الأحد، 30 نوفمبر 2008

كـأنــّك يــا بـو زيــد

لا أدري متى سيتوقـّف بعض المـثـقـفـيـن خصوصا من إخوتنا

في الخليج عـن تـرديـد سيمفونيات المديح كـلـّما ظهروا في

لقاء تلفزيوني .. و أنا هنا أتـكـلـّـم عن المثقفين بالفعل و ليس

عن الوصوليين و مـدّعي الثقافة الموجودين في كل مكان

و التي تكون هذه الإسطوانات زادهم الوحيد ..

بـقـدر مـا أسعدني رؤية امرأة إماراتية حائزة على أكـثـر

من شهادة عليا في اختصاصات علميّة رفيعة , و متابعتها

البارحة على شاشة إحدى القنوات , و قــد عــُـيــّـنـتْ في

مـنـصـب جـديـد .. بـقـدر مـا حـزّ في نفسي و أزعجني

ذاك السيل الذي لا يـنـتـهـي مـن كلمات الشكر لسيّدي فلان

و مولاي فلان و ابنه الشيخ فلان و أخيه الشيخ فلان و ابن

أخيه الشيخ فلان و زوجته الشيخة فلانة و المشايخ أولاد

عمومته و عـمـّاته .. لم يكن ينقص سوى أن تـشكر ناقـتـه

و بـعـيـره .. بينما لم تتطرّق لشكر أستاذاً واحداً من أساتذتها .

يـا أخـتـي لا بأس من شكر كل حاكم أو حكومة تـقـدّم كل

التسهيلات لأبناء الوطن لـيـتـمـكـّنـوا من الإرتقاء بأنفسهم

ثقافياً و علمياً إلى درجات متقدّمة .. لكن هذا ليس هبة و لا منحة

من الحاكم .. هذا حـقـّـك .. و أنت من تعب و سهر الليالي و قضى

سنين طويلة من عمره كي يصل إلى هنا .. و على الحاكم أن يشكرك

أنت .. لا العكس .

إلى متى ستظلّ لدينا هذه العقدة ..أن الحاكم هو المانح الوهّاب و لولاه

لما كـنـّـا شيئاً ؟ و كيف سينتظر الشعب من هذا المثـقـّـف أن يصحّـح

للحاكم اعوجاجه أو ينتقده حين يـُخطئ أو ينصحه حين يحتاج النصح

طالما يرى هـذا المثقف في الحاكم مـُسـبـّـب الأسباب و واهب

الرزق و العلم و مـانـح الـشهادات و الألقاب ..

إلى متى سـيظلّ بعض المثقفين يبدون كـمـُـحـدثـي الـنـعـمـة بالثقافة

و مـا نـفـع العلم و الثقافة إذا كـنـّـا سنظل نتكـلـّـم بـمـنـطـق أمّ علي

زوجة الـبـوّاب ؟

لا يـلـيـق بـإمـرأة مـثـقـفـة أن تـظـهـر عـلـى هـذا الـنـحـو ,, خـصـوصاً

امـرأة .....

فالـرجـال إمـّـا عـبـيـد بـرغـبـتـهـم .. و إمـا أحـرار لأنّ امـرأة مـا

أرضعتهم الحريّة أو عـلـّمـتـهـم الحريـّة أو حـبـّـبـتـهـم بالحريّة .

أمـّـا الـنـسـاء .. فـهـنّ إمـّـا مــُـسـتـعـبـدات رغـمـاً عـنـهـن و إمـا

هــنّ حـرائـر رغـمـاً عـن أنـف الـجـمـيـع .



حــنـــّـا الـســكــران


..............................


إيــّـّـاك تــقــول .. لا

إن كــنــت قــايـل .. نـعـم .





هناك 7 تعليقات:

مصــــري يقول...

والله ياجو انا باشوف الحاجات دي في الخليج بس.
أما عندنا في مصر.
فممكن الأديب ياخد جايزة عالمية زي مثلا بهاء طاهر لما خد البوكر كده والحكومة شاربة حشيش ولا ليها دعوة غير بالفن والفنانين والعري والغناء الروبي والهيفائي لو يصلح التعبير.

وبالتالي الكاتب عندنا ما بيجبش سيرة الحكومة بحاجة وان جاب سيرتها يبقي هايشتم ويلعن سنسفيلها.

آسف للأطالة
ولكن الضجر يملأني

تحياتي
أسامة

speaking يقول...

ما تصفه يستفزك لأنه الزيف
ألا يشبه ذلك تملق رئيس العمل في أصغر مكتب في أبعد مصلحة حكوميه في مدينتي ومدينتك
هي مصالح قبل وبعد

غير معرف يقول...

انا عربي اذا انا منحاز
اما مع او ضد ولكنى غير منفرد

سارة نجاتى يقول...

