الـكـراهـيـة , أن تصبح الـكـراهـيـة فـعـلاً مؤدلجـاً يشبه حـزبـاً أو
ديناً أو مذهباً , و أن نـفـتـخـر بالإنـتـماء إليه .
هذا انـحـدار غير مسبوق في خطّ سير الفكر الإنساني العام , خصوصاً
و قد خـرج من الحالة الفرديـّة إلى العمل الجماعي .
اتــابـع بـاسـتـغـراب شـديـد و بـدهـشــة كـبـيـرة , عـمـلـيـّـات تـفـريـخ
جـروبات الكراهية كل يوم بل كل ساعة على هذه الشبكة :
( كـارهـي العلمانيين ــ كـارهي الإخوان المسلمين ــ كـارهي اليسار الكافر.
كـارهـي نـوال السعداوي ـ كارهي عمرو خالد ـ كـارهي الـتـنـصـيريين عـبـّاد
الصليب ) إلى اّخـره مـن الـتـجـمـّـعـات القائمة على الكراهية فقط , و التي
لا يجمع أصحابها بعضهم ببعض سوى فـِـعـل الكراهية , و لن أقول الشعور
بالكراهية .. لأنّ هـذا الأمر خـرج من خـانـة ( المشاعر و الأحاسيس ) ليدخل
في خـانـة ( الـفـعـل أو الـعـمـل ) المقصود و الـقـائم على الـنـيــّـة .
كـل المذكورين أعلاه . مـن أشخاص أو جماعات عقائدية أو أيديولوجية , أنا
أخـتـلـف و أتـفـق معـهـم في مكان مـا .. و قـد أخـتـلـف حـتـى الصراخ و الرفض
و الـعـراك بالأفـكـار .. وربـمـا بـالأيدي حـيـن يـحـمى الوطـيـس . لكني لا أستطيع
أن أرفـع شـعـار الكراهية ضـدّهم كـأشـخـاص و الـذي قـد يـوصل إلى إلـغـائـهـم
و تـصـفـيـتـهـم جـسـديـاً بـشـكـل غـبـي , و سـأكـتـفـي بـمـثـال واحـد عـن ذاك
الـشـاب الـذي طـعـن الـكـاتـب الكبـير الراحل نـجـيـب محفوظ بـسـكـيـّن و هــو
لا يـعـرف عـن مـحـفـوظ أيّ شـيء . لأنّ ذاك الـشـاب ســِـيـقَ إلـى قــفــص
الـكـراهـيـة كـالـنـعـجـة و لـم يــُـتـرك لـه أي خـيـار إنساني اّخـر . فـجـاءت ردّة
فـعـلـه هـمـجـيــّـة تـمـامـاً .
أنـا هـنـا لا أدّعـي العيش و لا أدعو إلى العيش في المدينة الفاضلة , المستحيلة .
بـل أدعـو إلـى الـتـصـرّف بـطـرق إنـسـانـيـّـة , و مـواجـهـة بعضنا البعض
بـأسـالـيـب إنـسانـيـة لا غـرائـزيـة ثــابــتـــة .. و أنــا أدرك جــيـداً أنّ
لـلإنسان قـدرة على الإحتمال .. و لديه غـرائـز أيـضـاً قــد تـطـفـو إلى
السطح أحيانا و تستـلم زمام المبادرة بـدلاً عن الـعـقــل .. هذا حقيقي .
لكن الـكـارثة أن تصبح الـغـريزة هـي الـمسيطرة طـوال الـوقـت ..
و حين نصبح جميعاً في حـزب ( الكارهـيـن ) فـمـن سـيـعـيـدنـا إلـى
رشـدنـا ؟؟ مـن سيدعو إلى الحبّ و الـتـعـايش مع الاّخر و قبوله و محاورته ؟
بـعـد كـل مـا رأيـتـه و أراه يوميـاً من ازديـاد هـذه الـثـقـافـة على شبكة
الأنـتـرنـت , و تـكـاثـر تـجـمـّـعـات و جـروبـات الـكـراهـيـة , أفـكـّـر أن
أفـتـتـح جـروب جـديـد بـعـنـوان :
( أنـا كـارهـكـم كـلــّـكـم ) .
ــ مـلاحـظـة لا بـد مـنـهـا :
لـلـتـأكـيـد على أنّ لكـلّ إنـسـان قـدرة على الإحتمال تـنـتـهـي في
مكان مـا . لـي طـلـب قـد يـنـسـف كـلّ مـا كـتـبـتـه سـابـقـاً في هـذا
الـنـصّ , لـكـن لا بـأس , فـقط كـي أكـون مـتـصـالـحـاًُ مـع نـفـسـي :
أرجـو مـن أيّ مـنـاضـل كـاره مـشـتــرك في جـروب ( كـارهـي
تـامـر حـسـنـي ) أن يــُـرسـل لـي دعـوة للإنـضـمـام . لأنّ هـذا هـو
الـجـروب الوحيد الـذي لا أسـتـطـيـع مـقـاومـة الإنـضـمـام إلـيـه .
