تـحـديث : اسـرائـيـل تــُـشـكـّـل جـيـشـاً من الـمـدوّنـيـن لـمـحاربة
الـمـواقـع الـتـي تــُعـادي الـصـهـيـونـيـة و التي تنشر صور و فيديوهات
تـوثــّق و تــُظـهـر ما فعلته اسرائيل في غـزّة . ( الخبر جاء في الصحافة
الصهيونية ) .
.............................
إذا مـرّت هـذه المحرقة , كما مـرّت كل مجازر اسرائيل
السابقة , دون عـقـاب جـنـائـي دولـي , فـهـذا لا يعني
فقط أن هناك مجازر و حروب إبادات قادمة سترتكبها
اسرائيل بحقـّنا بدم بارد , بل هـذا يعني أيضاً أن العالم
الرسمي ( الدول و الحكومات و المنظمات ) يـرى أننا
نـسـتـحـقّ القتل و نـسـتـحـقّ الإبـادة و أنّـنا لسنا محسوبين
عـلـى الإنسانية بـأيّ حال من الأحوال , و هـذا يعني أيضاً
أنـنـا نـحـن رضينا و قـبـلـنـا بهذا الحال و اّمـنـّا أن دمائنا
رخيصة و أنّ بـاسـتـطـاعـة أيّ مجرم لديه بعض القوة
أن يـذبـحـنـا جميعاً , و لن يجد من يطالب بدمائنا .
و نـحـن نعلم جيداً أن الحكومات العربية . تنظر لنا بهذه
العين , و أنها تعتبرنا مجـرّد عـبـيـد دمـائـنـا مـُباحة
و مهدورة لهذه الأنظمة نفسها و لـكـلّ راغـب في
تـجـريـب أسـلـحـتـه .
و قـد سمعنا البارحة , أولئك الذين اجتمعوا في شـرم
الشيخ ,كـان جـلّ هـمـّهم و تركيزهم على إيقاف ما سمـّوه
( تهريب الأسلحة ) أي إنهاء المقاومة , ثـم بـدأوا بحفلة
الـتـسـوّل و الشحادة . باسم الشعب الفلسطيني الـذي
حـاصـروه و جـوّعـوه و من ثـم غـطــّوا و سكتوا عن
حرب الإبادة التي جرت بـحـقــّـه . و الاّن يـشـحـدوا
باسمه , و كـم كنت أتـمـنـّى لو كان باستطاعـة شـعـب
غـزة المظلوم المذبوح أن يـرفـض كـل دولار يـأتي عن
طريق هؤلاء الأنـذال , لكن للأسف , لا شعب غـزة و لا أي
شعب في الدنيا , يستطيع احتمال هـذا الـوضـع الكارثي .
و علينا أن نـتـذكـّر أن هـذا تماماً ما حصل في لبنان
حين بـدأ هؤلاء أنفسهم و على رأسهم السنيورة بحفلة
البكاء و الإستجداء , ثـم سـرقـوا نصف الأموال الـتـي
أرسلت إلى شعب الجنوب ( يمكنكم السؤال عن المساعدات
المالية التي قـدّمتها بعض الدول إلى الحكومة اللبنانية و منظمات
تابعة لرموز هذه الحكومة , كيف ســُرقت هذه المساعدات
و اخـتـفـت تماما و لم يصل منها قرش واحد إلى أهل الجنوب ) .
الأهـمّ الاّن , و الضروري جـداً , بـل أهـمّ مرحلة في تاريخنا
الاّن , هي العمل بشتى الوسائل كي ينال المجرمون عقابهم
الجنائي و أن يـخـافـوا جميعا من الخروج من تـلّ أبيب
إلى أيّ دولة في العالم خشية القبض عليهم .
و لا نستطيع بالطبع طلب العون من قـادة ثورة الأرز العظام
في لبنان الذين قالوا لنا أن باستطاعتهم محاكمة الدنيا كلها
في مقتل الحريري . و إنشاء المحاكم الدولية بهذا الخصوص .
و لا للذين هـبـّوا ضد الرئيس السوداني عمر البشير و فرحوا
و هـلـّـلـوا بـأنّ محكمة دولية تطلب البشير شخصيّاً , و صـدّق
هؤلاء أنهم هم من استطاع ذلك , و لم و لن يدركوا أن أمريكا
و اسرائيل أرادتا عقاب سوريا و السودان لـرفضهما الإنصياع
لأوامـر راعي البقر الأمريكي و الجـزار الإسرائيلي , لا أكثر
و لا أقـلّ .
بـل عـلـيـنـا نـحـن , كـل رجال و نساء هـذه الأمة و مـن مواقعنا
أن نسعى و نساهم لـتـقـديم المجرمين و القتلة إلى العدالة .
نـعـلم جميعاً أنّ إرسال الرسائل والصور والفيديوهات إلى المنظمات
الدولية لن يـوصلنا إلى أي نتيجة , لكن لا بـأس , لـنـرسـل إلى أي
جهة في هـذا العالم حتى لو علمنا مسبقاً أن الجدوى معدومة .
لكن الأهمّ من ذلك كـلـّه , هـو القيام بخطوات يـومـيـّة و دائمة
و على مدار الساعة , كـمـراسـلـة المنظمات و الهيئات العربية
و الإسلامية المتواجدة بشكل رسمي في أوروبا و أمريكا و استراليا
و البلاد الإسكندنافية , و الضغط عليهم بشتى الوسائل كـي يـقـيـموا
دعاوي شخصية باسم مواطنين فلسطينيين ارتكبت اسرائيل مجازر
بـحـقّ عائلاتهم , و أن يستقبلوا هؤلاء في تلك البلدان و يـؤمّـنوا
لهم كل وسيلة و مساعـدة في هـذا الأمـر , كـمـا يجب التواصل
الدائم مع منظمات غربـية مدنية محترمة في تلك البلدان لنفس
الغاية , و أعتقد أنّ هؤلاء سيستجيبوا أكثر من استجابتنا جميعاً .
و بما أنّ رفع الدعاوي الرسمية أمام المحكمة الجنائية الدولية
يحتاج إلى طرف رسمي متضرّر , ومـوقــّع على إعلان روما
كـالحكومة الفلسطينية مثلاً , و بما أنّ أنطوان لـحـد أبو مازن
رفض الإستجابة لطلب المحامين النروجيين و المحامين العرب
بالتوقيع على رفع الدعوى , و بما أنّ حكومة السيد اسماعيل
هنية هي حكومة مقاومة و غير معترف بها من ما يسمى
بالمجتمع الدوليّ الـمـتـمـثـّل بـأصغر كلب في الإدارة الأمريكية .
فـهـذا يعني أن الدعوى الرسمية غير متاحة حتى الاّن .
لـذلك ( و أنا لست قانونيا ) أعتقد أنّ الدعاوي الشخصية
و التي يجب أن تكون بالاّلاف , هي أوّل ما يجب أن نـحـثّ
عليه , و أن نطلب من المحامين العرب و الغربيين القيام به
فـوراً .
و يـجـب أن يـتـمّ رفـع دعاوي أمام المحاكم المصريـّة و الأردنية
باعتبار أنّ الدولتين لهما علاقات مع هـذا الكيان المجرم و أن
الـقـتـلـة الصهاينة يزورون هـذه البلدان بالسرّ و العلن . فيجب
وضع حكومتي هـذين البلدين أمام هـذا الضغط , مع أني أدرك
جيداً أنّ حكومة حسني مبارك على الأقــّـل , لا يمكن وضعها
تحت أي ضغط , فـأنت لا يمكن أن تضغط على جـثــّـة ميتة تمشي
على الأرض . لأنها ميتة . رغم أنك تراها و تسمعها و تـعـاني
من أذاهـا .
