الأحد، 21 ديسمبر 2008

مـزامـيـر حـنــّا الـسـكـران 8



هــذه الـحـمـّى الـلـعـيـنـة الــتـي تـعـبـث بـطـقـس جــسـد حـنــّـا

و الـتـي جـاءت إثـر انـفـلـونـزا قـويــّـة .. تــُـزعـج حـنــّـا كثيراً

و تــجـعـلـه يـهـذي مـعـظـم الـوقـت , و إن غـفـى قـلـيـلاً تـأتـيـه

بـكـوابـيـس لا تـنـتـهـي .. كـوابـيـس عـلـى شـكـل وجـوه و أسـمـاء

و أحـيـانـاً خـطـابـات ثــوريــّـة .. فـلـم يـكـد حـنــّـا يـغـفـو بـعـد ظهر

البارحـة حـتـى فـاجـئـه صـوت نـايـلـة مـعـوّض تـهـتـف لـلـحـريــّـة

و تــعــِــد حـنـــّـا بـمـسـتـقـبـل لـم يـحـلـم بـه جـدّ جـدّه . فـأفـاق

حــنــّـا مـذعـوراً , ولا زال حـتـى هـذه الـلـحـظة يـعـجـز عـن الـنـوم .

الاّن فـقـط عـرف حــنـــّـا وجـه الـشـبـه بـيـن الـحـمـّـى و بـيـن الحكومات

العربية و السياسـيـيـن الـعـرب .. كـلاهـمـا يــُـسـبـّـب لـرجـل مـثـل حـنـّـا

هـذيـانـاً لا يــنـتـهـي .

يــتــسـائـل حــنــّـا :

أيـكـون هـؤلاء السياسـيـون الـعـرب هـم نــتـاج أنـفـلـونــزا أصـابـت الـتـاريخ

و لـم يـذهـب أثــرهـا بـعـد ؟ أم هـم أعـراض مــزمـنــة لـحـمـّـى أصـابـت

الـشـعـوب الـعـربـيـة , و حـرمـتـهـم الـقـدرة عـلـى الـنـوم بشكـل طـبـيـعـي

و مــن ثــمّ الـقـدرة عـلـى الـحـلم ؟ أو " زغـلـلـت " عـيـونـهـم و حـرمـتـهـم

رؤيــة أيّ شــيء بــوضــوح كـمـا يـنـبـغـي ؟

يــبـدو حــنــّـا و كـأنــّـه اســتـنـتـج أمــراً مـهـماً , إنــّـه يــبـتـسـم

الاّن , و كــأنـــّـه اســتــطـاع خــداع هــذه الـحـمـّى لـلـحـظـات و قـبـض

عـلـى نـاصـيـة عـقـلـه .

يــتــنـاول حــنـــّـا عـلـبـة الــدواء الـحـاضـرة أمـامـه مـنـذ أيـام , يـنـظـر

إلـيـهـا جـيـداً .. و يــســرح بـعـيـداً ..

مـاذا لــو اكـتـشـف عـربـيّ مـا , دواء لـحـمـّـى هـذا الـشعـب , يــُـبـطـل

الــهــذيــان , و يــسـاعـد عـلـى الـتـركـيـز , و عـلـى الـحـلـم بـهـدوء

بـعـيـداً عـن تـلـك الـكـوابـيـس الـتـي تــبــدأ بـرغـيـف الـخـبـز , و لا تـنـتـهي

عـنـد صـدى صـوت نـايـلـة مـعـوّض الـذي يـعـد بـحـريــّـة مـحـمـومـة ؟؟

تــرتــفـع حـرارة حــنــّـا مـن جـديـد فـجـأة .. و يـبـدو أنــّـه سـيـعـاود

الـهـذيـان قـبـل أن يـعـرف جـوابـاً لـسـؤالـه .. يـســنــد حــنــّـا رأسـه إلـى

الـخـلـف .. و يــغــمــض عــيـنـيـه .. و يــُـخــيــّـل لـه أنــه يــرى شـاشـة

تـلـفـاز عـمـلاقـة , تـابـعـة لـجـامـعـة الـدول الـعـربـيــّـة , تــعـرض الـفـيـلـم

الـمـصـري الـقـديـم : ( أرجـوك لا تــأخــذ هــذا الـدواء ) .



حــنـــّـا الــســكــران
ــ نــُـشـر فـي شــام بـرس

هناك 17 تعليقًا:

ناصر يقول...

تشخيص دقيق يادكتور، الحمى معروفة طبياً باسم "حمى الذهب" واعراضها معروفة: تساقط الصدق وضمور الشرف واختفاء كريات الكرامة بوتيرة متسارعة.
سلامة قلب حنا من كل شر، برغم انه محصن ضد هذه الحمى واخواتها منذ نشأته في عالم الذر.

ناصر يقول...

عفوا، نسيت ان اخبرك، دواء هذه الحمى معروف وقديم ...لعله يعود الى زمن نمرود.
جرعات مكثفة من الضرب بالاحذية، يتلوها جرعات اضافية، ثم يختم العلاج بجرعة مكثفة.
اه لو ان محبي السيدة نائلة معوض جربوا هذا العلاج عندما كانت صبية، كان لبنان سينجو من متعة العيش مع مسخها العجيب ميشال.
على فكرة سمعت ان الشيخ سعد سيزور مقام الامام علي طلباً للعلاج، لقد سمع كلاماً طيباً من صديقه اياد علاوي عن الجرعة التي تلقاها عندما ذهب الى النجف.

