتخابات
بعيد الوطنية
و يصفون من يرون تلك الأيام بالسوداء
بأنهم عملاء و اعداء للوطن

اذن لماذا لم يوصفوا موسوى و من مثله
بأنهم اعداء لإيران و عملاء

شىء يغيظ

هم يؤيدون ثورة الشعب الإيرانى
و يمنعون شعوبهم من الثورة

اخص

Kalimalhus يقول...

أنا مش عارف إنت ليه زعلان منهم كده؟؟

عندنا مثل بيقول إن طلع العيب من أهل العيب ما يبقاش عيب !!

و بعدين همه مش بيقولوا إننا بنعيش أزهى عهود الديموقراطية.. يبقى طبيعى إنهم يتمنوا للمواطن الإيرانى الشقيق إنه يتقلب زينا على فراش الديموقراطية و يتنفس هواء الحرية بتاعنا اللى مليان سحابات زرقا و سوده ..

المهم ما حدش حلل لمير موسوى لا يطلع عنده أنفلوانزا الأمريكان قصدى الخنازير..

11