و بخصوص هـذه الحكومة , أتمنى من الناشطين الحقوقين العرب
و المسلمين و الأحرار في الغرب و الدول الأوربية , رفع دعاوى
ضـد بـعـض المسؤولين المصريين , لإسهامهم و مشاركتهم في تحويل
قـطـاع غـزّة إلى ( مـعـتـقـل كـبـيـر ) و هـذا تماماً ما قاله وزيـر
الـعـدل في دولـة الـفـاتـيـكـان , لأن هـذا المعتقل الكبير لم يكن
باستطاعة اسرائيل وحدها أن تــحـوّلـه إلى معتقل و تحاصر أهله
هناك لتبيدهم و تقتلهم , لولا مساعدة دولة أخرى لديها حدود
كان يمكن فـتـحـهـا في وجه المعتقلين ليهربوا من الجحيم و هذا
ما تـنـصّ عليه كل الإتفاقيات الدولية المتعلقة بالحروب و النزاعات
بـغـضّ النظر عـن رأي بعض الأخوة المصريين الـذيـن خـافـوا
من أن يخرج عدة اّلاف أو عشرات الألوف من أهل غـزة و يحـتـلوا
مصر و يشـرّدوا سكانها الثمانين مليون . لـذلـك يجب رفـع دعاوي
في أوروبـا ( لأن ذلك غير ممكن في مصر ) على بعض هؤلاء
المسؤولين بـصـفـتـهـم مجرمي حـرب , و ذلك لإشتراكهم بالفعل
و العمل و القول في هـذه الجريمة . و أعرف أنّ هذا الكلام
سيزعج بعض الأخوة المصريين الذين يرون في هـؤلاء رمز
مصر و عـزّة مصر و كرامة مصر , لا بـأس . إذا كان الأمر
كذلك فيجب رفع دعوى على ( كرامة مصر) , و ليذهب هؤلاء
الأخوة و يرفعوا دعاوي على السيد حسن نصرالله أو على سوريا
لأنها لم تحرر الجولان أو على إيران لأنها لم تـُـعـلـن الـحـرب
أو لأن مرشد الثورة الإيرانية قال أنهم لا يستطيعون إرسال
مقاتلين إلى غـزة ( لا أدري من أين كان سيمرّ هؤلاء المقاتلون
لـو أنّ أحـداً أرسلهم ) .
يـجـب الضغط بكافة الوسائل على كلّ طرف أو فرد أو جماعة في
هـذا العالم . لـتـمـكين بـدء اّلأف الدعاوي الشخصية فـوراً . فـإن
سكـتـنـا و تـوقـّـفـنـا عن فعل أيّ شيء مثمر و مـُجدي الاّن فهذا
يعني كما قلت سابقاً , أنـنـا نـقـدّم رقـابـنـا لـلـذبـح الـدائـم كــل
سـاعـة . و أن هـذه المحرقة الرهيبة التي تـمـّـت في غـزة و هؤلاء
الأطفال و النساء و الشيوخ و الرجال , لـن يكونوا سـوى فـصـل
مـن فـصـول الـمـجـزرة الـدائـمـة . و أنّ رقبة أي واحـد فـيـنـا
هـي الـمـُرشـحـة لـلـذبـح الاّن , سـواء عـلى يـد هـذه الأنظمة
التي تقتلنا و تتحالف مع قاتلينا و هي ضـامـنـة عـدم محاسبتها
أو من قـبـل جـزّاري واشنطن و تـلّ أبـيـب . يـجـب أن تكون
هـذه المحرقة نـقـطـة تـحـول في تاريخنا . و إلاّ لـنـذهـب إلى
الجحيم جميعاً , فما نـحـن سـوى خـراف مــُـعـدّة لـلـذبـح , و قـد
رضـيـنـا و قـبـلـنـا بـذلـك .
قـد يقول لـي أحـد الاّن : و مـن أنت حـتـى تـتـكـلــّم هـذا الكلام
الكبير بـحـقّ هـؤلاء الألـهـة و أن تـطـالـب و تـطـلـب .
أنـا مـواطـن عـربـي عـادي , لا أريـد أن أموت بـهـذه الطريقة
و لا أريـد لأخوتي و أبنائي و أحفادي أن يـُـقـتـلـوا كـالـنـعـاج
و لـم أعـد أطيق العيش في هـذا الـذلّ و الـخـوف و الـرعـب
و لـم أعـد أحـتـمـل مـنـاظـر جـثـث الأطـفـال و الـرضــّـع و النساء
و الشيوخ و الرجال و لا مناظر القرى و المدن المهدمة . و لا أريـد
أن يــُـبـاح قـتـلـي و تـمـزيـق أشلائي , ليخرج بعدها حاكم عربي ليطلب
المساعدات المالية بـاسـمـي , لإعـمـار مـديـنـة أو قـريـة فـوق
جـثــتــي و جـثـث أهـل مـديـنـتـي , أي يـظـلمني و يـعـذبـنـي
في الحياة ثـم بـعـد أن يشـارك في قـتـلـي , يـقـبـض ثـمـن دمـائـي .
وأنـا بـكـل وضـوح أستـنـد إلى مـبـادئ أخلاقية سماوية و قـانونية
دولية , و إنسانية صرفة , فـي إيـمـانـي بـحـقّ أي شـعـب مـحـتلّ
في الدفاع عن نفسه و النضال حتى انـتـزاع حـقـوقـه . لـذلـك
أرى في فصائل المقاومة الفلسطينية التي تقاتل العدو ,أنهم مجموعة
من الملائكة التي تمشي على الأرض .مهما اخـتـلـفـت مـعـهـم
فـي الـتـفـاصـيـل الـوطـنـيـّـة الـداخـلـيــّـة , و لا أحـمـل أي احـتـرام
لأي سـيـاسـيّ عربيّ من المحيط إلى الخليج إذا وقـف إلى جانب
الـقـتلة أو حتى استقبلهم كضيوف في قصره . و لا يساوي هـذا
الحاكم عـنـدي , شـعـرة في مـؤخـرة خـنـزير بـريّ , حتى لـو
رأى فيه الاّخـريـن إلـهـاً يمشي على الأرض . هـذا حـقــّـي
و لـكـلّ شـخـص حـقـه فيما يـرى و ما يـؤمـن , و ســنـُـحـاسب
جميعاً , سـواء عـلى يد الـقـتـلة و الـظـالمـيـن , أو عـلـى يـد المقاومين
و المظلومين , و في كلّ الحالات . على يـد الله العادل .
...................
يـجـب أن أقـول أمـراً شـخـصـيـّاً لكنه هـام جـداً :
مـنـذ حوالي اسبوع حتى الاّن , و بشكلّ يـومـيّ
لا أسـتـطـيـع النوم لساعة متواصلة , هـنـاك مـنـامـات و أحلام
مـرعبة تـنتظرني وراء كـلّ إغـفـاءة , جـثـث و قـتـلـى و دمـار
و أنـاس يـطـلـقـون عـلـيّ النار و أنـا واقـف فـوق جـثـث أنـاس
أعـرفـهـم , هـذا المنامـات و الأحـلام أصبحت تلاحقني يومياً
دون انـقـطـاع , فـإذا كـنـت أنا الجالس في غرفتي المريحة
و المكـيـّفة هـذه , و أنام في فراشي الـنـاعـم , و هـذا
مـا أعـانيه , فـهـل يمكن أن نـتـصـوّر ما يـعـانيه الفلسطيني ؟
هل يمكن لأحـد أن يتصوّر كيف سينام طفل فلسطيني رأى
الكلاب تـأكل جـثـث عـائـلـتـه . كيف يستطيع رجل أو امرأة
من أهل غـزة , احـتـمـال الحياة و العيش و قـد فـقـدوا كـل أهلهم
و أحبابهم بـأبشع طريقة يمكن لبشر أن يـتـخـيـّلـهـا ؟؟
هـذا عـصـيّ على الفهم و الإحتمال .