أنت بتناقش موضوع مهم جدا يا حنا , يخرب بيتك سبقتنى . ههههه
اللى أنت بتتكلم عنه ده لا يظهر الا فى مثقفى العرب فعلا , و احداث الثقافة و التعليم ده حقيقى عندنا , يعنى تلاقى السيدة اللى بتتكلم عنها دى عندهم فى العائلة بتاعتها حاسين انها جابت الديب من ذيله , لا يتعاملوا مع الثقافة و العلم بمنطق " الا نهاية "

مرة الكاتب المسرحى على سالم , كتب عن الموضوع ده , و قال الفرق بين المثقف الحقيقى و النص لبه .
الحقيقى هو اللى عارف أن مبدع أو موهوب , بحيث أن قدراته الشخصية تكفله احترامه لذاته و احترام الأخرين اليه , أما المثقف النص لبه أو " الميديوكر " بيعوض ما ينقصه بتملق حكومته , و اللى ح توصله الاحساس بالأهمية اللى هو عايزه , و ياخد مكانة وهمية , كرئيس تحرير صحيفة قومية منافق , و هو فى الأساس لو على قدراته , مترضاش تشغله جورنال بير السلم تحت التمرين حتى .

أما بقى مقولتك

أمـّـا الـنـسـاء .. فـهـنّ إمـّـا مــُـسـتـعـبـدات رغـمـاً عـنـهـن و إمـا

هــنّ حـرائـر رغـمـاً عـن أنـف الـجـمـيـع .


عبقرية و دقيقة جدا جدا , وصفك حقيقى فعلا , بس ح أسألك سؤال شاغلنى دايما " مش شايف أن اللى بتختار الحرية رغما عن أنف الأخرين بتدفع كتير أوى ؟ "
الصراحة خايفة أدفع اكتر مما متوقعة

مبسوطة أوى بالبوست

تحياتى ليك يا باشا

حـنــّا السكران يقول...

تحياتي لجميع الأصدقاء الأعزاء .و شكرا جزيلا على مشاركتي اّرائكم .أنا ممنون عقولكم .

جوابا على سؤالك يا سارة :

لا توجد ( قيمة ) مجـّانية أبداً .. حتى الإنسان كإنسان و الذي هو القيمة الأسمى على هذه الأرض ..و منبع القيم جميعا .. كان وجوده و استمراره كقيمة مرهون بمدى نضاله و قدرته على المحافظة على نفسه ( كقيمة ) و ليس كمجرد مخلوق يشارك المخلوقات الأخرى العيش على الأرض .. و هو إما يستطيع ذلك بشكل كامل و هذا نادر جدا و لا ينطبق ربما سوى على الأنبياء .. و إما يستطيع بشكل جزئي كبير و هذا رائع جدا .. و إما هو يتنازل عن كل ذلك .. ليصبح بلا قيمة كما نقول عن شخص ما ..و الحرية إحدى هذه القيم التي يختزنها الإنسان و يحلم بها دائما و يسعى لتحقيقها و يدفع في سبيلها أثمان غالية .لأنه يدرك معنى هذه القيمة و مدى روعتها و أهميتها و استثنائيتها .و أثبت التاريخ أن الحرية كانت و لا زالت القيمة الأغلى ثمناً على الإطلاق ..
أما في بلادنا العربية فكل شيء مختلف .. حتى الثمن ..يـُؤخذ بطريقة مختلفة ..و القابضون عندنا لا يرحمون أكانوا حكومات أم مجتمعات ..لذلك أنا مضطر لأن أقول لفتاة شجاعة مثلك ..أن تدفع ما هو ممكن فقط .. ما يمكن احتماله ..إلى أن يتغيّر الوضع حولنا و ندرك كمجتمع ما هو حقنا و إلى أين باستطاعتنا أن نصل دون أن نقضي على بعضنا البعض عندما نقوم بتشويه صورة كل من هو مستعد للدفع مقابل حريته و حريتنا جميعا .. و أرجو أن يطول بنا العمر أنا و أنت لنشهد ذلك التغيير .
نوّرتيني .. و شكرا جزيلا على تعليقك الجميل .

Che_wildwing يقول...

أمـّـا الـنـسـاء .. فـهـنّ إمـّـا مــُـسـتـعـبـدات رغـمـاً عـنـهـن و إمـا

هــنّ حـرائـر رغـمـاً عـن أنـف الـجـمـيـع

المشكلة أن النساء في عالمنا العربي اليوم
نسين أو تناسين أو حتى لم يعرفن ويسمعن بأزمنة الربات المندثرة
لم يعرفن إنانا وعشتار
لم يخضن في تفاصيل ارتميس وايزيس
كل ما بقى ممن سبق ذكرهن
بعض الحفريات هنا وهناك....
بوابة عشتار
نصوص بعص الترانيم والصلوات التى كان يبتهل بها الرجال لهن في محراب المرأة والأنثى المقدس
.....
هل تجاوزت الأمر بعض الشئ
هل تعديت حد موضعك ....
حالا سألزم الصمت

Empress appy يقول...

هــنّ حـرائـر رغـمـاً عـن أنـف الـجـمـيـع

اه لسه فيه ده يا جوو لسه موجود
تسلم على الكلام
بس يا رب الناس توعى وتعرف وتفهم ان الانسان قيمه حلوة والست كمان تعرف قيمه نفسها

11