هـنـا تـنــتــهــي قـدرتــي عـلـى الـمـقـاومـة بــطـريـقـــة الـمرحـوم
غــانــدي .
حــنــّـا الـسـكـران .
.............................
.............................
هناك 12 تعليقًا:
جو
المشكله الأكبر من ظاهرة الكره هي تحويل مجرد الأختلاف إلي كره واحتكار الأفكار بدلا من توظيف هذا الاختلاف للوصول إلي حقائق
وكأننا استكملنا جميع انسانيتنا ولا ينقصنا سوي تجربه الكراهية
الحقيقه اني اتعجب من توقيت مقالاتك
:)
نسيت أقول الله يسلمه زياد ... واد ايه باحترمه
ولكن لو اتبعنا طريقه الشهيق والزفير عند كل غضبه لصار العالم عواصف لا تتوقف
جو
بالفعل هذا ما لاحظته منذ نهايات حرب تموز
اي انك ان لم تكن تكره فلانا او طائفة معينة ذلك يعني انك كافر
مثلا الى اقرب الامثلة : اردد دوما انني لست شيوعية او ملحدة فيقولون لي هل تحبين جيفارا فارد بنعم و احترمه ايضا لاجد الغضب دب في ارجاء المكان ليقال اذا انت كافرة و غير مؤمنة بالرب
اليك مثال اخر قريب جدا الى الواقع الذي اعيشه
انا لا اخفي حبي و احترامي للسيد حسن نصر الله و عند المناقشة لا احاول ان ابرر حبي له فتاريخ ذلك الرجل كاف
فقيل لي اخر مرة ان كنت تحبين السيد هذا يعني انك تكرهين الصحابة
ثقافة اما الحب او الكراهية
هي التي تسيطر علينا منذ القدم و نضيفها الى ثقافة المؤامرة
يا رفيق دائما و ابدا علينا مؤامرات حتى لو اصبنا بانفلونزا شعبية
طريقة التفكير هذه تقودنا منذ الثمانينات من القرن الماضي الى الان
لا تحترم فكرة او عقيدة لذلك غقدنا الاحترام حتى لذاتنا في وقت من الاوقات
بالمناسبة سانضم ايضا معك بالجروب المذكور ايضا في نهاية المقال
فلنحارب الكراهية
ونحارب ايضا الفكر الخاطىء بالتوعية العاقلة
أنا حاخد نفس غميق .. كي لا أشعر بالكراهية لمن يشعرون بالكراهية تجاه أي شيء !
صح لسانك يا جو :)
ملحوظة:
أشارك speaking
في التعجب من توقيت مقالاتك ..
و أنا أيضا أشارك
speaking
و
77math
في التعجب من توقيت مقالاتي ..
اذا جفرا و كلام على بلاطة بيشاركونا التعجب .. رح ننشئ جروب ..
ـ تحياتي أصدقائي . يسعد مساكم .
ههههههههههههههههههههههه
مشاركة التعجب وحدها لا تكفي، اتبرع ولو بتعديل من إعدادات البلوج ..
ومساؤك أكثر سعادة :)
أنا أتبرّع بخمس علامات تعجّب و علامة استفهام ..
مرفوض مرفوض !
نحكي جد بقى ..
أنت نشرت هذا الموضوع بعد 12 صباح الخميس لأنني زرت المدونة بعد هذا التاريخ ولم أجد جديدًا ..
الآن وجدتُ موضوعك هذا بتاريخ الأمس !
وهذا يعني أن التأريخ في البلوج تبعك لا يتبع بلاد يعرب ..:-s
هذا هو الطريق ..
Customize
Settings
Formatting
ضع تبرعك هناك !
تحياتي :D
أكيد ياجو قرأت رواية "1984" لـ"جورج أوريل".
كان فيها جلسة لكراهية شخص اسمه جولدشتاين.
وكان من الحماس ان لم تكن تكره جولدشتاين فستكرهه بسبب تلك الجلسات.
ولو اشتركت - أنت - في جروب تامر حسني.
مش هاوصيك تبعت لي دعوة
أسامة
وانا معك اكرههم جميعا
" أبتسمت " . . فقط لأنني تذكرت " أختى الكبرى " . .
حين قالت لي أنها تكره أناس عدة دون سبب معين أو موقف يذكر !
عني أنا . . أكتشفت أنني لست ضد جميع من ذكر أعلاه . .
ولست معهم بالكامل . .
وما أعلمه جيداً . . أنني مع نفسي !
أما بخصوص " تامر " . . أعتذر لن أنضم إليكم . .
لـ لأنني أحبه . . أو معجبة بصوته لا سمح الله . .
بل لأنني أكره التجمعات والحديث والتهويل بـ شخص لا يستحق كل هذا . .
بمعنى آخر " قمة التبذير " بالوقت حين أنضم لتلك المجموعه . .
وأنا لا أحبّ التبذير . .
حنــّا . .
صباحك ورد . .
^_^
إرسال تعليق