هـذا أعـظـم بـكـثـيـر مـن أن يـمـرّ هـكـذا , كـأنّ شـيـئـاً
لـم يـكـن . كـمـا مـرّت كـل الـمـجـازر الـتـي ارتـكـبـهـا
شــذاذ الأفـاق مـن بـنـي صـهـيـون , أو رعـاة الـبـقـر
تـجـّار الدم و الـنـفـط الـقـادمـيـن مـن واشـنـطـن .
........................
يــُرجـى زيـارة هـذه الصفحة في موقع الأستاذ أسعد أبو خليل
( وكالة أنباء الـعـربي الـغـاضـب ) .
..........................
ــ أيضاً يــُرجى قـراءة تـقـريـر الأستاذة " نـدى الـقـصـّاص " العائدة
من رفـح . مع شـهـادات حـيــّـة ,
هـنـا في مـدونة الصديقة نوارة نجم .
ــ أيـضـاً أرجـو المتابعة و المساعدة مع الأخوة في مدونة
( nowingaza) على هـذا الـرابـط .
هناك 39 تعليقًا:
هيييييه
يا صديقي لم أعد أعلم شيئًا .. أنا مثلك تمامًا .. فيما عدا أنني أنام بشدّة ولا أريد الاستيقاظ ..
وعندما أفتح عيناي وأعي أن عليّ النهوض وممارسة البقاء على قيد الذل، أتمنى لو أن الله قد أخذ روحي بسلام في نومي..
أصبحت أخشى أن يعتدي علي أحد في الشارع ويتفرج الجميع عليّ ولا يتحرك أحد، أصبحت أخشى مجرد فعل البقاء..
أي شخص عزيزة عليه إنسانيته ويشعر بقيمة ذاتية لذلك العقل الذي خلقه الله في رؤوس الخلق سيقدر النفس الإنسانية بغض النظر عن أي اعتبارات سياسية حقيرة ..
أتمنى أن يتحقق ما تقوله فعلا .. نوارة قالت أنها ستضع الصيغة قريبا وسوف نرسل قدر ما نستطيع ..
لك تحياتي ..
ولله الشكوى ..
فقط تأتى الذاكرة على قول الثائر كمال خليل
وهتافه الدائم
"عشان نحرر القدس ...لازم نحرر مصر"
نزعل من اية يا جو
مصر مريضة بمرض عضال اسمة حسني شلاضيمو ودة ألعن شويتين من السرطان ولا علاج لة الا البتر وانا ان شاء اللة لفاعلون
ارجو الربط مع موقعنا ايضا
http://nowingaza.blogspot.com/
تحياتى
بالرغم من الكابوس الذى نحياه فأنا متحمس يا جو ..
هناك رفض غير مسبوق منا للذل الذى نعيشه .. اخيرا ادرك العالم ان الموت كريما رافع الرأس افضل مليون مره من العيش ذليلا ميتا من الهون ..
فقط يجب ان نبدأ بعمل كل مانستطيع ونخطط ليبقى ماحدث امام ناظرينا طول الوقت ونحرض ونعلم الجيل القادم لنبنى الرغبه فى النصر بلاتردد او هواده .. لن نخدع بعد اليوم ...
جاء وقت العمل الذى أخرناه كثيرا .. لا وقت لمصمصة الشفاه
الثمن اللى اندفع للحرية غالى جدا، ليتنا نظفر بها
صدقت .. لا نستطيع النوم :(
معكم بإذن الله فيما ستفعلوه
شكرا لك يا أستاذ جو ..
لم أنزعج من أى شىء يخص مصر فما قلته حقائق .. عار فعلا
هناك بالفعل دعوى قضائية مرفوعة في مصر تطالب باقالة وزبر الخارجية المصري "ابو الغائط"
ممكن ايضا اللجوء الى اسلوب المحاكمة الشعبية لمجرمي الحرب اذا تعذرت المحاكم الرسمية
وهذه يجب ان تعقد في الميادين والشوارع وبمشاركة اكبر عدد ممكن من المواطنين
جهد جبار يا جو .. رائع جدا جداً ..
أحييك وأشكرك كتير .. أشكرك على كل شي ..
مشكلتنا هي متل انت ما حكيت يا جو ..
قال لمين تشكي ياللي غريمك القاضي ..
من أول لحظة انضربت فيها غزة أيقنا أننا وحدنا ما حدا معنا غير اللي خلقنا ..
مصر يا جو بمجرد ما حشدت جنودها على طول الحدود مع قطاعنا الحبيب أدركنا إنه الحرب باتت على الأبواب .. إحنا الشعب أدركنا هذا فما بالك القيادة ..
صور ليفني في مصر مع قادة مصر حكت لنا قصص كتيرة عن مؤامرات خبيثة ..
وعباس سبق ليفني لمصر وحسني رفض يعبر لنا المواد الطبية والانسانية إلا لما سلطة عباس تمسك المعبر وبعدين سمح بعبور تلات سيارات مواد طبية وبلاش هالمصاب ياكل ويتغذى بكفيه العلاج ..
المساعدات الانسانية راحت معبر العوجا ومنها لمخازن بمعبر كرم أبو سالم بانتظار أمر عباس بدخولها قطاع غزة ..
مشكلتنا إنه المتآمرين علينا هم المسئولين عنا .. حاميها حراميها ..
بصراحة يا جو عشرة مقاومين أشاوس واقفين بمواجهة الاحتلال عند الجبل وهم تحت الطخ والنار هم عندنا بكل حكام العالم بلا أي استثناء ..
بوقت اشتداد المعارك بين الاحتلال والمقاومة كانت الارض تهتز من شرق غزة لغربها ومن شمالها لجنوبها .. أصوات واحنا تحت فراشنا لم نكن نحتملها .. فما بالك برجال المقاومة .. ياترى كيف قدروا يتحملوا كل هذا وكانوا يقدروا ويفجروا آليات للعدو كنا نسمع صوت تفجيرها ونعرف إنه المعركة انحسمت ..
شو احكي لك .. يعني مين هدول المقاومين ؟ هدول اللي بصغرهم شافوا جثث اهاليهم وهي أشلاء عم تاكل منها الكلاب .. اللي شفناه مش قليل يا جو لهيك ما عاد عندنا شي نخسره .. ما ضل إلنا غير إيماننا وعقيدتنا وثقتنا باللي خلقنا منهم نستمد صبرنا وثباتنا ..
اما السلاح واللي معتقدين إننا متخلفين وهبل لحتى نصدق إنه عم يجينا عن طريق مصر فهذه خدعة وحيلة أصغر طفل فلسطيني بيعرف إنها كذب ..الكل بيعرف إنه للمقاومة طرقها الخاصة اللي ماحدا بيعرفها طرق بعيدة عن كل الشعب وعن كل الحدود ..
بتضل المسألة بالأول والآخر تجارة ..
قبضوا ثمن دماءنا يا جو من قبل ما تسيل على الأرض .. فما بالك من بعد ما سالت ؟
الأخت الكريمة اشتياق (haneya )
الحمد لله أنك بخير ..الحمد لله على سلامتكم و أرجو أن تكون عائلتك بخير ..و أقدّم تعازيّ القلبية لكم جميعا في الشهداء الأبرار , و أرجو أن يتم الله الشفاء للجرحى و الحرية للأسرى قريبا .
بعد كلامك لا أملك كلام , أنتم اصحاب الكلمة العليا لأنّ دمائكم لا زالت تسيل لتكتب قصص عار الحكومات العربية , و بنادقكم مرفوعة لتصنع حريتكم التي فقدناها نحن و لم نعد نعرف لها ملامحاً , و كرامتكم و عزنكم و صمودكم الاسطوري يجعلنا أقزام أمامكم و أمام تضحياتكم و عذاباتكم و بطولاتكم . و مهما طال هذا الليل فإن فجركم اّتٍ لأنكم تضيئونه بأرواح الشهداء و كرامة المقارمين و الصابرين من هذا الشعب المظلوم .