Empress appy يقول...

ده حلم كل الناس مش حنا بس انه يبقى فيه علاج للى احنا فيه بس مش هيتوجد بالتخيلات يا جوو بالعمل بس هيكون موجود

77Math. يقول...

سلامتك يا حنا وسلامة طقوسك كلها من أي حمّى عميلة تتآمر على جسدك العربي ..

speaking يقول...

يتهمني الصديق إياه أني لا أختلف عن كل هؤلاء الكسالي واللي مش مركزين واللي سايبين الدنيا تمشي زي ما تمشي
ويتهمني أني لا أجيد سوي النقد لأخفي عيوبي التي أعلمها جيدا
تفتكر ده وضع صحي أن كلنا عمالين ننقد في بعض؟

حـنــّا السكران يقول...

أي حدا مش عم ينقد ..يبقى على الأغلب هو من مسببي المشكلة ..من اللي عم ننقدهم يعني :p

شكرا كتير لكل الأصدقاء ..والله يسلمكم جميعا .

مصــــري يقول...

الدواء ياجو مش حبتين شجاعة زي "أرض النفاق".

الأمر محتاج تدخل جراحي عاجل لأستئصال كروش وغباء مستميت.

يعني من الآخر لابد من وجود الدماء.
أنا مش دموي.
بس مفيش أمة بتقوم علي الفاضي.
عشان تكون أمة قوية لازم يكون أساسها جماجم من حاربوا عشانها.

أسامة

Issam Tantawi يقول...

يا صديقي
حنا السكران
و هو و أنت في حماك الأكثر صحواً في هذا العالم
هل قرأت رواية ماركيز الرائعة
الحب في زمن الكوليرا ؟

تحياتي

حـنــّا السكران يقول...

عصام الحبيب ..الأستاذ و الفنان الرقيق و الصديق .

لا أدري ما نهاية هذا التخاطر الغريب بيني و بينك .. كنت منذ يومين أبحث عنها على النت ..قرأتها منذ سنين طويلة و لم أعد أتذكر منها إلا القليل ..و شعرت برغبة كبيرة في قرائتها قبل يومين ..و سأستمر بالبحث عنها .لا بد أنها موجودة على النت .
ـ مدونتك اختفت .. هممت بالسؤال البارحة و تراجعت .. قلت أن صديقي يناوش ضجره بذاك النزق المعتاد ..و يلعب معه لعبة القط و الفأر ..لذلك ..أنا بالإنتظار .

ليلة سعيدة يا صديقي .. كاسك .

Issam Tantawi يقول...

صديقي الحبيب
لا زلنا نحلم بالطيران
و بالحب في زمن الكوليرا
منذ زمن لم أتعامل مع البلوجر و أجد صعوبة في التنقل بين أرجاءه

سأصرح لك هنا أنني صرت أحلم كثيراً و أتذكر أحلامي بدقة و بالألوان و بالتفاصيل كلها .. هي حالة جميلة و مؤلمة و غريبة .. يبدو أن دماغي صار يشتغل بطريقة جديدة
أشعر بالدهشة

حـنــّا السكران يقول...

أهلا أهلا بأسامة

كل سنة و انت طيب .

اّخر الدواء الكي ..صحيح يا أسامة .. لكن يبدو أننا لن نجد رجل منا يقوم بعملية الكي .. يكاد الداء يفتك بنا عن اّخرنا .

تحياتي يا أسامة ..نوّرت

حـنــّا السكران يقول...

هذه أخبار رائعة ..

بانتظار النتائج على الصفحات ..لأني لن أستطيع رؤيتها على اللوحات قريبا ربما .لكن أحب جدا أن أسمع الأصداء .

Issam Tantawi يقول...

معلش أحكي بصراحة شوي
أكثر حلم يراودني أنني أرى المرحوم أخي الذي توفي منذ سنتين يأتيني في الحلم بقميص أزرق و بكامل حضوره البهي و يبتسم في وجهي ، و يقول لي : لا تصدق أنني متّ
و يضحك على هذه الكذبة


أكاد أبكي

حـنــّا السكران يقول...

أعجز دائما عن مواجهة غـصـّة عصام هذه ..عـَـبـرة الطفل الأزلي الذي يظهر دائما نقيّ وصادق كاللحظة التي تـتـمـلـّكه و تعتريه .

Issam Tantawi يقول...

LIFE
ITS A SHORT GAME

Adem Salhi يقول...

أخي العزيز؛
اكرر شكري مرة أخرى و لو يسمح لي المدونون المصريون ان أتمنى عليهم ان يضعوا لوغو التدوينة البيضاء منذ الآن لأن ذلك سيكون بمثابة الاشهار للحملة وهو ما سيزيد من عدد المشاركين انشاء الله؛ كما ان كل تدوينة تدعو الى المشاركة سيكون مرحبا بها
تحياتي و شكرا لكم

الشقية يقول...

كم هو مؤلم حين نشعر بالمرض
حمى و حمى وحمى دون دواء !

ما يؤلم أكثر . . أن لا وقت معلوم لمدة أنقضاء هذه الحمى ! . .
ربما خلقنا لنصارعها ولتصارعنا صحواً وحلماً ! . .

أكاد أختنق أنا الآخرى مما أراه بـ كوابيسي . .
ومازلتُ حيه ! . .

حنـــّا . .
أتمنى أن لا تشقى مجدداً بمثل هذه الحمى . .
دمت بخير . .

11