ـ للعلم : الأخت اشتياق صاحبة التعليق السابق هي من أهل غزة الذين كانوا تحت القصف و الدمار هي و عائلتها , و لديها عائلة كبيرة . و هي زميلة مدونة ناشطة لأجل قضيتها .
الحمد لله على سلامتكم . أنتم أفضل حال منا بكل تأكيد .
أشكرك يا جو والله يسلمك ويحفظك يارب ..
كلامك يزيدنا ثبات وقوة وثقة .. وكمان وقفات العرب وتظاهراتهم كانت دعم حقيقي لنا .. أيضاً اهتمام المدونين والكتاب والصحفيين قوى عزيمتنا كتير ..
من حسن الطالع كانت الكهرباء بأيام الحرب مقطوعة وما كنا شايفين التلفزيون لكن متابعين الأخبار عبر إذاعاتنا المحلية..
اليوم اتصل علينا رجل من المدينة المنورة وكان بيسأل إن كان وصلنا دعم من خادم الحرمين الشريفين .. قلت له إحنا ما شفنا شي .. قال يا أختي إحنا هنا معاكم بكل ما يقدرنا الله عليه بنجمع أموال ومعونات انسانية ونرسلها لكم لغزة .. قلت له خادم الحرمين بيعطي المعونات للسلطة والسلطة بالضفة ما بتبعت لنا شي ولو أرسلتوها عن طريق مصر بتروح مخازن كرم أبو سالم بأمر من السلطة ولو بدها توصلنا بتوصلنا عبر التجار يعني بنشتريها بمصاري ما بناخدها مجاناً .. قال والبضاعة الموجودة الآن بالأسواق من وين .. قلت له كلها من اسرائيل لا يوجد شي من أي دولة عربية .. قال طيب كيف ممكن توصل لكم المعونات .. قلت له لو استلمتها حكومة حماس بتوزعها على الجمعيات والمحتاجين لكن حكوماتكم لا تعترف بها..
نفسي العالم كله يعرف إنه المصداقية الحقيقية رأيناها مع حكومة حماس خاصة في أيام الحرب والدمار لدرجة إنها أرسلت من يسلم كل الموظفين مرتباتهم في منازلهم .. وبرغم قصف كل مراكز الشرطة كانت البلد تسير بأمن ونظام وكانت تسلم المخابز كل يوم حصتها من الدقيق من أجل تسيير الحياة وتجابه أي استغلال أو احتكار من قبل التجار ..
الدنيا بقت تمشي بالمقلوب .. يعني أنا اعتقدت إنه حماس طالبة كرسي في مجلس الأمن على هذا القتل والخراب والدمار مش مجرد رفع حصار وفتح معابر ..
يعني لو كان حسني فاتح لنا المعبر من أول كان كل هذا صار؟
أشكر كل وقفاتك يا جو وأنا سعيدة لأنكم اتجهتوا للمدونات الأجنبية كان نفسي أحكي لك لازم تصلوا للمواقع الأجنبية بلغاتهم .. هذا وقت طلبت منك الاستمرار بالكتابة وانت أخبرتني إنها حرب على الانترنت ..
سيدتي
الماسي التي وقعت في غزة لايد ان يدفع المجرمون الثمن عنها سواء الصهاينة و اعرب المتواطئين معهم
العدالة نحن الذين يجب عليهم تطبيقها
مودتي
معلش يا جو ح أعلق على حوار التحديث , أنا مش مصدقة أن الحوار ده بجد . هل هم يشعرون بخطورة التدوين لهذه الدرجة ؟؟, أكيد مقصود مدونين من غير العرب , مش عارفة حاسه الموضوع ده فيه حاجة مش مقتنعة بيها
سلام
بعيدا عن مقالك هذا اسمح لي صديقي
بقليل من الثرثرة
اعذرني صديقي لمقطاعتي لمهرجان التدوين الغزاوي _أن صحت التسمية_ الذي ضجت به المدونات
منذ بداية الحدث قلت في مدونتك هذه أننا سئمنا الخطابات التي لم نعد نملك غيرها
والمثير للسخرية صديقي اننا نخطب في النصر بنفس اللهجة التي التي نخطب بها اثناء الهزيمة
المفردات هي نفسها
صمود وصبر وانتصار
لا احد يعترف بمدى الهزيمة التي تلقيناها
ومدى الخسائر النفسية والمعنوية والسياسيه
التي اصابت جسد امتنا في مقتله
هكذا نحن العرب وعلى طول سنوات الهزيمة
نحتفل بنصر موهوم وننتظر جنود من السماء لم ولن نراها!!!!
ونحول كل هزائمنا المتكررة من الخليج للمحيط على مدار تاريخ العرب الحديث لأنتصارات
لم ارى في هذا المشهد المئساوي سوى قتلى وتشوهات ودمار لا يوصف
ومجموعة من جوقة البلاهة توهمنا باننا انتصرنا
لنعترف ايها الساده ونواجه حقيقتنا المرة اننا مهزومين ..مهزومين ..مهزومين
كما حدث في بيروت وبغداد وغزة الان
وبتنا نصفق لأصحاب الشعارات البراقة
ادعياء المقاومة والتحرير
واتهمنا كل من يخالفنا او يخالفهم بالعمالة والتوطوء
يا سادتي لنعترف اننا مشلولين مهزومين
لا أمل يرجى من أي دعي للمقاومة والتحرير لاننا نفتقر للارضية الحقيقة والصلبة لمواجهة متكافئة مع العدو الصهيوني والامبريالية الامريكية
لنعترف ان غزة كانت آخر القلاع التي سقطت وامسينا عراة وسيعود الجمع لممارساتهم اليومية وستغيب غزة عن الذاكرة وسينشغلون بكرنفال آخر ربما في المرة القادمة سيكون بالدنمارك ..ليسدل الستار على اطفال ودموع الثكلى وآهات الجرحى بمشافي غزة
صديقي جو اعتذر ان كان كلامي محبطاً فعندما كانت غزة تحت الحصار كان شارعنا العربي مشغول بنور ومهند ومن سيكون سوبر ستار العرب
لنعترف ان أمتنالا تملك مشروع نهضوي يمكن أن يمنحك أي بارقة لأمل ولم يبقى لنا غير اللطم ثم اللطم ثم اللطم .
ويبقى في ذهني سؤال اتمنى ان تجيب عليه
هو انك كيف راهنت صديقي على مجموعة من الكرادلة الذين يفتقرون للتجربة والوعي السياسي ليصيغوا لنا نصرا موهوم قادم من اعالي السماء؟؟
تحياتي
بلال الخطيب
صديقي بلال أهلا وسهلاً ..
ربما كان كل ما تقوله عن حال أمتنا صحيح مائة بالمئة ,و أنا و أنت نشكو و نلطم في هذا المجال منذ سنوات .. لكني من قال لك أني راهنت على فلان و فلان ؟ و إذا صحّ ذلك ..فهل راهنت أنت على مجموعة النصابين ( لن أسميهم عملاء كي لا تزعل ) في رام الله ؟ أو راهنت على السنيورة و وليد جنبلاط ليمنعوا اسرائيل أو غيرها من افتعال مذابح في لبنان أو في غزة متى شاءت و بسبب و بدون سبب ؟ أنا أراهن على كل من لازال يؤمن أن له حقّ و يريد استعادته حتى لو لم يكن يملك سوى حجر يرميه .مصيبتنا أننا لا نستطيع الخروج من الحزبية ( في فلسطين ) و الطائفية في لبنان و العراق عندما ننظر للأمور . و مشكلتنا أيضا أننا نريد أن نقفز على كل دروس التاريخ التي حدثت منذ تكوّن الأمم حتى الان .
أريد أن أسألك عدة أسئلة و في إجاباتها إجابة لسؤالك :
ـ كيف انتصر الشعب الفيتنامي ؟ و هل كان هناك تكافئ قوى بينه و بين أمريكا ؟ كيف انتصر الشعب الجزائري بعد أكثر من مائة و خمسين عام على الإحتلال ؟ وكان ثوار الجزائر ينتظرون أياما و ليال أحيانا حتى يحصلوا على كيس فيه طلقات رصاص و ليس على مدافع و صواريخ , و هل تستطيع ان تقول للجزائري الان : أنتم شعب غبي لأنكم ضحيتم بمليوني شهيد و كان عليكم أن تنتظروا حتى الان و حتى اخر الدهر ؟
ـ كيف تحررت فرنسا من النازية؟ ألم يكن ديغول يقود الثورة من بريطانيا في بادئ الأمر ؟ ألم يفقد الشعب الفرنسي مشات الالاف من الضحايا و الشهداء حتى خرر بلده ؟
ـ هل حماس هي التي حاصرت أبو عمار في مبنى المقاطعة و قتلته بالسمّ ؟
ـ هل حماس هي من أعطى الامان للمناضل أحمد سعدات ثم سلمته للاسرائيليين ليحكموا عليه بعشرات السنين من الحبس ؟
ـ هل " كرادلة " حماس جاؤوا إلى الحكم في غزة عن طريق الانتخابات أم هبطوا من السماء ؟ و هل الشعب الفلسطيني الذي انتخبهم هو شعب غوغائي لا يعرف ماذا يريد لأنه لم ينتخب محمد دحلان و رفاقه ؟
ـ هل هناك تنسيق أمني بين الاسرائيليين و السلطة الفلسطيني أم لا ؟ و انا لا اتكلم عن اتهامات أو أقاويل .انا اتكلم عن اتفاقيات معلنة .
ـ هل كان ابو علي مصطفى من كرادلة حماس ؟ و هل مروان البرغوتي كذلك ؟
ـ هل ضحكت علينا حماس حين قالت انها اّتية بمشروع مقاوم و الشعب انتخبها على هذا الاساس أم لا ؟
ـ هل يحتاج المقاومين لأن يسكروا و يعربدوا حتى نؤمن بهم ؟
ـ هل من حق اسرائيل أن تقتل متى تشاء و نحن ليس من حقنا حتى ان نقول اننا لم نرضخ لاسرائيل رغم القتل و رغم المذابح و سنظل نقاوم حتى لو بصدرنا العاري ؟ أليس خيار الشعوب في المقاومة حق مشروع ؟ و هل حقاً أنت تنتظر حتى نصبح متكافئين في العدة و السلاح مع اسرائيل ؟ و هل تظن اننا سنصبح كذلك في يوم من الايام و الهواء و الماء و الطعام مقطوعين عن كل من يقول أنا أرضي محتلة ؟
هل كان على الحمساويين و كل من انتخبهم أن يسلّم نفسه لاسرائيل كي تنعم على من بقي من اهل غزة بفك الحصار عنهم و ايصال الماء و الطعام و الادوية لهم ؟
ـ و هل تظن فعلا أن فلسطين سيتحرر منها 5 بالمائة لو حكم السلطة فيها رجال امثال محمود عباس و محمد دحلان حتى لو بعد مليار سنة ؟ و هل تعرف ان اسرائيل قتلت ( بالمفرّق ) منذ عام ألفين حتى منتصف 2008 .. سبعة اّلاف فلسطيني و اعتقلت الالاف ؟ و هل هؤلاء كلهم من حماس ؟و هل رئيس البرلمان الفلسطيني عزيز الدويك المعتقل في سجون اسرائيل كان يحمل بندقية و يقاتل عندما اعتقل ؟و هل تقبل انت باعتقال رئيس برلمان سلطة تحترم نفسها ؟
هناك مئات الاسئلة في بالي لأسألك اياها ..لكني اخيرا سأقول لك أهم شيء ..دعك من اسئلتك و أسئلتي ..و سأنتظر معك جواب أهل غزة في الانتخابات القادمة ..أليسوا هم من قتل و ذبح و تدمرت بيوتهم ؟ إذا انتخبوا حماس مرة اخرى ..سيكون لنا حديث اّخر ..و شيء اخر سأقوله ..بالنسبة لي كإنسان ..عندما يكون شعب تحت الاحتلال سوف أؤازره و لو بكلمة و لو بصوت و لو بأي شيء ..و لا يهمني ابدا ان كان المقاوم اخوان مسلمين ام اخوان مسيحيين ام اخوان الصفا ..أنا أعتبر كل مقاوم ..هو نبي و أنا مؤمن به .و أعود لأقول ..أولا و اخيرا ..الحديث هو حديث اهل غزة ..هم من يحق لهم ان يطرحوا الاسئلة و ان يجيبوا عنها .
الاسرائيليون يقيمون حربا تدوينية و ليس احتفالات تدوينية ..و علينا نحن ان نقول : و ما نفع ذلك ..لننتظر حتى نصبح أمة من علماء الذرة . ساعتها يحق لنا ان نتكلم او نفعل شيئا .
ـ المقاومة انتصرت لان اسرائيل محتلة و لانه لازال هناك من يريد أن يقاوم في فلسطين .. هكذا تنتصر الشعوب التي تكون تحت الاحتلال و الظلم و القهر ..و ستظل تنتصر حتى تطرد الاحتلال كما فعلت كل شعوب الارض التي كانت لا تملك شيئا تقاوم به مقارنة بما يملكه محتلوها .
صديقي الغالي
اولا اشكرك على ردك الجميل الذي اجهدت نفسك فيه
ولكن اريد ان اعقب على موضوع المراهنات
اولا انا لم اذكر اسماء بعينها ولم اراهن على جبهة رام الله او على شلة السنيورة وجنبلاط ومن تبعهم
دائما كنت اقول اننا وعلى جميع الجبهات لا نمتلك اي مشروع نهضوي ممكن أن يخدم العملية التحرريه ولكني رفضت المراهنة على مجموعة من الكرادلة بشكل خاص لانني اثق ومن خلال تجربتنا معهم أن كانوا في غزة او على حدود الصين
رغم انني وكلمة حق اقولها بشانهم انني لا اشكك بنواياهم الطيبة تجاه اوطانهم
ولكنني اشكك بمدى بقدرتهم ووعيهم واشكك بضيق افقهم السياسي
ربما تجربتنا مع سماحة السيد نصرالله كانت مختلفة بعض الشيء
والحق اقول ان هذا الرجل يمتلك مشروع نهضوي يعمل من خلاله ويعي تماما طبيعة المرحلة وذلك بارزا بما يمليه علينا من وقت لأخر
اما على جبهة غزة فالامر مختلف تماما والنتائج الحاليه لتدعيات ما اسموه بتحرير غزة كانت كفيله بأن نعي تماما باننا وقعنا في الفك الاسرائيلي وتحمل شعبي ويلاته
لنكن واقعين صديقي جو ولنبتعد عن العاطفة كي لا تخدعنا الشعارات البراقه والخطب الرنانة التي خطفت ابصارناواعمت بصيرتنا
غدا سترى تغير في الموقف الشعبي بشوراع غزة وسيتجهون لصناديق الاعتدال الذي يظمن لهم سلامة ابنائهم ومقدراتهم لانهم هم من ذاقوا الامرين
استشهادك صديقي بتجربة الامم الاخرى يمكن الرد عليه بطريقه مختلفه ومغايره لقناعتك
اولا واقع الحال بفيتنام من حيث الواقع الجغرافي والدعم العسكري والسياسي مختلف تماما عن واقع الحال بغزة المعزولة تماما عن العالم كما شاهدنا لذى كانت مقامرة مجنونه دفع شعبي الثمن غاليا
اما ما حدث بالجزائر ايضا كان مختلفا تماما وقصة المليون شهيد كقصة السبعة الاف شهيد بفلسطين
لأنني اعلم أن ديغول منح الجزائر استقلاله لانه ادرك ان زمن الاستعمار العسكري قد انتهى
لا ادري كيف نقول لأهل غزة اصبروا وصابروا ونضعهم بأتون النار ونحن مدركين تماما انهم معزولين عن العالم ولا نصير لهم !!!
ولم تطلق طلقه واحده على طول الجبهات العربية التي ناصرت بالكلمة فقط أهل غزة
!!
كمن يقول لهم قدموا انفسكم قرابين في سبيل الحرية التي نحلم بها وها نحن هنا في فراشنا دافئين نحلم بغد مشرق !!!
صديقي جو يقال" من ثمارهم تعرفونهم "
ان غدا لناظره لقريب وسنرى الثمار يا صديقي لندرك متأخرين أن اطفال غزة كانوا هم الخاسرين
احترامي وتقديري الدائم
بلال الخطيب
ملاحظه اخيره
لا انكر انني اتفق معك بالكثير مما جاء بتعليقك
بل واثني على مواقفك تجاه من يقاوم الان بغض النظر عن توجهاته الايدلوجيه
تحياتي
بلال الخطيب
لا على العكس أخي بلال ..ربما انا لم أعط ِ تعليقك كل حقه في الردّ ..و أعتقد أنا و انت اصبحنا نرى الكلام مكرر و النقاشات نوع من الرفاعية حسن يذبح الناس بهذه الطريقة البشعة .
اهلا وسهلا بك صديقي .
ـ لا يمكن القول ان جماعة حماس محترفي سياسة ..و كذلك لا يمكن تشبيه وضعهم بوضع المقاومة في لبنان مع المشروع الذي يواجخونه هو مشروع واحد بحذافيره ..لكن سأقول لك شيئا :
في لبنان و في فلسطين ..كان امام المؤمنين بخيار المقاومة أحد طريقين ..إما البعد عن السياسة و العمل في المقاومة فقط ..و هذا كما رأينا جميعا أوصلهم الى نتيجة واحدة و هي تسليم أمرهم سياسيا لمن سيسلّمهم واحدا تلو الاخر الى العدو ..و أحيلك الى ما حدث في ايار في بيروت عندما اقتحمت المعارضة و على رأسها حزب الله , بيروت بالبنادق و أجهضت ما سماه رئيس الموساد ( جهد ثلاث سنوات من العمل المتواصل في بيروت ) و حماية نفسها بعد ان حاول السياسيون دق اّخر مسمار في نعش المقاومة عندما عجزوا عسكريا .و ذلك بتجريدها من كل مقومات وجودها و اساليب الحماية لقادتها . و الخيار الثاني أن تصبح المقاومة منخرطة في العمل السياسي لحماية مشروعها و إلا ستضيع نهائيا ..و هذا كان له نتائجه السلبية في غزة .لأن الشباب هناك ليس لهم هذه الخبرة السياسية بالفعل .و حين نقول كلاما عن عباس ..ليس المقصود فتح ..فكتائب فتح كانت تقاتل في غزة رغم كل الخلافات الداخلية .لكن هناك قيادات كارثية يا أخي ..مرتبطة ارتباط عضوي بالمشروع الامريكي الاسرائيلي , على عكس المرحوم ابو عمار الذي دخل في المشروع التفاوضي و معه ثوابته التي حين لم يتنازل عنها حوصر امام العالم كله و قتل ..
ـ بخصوص الدول التي لا تحارب و دعمت بالكلام الجميل ..يا أخي هذه الدول لن تحارب و لا تستطيع ان تحارب ..العصر عصر مقاومات شعبية و أنا لا ارتجي شيء من هذه الجيوش الصدئة ..لكن كنت اتمنى على الدول الاخرى ان تدعم المقاومة فقط بما تفعله تلك الدول صاحبة الكلام الجميل ليس اكثر .
تحياتي صديقي بلال ..لنا حديث اخر ..استجد شيء عندي الان .
كل الحب
أقتنص هذه الدقائق لأقول شيئا مهما كان يجب أن أبدأ به :
الخاسر الأول و الأخير هو هؤلاء الأطفال و أمهاتهم و اّبائهم . هذه الحياة هي الخاسرة ..الإنسانية .. نحن نعيش في عالم من الوحوش يا بلال ..لو بقيت من الان حتى الاسبوع المقبل أصف لك الأثر النفسي الذي أعاني منه من جرّاء ما رأيته على الشاشات و ما شعرت به و أنا أحاول وضع نفسي مكان هؤلاء الناس في غزة ..لن أستطيع يا بلال ..و رغم كل هذه العلل التي أصبحت متراكمة في داخلي منذ مجازر الجنوب حتى الان ..خصوصا مجزرة غزة هذه ..إلا أن كل ما أعاني منه يعتبر رفاهية تجاه ما عاناه و يعانيه هؤلاء الناس .
ـ اسرائيل أخطر بمليون مرة من أن تنتظر منها شيئا تقوم به بحسن نية ..اسرائيل تعتمد اسلوب ابتزاز و إرعاب للبشرية جمعاء . هي ترى مقاوما في يده بي 7 أو كلاشينكوف و بدل أن تقصفه أولاً . هي تقصف أمام عينيه كل البيوت المجاورة و هي تعرف أنها مليئة بالسكان .. لا يوجد شر على هذه الأرض كالشر الذي تعتنقه و تقوم به اسرائيل ..و لا يمكن لي أن أضع لوما صغيرا على أحد في هذا العالم و اسرائيل موجودة . اسرائيل تقول لي و لك و للعالم . أنتم أمام خيارين إما التمزيق إلى أشلاء و حرمانكم حتى الموت الطبيعي . و إما الموافقة على ما أريد . اسرائيل تجعل منا جميعا ارهابيين يا بلال . رغما عنا إن كان لا زال لدينا حس ّ .. مالذي يجمعني بحماس ؟ حزبيا و عقائديا؟ أنت تعرف أني لو كنت فلسطينيا و لو اضطررت لأان أنتمي لحزب أو جبهة فسأكون في فتح لا في حماس ..لكن فضيلة اسرائيل و خطأها الأكبر هي و أميركا . أنها تجعل منك بسهولة قابل للقتال و القتل في مواجهتها و أنت تبتسم .
ـ نحن جبناء يا بلال ..و إن بقينا كذلك ( الشعوب العربية ) فنحن لا نستحق الحياة . أنا أكتب لك الان من بلد و أنا لا أجرؤ على الخروج إلى الشارع و رفع راية مكتوب عليها ( مقاومة ) أو أن أرفع الصوت .
نحن نموت ببطء يا بلال و بطريقة قذرة جدا , و لم نستطع بعد أن نحتجّ على طريقة الموت هذه .. أنا معجب بالفلسطيني ..معجب بابن غزة ..ليس لأنه يموت و يمزق أشلاء .. بل لأنه لا زال باستطاعته ( عدم الخوف ) لا زال باستطاعته المشاركة في اختيار طريقة موته و طريقة حياته ..لذلك أنا أشعر أني سخيف عندما أتكلم بلسان الفلسطيني ابن غزة ..و أشعر بالعار لو سكتت .. إنه يضعني على أبسط مفترق طرق في الحياة ..و حتى هنا على هذا المفترق ..أنا لا زلت خائفا ..عندما تسقط المقاومة . سينتهي الفلسطيني و فلسطينه إلى الأبد يا بلال ..هل هناك شيء لم يجرّبه الفلسطيني على يد اسرائيل ؟ لا شيء ..و لا زال هذا المارد يريد المقاومة ؟ هؤلاء قديسين و ليسوا بشر ..من أصغر طفل في غزة أسمعه على الشاشة يقول هذه أرضي و سأبقى عليها .. حتى كل مقاوم يخرج من بيته حاملا بندقية .. هؤلاء سينتصرون ..حتى لو حاربهم إله بني اسرائيل الذي وعدهم بتلك الأرض .
كنت أستغرب و لا أفهم أبداً عندما أسمع امرأة من جنوب لبنان فقدت ثلاثة أبناء و بيتها , و لديها ابن وحيد باقي و تقول بأنها أرسلته إلى المقاومة . لم أكن أفهم ذلك أبدا .. لكن يبدو أن علينا جميعا أن نجرّب الذل المباشر على يد الصهاينة حتى نقتنع أن الموت و نحن نقاتلهم هو أول خطوات الحياة الحقيقية لشعوبنا و لترابنا و هوائنا ..و الان أكثر شيء يزعجني في الدنيا , هو الإنتقاص من هؤلاء الناس و القول أنهم يقاتلون لأجل إيران أو لأجل سوريا ..أو لأجل خالد مشعل .. أو لأجل أي شخص أو جهة ..غير حقهم و إيمانهم بحقهم و بحريتهم .
أنا أعرف جيدا يا بلال أنك كنت كل يوم تخرج أنت و زوجتك و أولادك و حتى أصغر أطفالك , إلى المظاهرات و الإعتصامات ..و كنت تسير في الصفوف إلى جانب مناصري حماس ,و لو كنت للحظة واحدة ترى أن هناك ما يفرقك عنهم لما فعلت ذلك . أنت تختلف في الرؤية السياسية مع هؤلاء .هذا طبيعي جدا و هذا أبسط الحقوق .. لكن عند الفضايا الكبرى أنت ستكون في مقدمتهم ..هذا يعني الكثير يا بلال ..خصوصا أنه ليس هناك أحد في هذا العالم يستطيع إجبارك على ذلك ..و كان باستطاعتك أيضا أن تعلـّم ابنك أنّ حماس هي الخطر ..لكنك لا يمكن أن تفعل ذلك..مع أن غيرك في فلسطين و لبنان و مصر و غيرها . يفعل ذلك ..
لدينا عدوّ كما يفعل المساحيل في القتل ..هو يفعل كل شيء أيضا لتوحيدنا في النهاية ..
حسب الدكتور مصطفى البرغوثي في حديث له البارحة :
( قتلت اسرائيل في وقت التهدئة 540 شهيد فلسطيني بينهم 76 طفل .)
ـ هؤلاء يذهبون بالمفرّق على مذابح السلام ..لا أحد يعلم بهم .. هذا العدد هو تقريبا يعادل نصف من استشهدوا في المجزرة الأخيرة ..
اشكرك صديقي الغالي على اسهابك الجميل بالرد
واتفق معك بكل ما جاء بتعليقاتك الاخيرة ولكن ومع ذلك انا اخشى انتصار الكرادلة واخشى على شعبي من سطوتهم
منتصرين او مهزومين
وبدأت اشعر بالخزي حين بدأ البعض ينعتهم بالانفصالين وهذه كارثة كبرى اشد وطاءة من حرب غزة على مستقبل شعبنا
اسرائيل منذ البداية اعلنت انها لا تريد القضاء على حماس لأن وجود أي شكل من اشكال المقاومة وأن بدت هزيله يخدمها ويغلق امام شعبنا ابواب السلام ليبقى راسخا تحت الحصار ويغلق الباب امام المتفاوضين المخضرمين والذين لهم باع طويل في السياسة
كنت افضل ان تبقى حماس بعيدة كل البعد عن اللعبة السياسية لأن ما حدث من انقسام كان تحصيل حاصل لقرار غبي بجعل الامام رئيسا للوزراء
كنت اتمنى بقائها في خندق المقاومة
انا ارى ان المفاوض الفلسطيني قد احرج اسرائيل امام العالم وارى ان حماس خدمت اسرائيل واكاد اقسم لك ان ما يحدث الان يسعد اسرائيل ويخدم سياستها العدوانية
هي تريد حماس ولا تريد شعبنا كانت تقصف المدنيين وتفتك بهم بكل وحشية والنتيجه بدأت ظاهرة للعيان
حماس تعلن نفسها حكومة شرعيه وتسحب البساط من تحت عباس ...اي كارثة اكبر من هذه؟؟وأي انقسام مدمر سنعاني لسنوات طوال ؟؟
واخشى أن يعلنوا غزة دولة فلسطينية يحصرها الاخ والعدو والبحر وهذا شيء بت اتوقعه بأي لحظة
انا قلق جدا على مستقبل شعبنا بسبب سياسة ابنائها وهذا القلق بداء يشعرني بالخطر حتى على ابنائي
لا فرق بين اطفال غزة وولدي ابن الاربعة اعوام
كنت اراه بعيونهم بتسألاتهم بصيحاتهم بالجثامين المحترقه
سار معي فعلا بالمظاهرة وتابع معنا ما كانت تبثه الفضائيات وادرك منذ نعومة اظافرة بشاعة اسرائيل
وقد يكون قلقاً اكثر مني
لم يعد العالم كما كان بالسابق لا بذهني ولا بذهن ولدي ولا حتى بذهن اي انسان سوي..بل لن تعود حالتنا كما كانت قبل غزة
اكاد اقسم اننا مقبلين على كارثة اشد من سابقتها أن لم يعي الفرقاء وحماس تحديدا خطورة المرحلة القادمة
قال احدهم"يا نار كوني بردا وسلاما على غزة "
احترامي صديقي الغالي
بلال الخطيب
أخي جو
أو حنا السكران
..
تحية
إستفزني حوارك مع الصديق بلال
أحس أنك لا زلت مسكوناً باللغة الخطابية و الإنشائية .. أنت مفتون بالمصطلحات و القوالب المفخمة للغة العربية ..
مقاومة .. مقاومة .. ما أجملها من كلمة مثيرة و كأنها مفردة منزهة عن الهوى و وقائع الأرض .. لن يعجب كلامي هذا هواة الهتافات الجاهزة ، سأنزل على الأرض و أحاول تقريب الصورة من الواقع .
مقاومة الشعب الفيتنامي كان ورائها إمتداد جغرافي طبيعي تغذيه قوة و تسليح الأعظمين : الإتحاد السوفياتي و الصين الشعبية معاً
و مقاومة حزب الله كان ورائها إيران و الخطوط السورية البرية و البحرية في تأمين الحزب بالسلاح الإستراتيجي
و لكن ماذا عن حماس ؟؟
من أية أنفاق ضيقة و معابر مكشوفة تحصل على السلاح ؟ و أي أفق حولها لتتحرك و تقاتل ؟
لم أعد أفهم معنى النصر أو الهزيمة في هذه المعادلة غير المتكافئة !
هل سبعة آلاف بين قتيل و جريح تُعد نصراً أمام 14 جنديا من الطرف الآخر ؟؟
هل انتصرنا باللغة الزاخرة بأفعال التفخيم و الفخر و الحماسة ؟
لم ننتصر و كانت هزيمتنا ساحقة
و لن نكرر أن إسرائيل فشلت في القضاء على حماس هذه كذبة كوجود حماس أصلاً
لقد قضت على كرامتنا و شعبنا و كياننا العربي الهش الجاهز للتداعي في أية هجمة من الأعداء
و كل مظاهراتنا من نوع الأنين العلني و الضراط عالبلاط
أن نعترف بالواقع أفضل من أن نتسلح بأحلام غبية غير واقعية
كما حدث في ال 67 سقطت البلاد و ظلت الأحزاب .. يا للفشل المهين
و يالضياع البلاد و العباد
المهم أن صورة الزعيم العربي ظلت فوق رؤوسنا .. و هانحن نراهم عجائزنا و شبابنا من الزعماء يستعرضون علينا ماحفظوه من مواضيع الإنشاء المدرسية في مؤتمري القمة في الدوحة و الكويت و يخرجون بلاشيء
لتدمر إسرائيل ما شاءت و سندفع ثمن التدمير ؟؟!! وهي فرصة لمختبرات البنتاغون لتجرب فينا أسلحتها الجديدة بيد إسرائيل .. و سندفع و نبني المباني من جديد !! و لكن من سيعيد بناء الإنسان فينا؟
أرقامنا .. شهدائنا ، قتلانا ، جرحانا .. لا تعني شيئاً
المهم عندنا الإنتصار المعنوي !!
ملعونة هذه اللغة العربية كيف تستطيع أن تقلب الحقائق و موازين القوى
عاش الوطن العربي المعنوني
عاشت اللغة العربية
ولا عزاء لأهل و لأمهات الشهداء و الجرحى
الصديق العزيز الأستاذ عصام طنطاوي
مسا الخير ..اشتقنالك :
بخصوص أني مسكون باللغة الخطابية ..أنا لا أبرئ نفسي من ذلك و لا أخجل منه ..اللغة هي وصف لواقع كما أراه أنا . و أنت تملك لغتك التي قد تختلف حسب توصيفك أنت للواقع , و هذا حقي و حقك .. هذه اللغة ورثناها عن عظمائنا من الشهداء والكتاب و الشعراء المناضلين .. فلسطينياً, منذ الشهيد غسان كنفاني و فدوى و ابراهيم طوقان و إميل حبيبي و توفيق زيّاد و غيرهم و غيرهم و صولاً و ليس انتهاءً إلى الشهيد محمود درويش ..عرّاب الأدب المقاوم .لذلك هذه ليست تهمة و أنا أقول ورثناها و لا أدّعي غير ذلك , فأنا أصغر من أن أكون استمرارية لأقلّ واحد كتب للقضية و عن القضية .و هذه اللغة كان يرددها الراحل عرفات لاّخر لحظة في حياته . و لدى الصهاينة لغتهم التي تشبهها في الظاهر و تختلف عنها كثيرا في المعنى و الهدف و الغاية و الصدق .
ـ أدرك جيدا العمق الذي كان لكلّ شعب مقاوم . لكني لا أدرك أبداً هذه المعادلة التي تطلب من الفلسطيني أن يكون محاصراً حتى في لقمة عيشه , ثم نـُعيّره بأنه ليس لديه الإمكانيات .. كيف ستكون لديه الإمكانيات إذا كانت اسرائيل و مصر تحاصرانه حتى في لقمة عيشه ؟ وضع الفلسطيني أمام معادلتين : إما أن يـُقتل من الجوع و الذل و الإصطياد بالمفرّق سواء كانت تحت السلطة الوطنية الفلسطينية أو تحت سلطة حماس و إما أن يموت بالعشرات و تـُمزّق أطرافه و يـُقـطـّع أشلاء .. حسناً .. هناك فلسطينيين يحاولون خلق معادلة جديدة .. هم منوطين بالأجوبة ..أنا لا أستطيع أن أجيب عنهم , أنا أقول رأيي و رؤيتي ..لا أستطيع غير ذلك ..الأمريكي و الكوبي و الأرجنتيني و الفرنسي و النرويجي ..كلهم يقولون رأيهم بقضية الشعب الفلسطيني . كلّ حسب رؤيته و قناعته ..و أنا أقولها كإنسان و كعربي ..و أنت مثلي ..تقول رأيك و رؤيتك كإنسان و كعربي و كفلسطيني كنت يوماً في داخل الحركة الفلسطينية المقاومة .. أحترم رأيك و أقدره و أنت أقرب مني إلى عمق القضية و الشعب ..و قد تناقشنا كثيرا سواء مباشرة أو من خلال ما نكتبه ..و أنا رؤيتي واضحة فيما أكتبه ..و هي لا تقدم و لا تؤخر في الميدان ..هناك من يكتب بالدم وهناك من يكتب بالفوسفور و اليورانيوم.. لا أستطيع أن أقتنع بنظرية أنّ على الفلسطيني لأنه عاجز و لأننا أعجزناه .. أن يسجد للربّ الصهيوني و يـُقتل في كلّ الحالات دون أن يرفع حتى صوته ..منذ حوالي عشرين عام حتى الان .سارت منظمة التحرير في طريق السلام و لم تجنِ سوى قتل قادتها و رموزها و شعبهم .. الفلسطيني مقتول مقتول في نظر اسرائيل ..طالما هو فلسطيني ..و حتى حين يصبح اسرائيلي داخل الخط الأخضر ..يـُحرم من أبسط حقوقه السياسية و الإنسانية . و الان صدر قرار بمنع عرب 48 من تشكيل الأحزاب الناطقة باسمهم و بتطلعاتهم ..و ليفني قالت قبل الحرب الأخيرة بأيام أنه عندما تقوم أي دولة فلسطينية ..على هؤلاء أن يرحلوا من هنا كي تكون دولة يهودية صافية ..مع هذا العدو ..لا يمكن الحياة ..و ستبقى كلمة المقاومة إلى أن تعود فلسطين إلى قواعدها سالمة ..الاّن أو بعد ألف عام .
ـ أنا الاّن أرى أن دوري يكمن في إيصال أي كلمة أو صورة أو شريط فيديو إلى العالم أجمع من أجل تغيير وضع قائم في يوم من الايام ..الاّ، أو بعد عشرات السنين , و أنا أقوم بذلك في مواقع على النت و هنا أفشّ خلقي كإنسان يقول قناعته .. لا يمكن أن أشعر أني محروم من ذلك أيضا .أنا أتحدث باسمي لا باسم أهل غزة . لا أحد في هذا العالم يستطيع أن يتحدث باسم من يضحي و يموت و يقاتل و يـُقتل . لكن . لكلّ شعب قريب أو بعيد . خطابه و شعاراته و مفرداته ..هل علينا أن نلعيها أيضا الان و نستبدلها بعبارات جديدة من قبيل ( إذا كان في المقاومة موت فلا نريدها ) ..و في السلام موت أيضا .. ألم نلحظ ذلك بعد .. بل السلام مع هذا العدو فيه ذلّ ثم موت ..ليس موت فقط .
لا أريد أن أكرر نفسي ..رأيي عبّرت عنه دائما فيما أكتب .. قد يكون خاطئ تماما ..لكن هذه قناعتي ..و أنا أخجل من كل حرف أكتبه حين أشاهد صور المذابح في غزة ..أخجل من عجزنا جميعا ..و ليس من رأيي .. خلاصة رأيي بعد كل هذه المشاهدات المؤلمة ..أن اسرائيل لا يمكن أن تعيش ..و أن الصهاينة يزرعون فينا ثأراً لن يموت و لن يـُنسى ..الان هم يمارسون نفس ما مارسه النازيون معهم ..و سيحصدون في يوم من الأيام ما زرعوه ..
تحياتي و احترامي ..
العزيز بلال
كلّ المخاوف مشروعة .. هنا المصيبة ..المنطقة مفتوحة على كلّ شيء .. و هذا الصراع سواء العربي - العربي أو الفلسطيني - الفلسطيني ..أو صراع الشعب الفلسطيني مع النازيين الجدد الصهاينة .. أصبحت صراعات مفتوحة على كل شيء ..و كل أنواع المخاوف أصبحت مشروعة و واردة .. هذا الذبح و هذا السكوت على الذبح و هذا الإشتراك في الذبح .. و تغطية الذبح ..و الأمم المتحدة التي لا تستطيع أن ترفع رأسها في وجه هذا الذبح .. كل هذا يـُهيّئ لمستقبل أسود .. سنرى تطرف قادم لم تر له البشرية مثيلا ..على ما أعتقد .. هذا اعتقاد ليس أكثر ..
صديقي العزيز حنا
يبقى السؤال مدوياً
هل انتصرنا فعلاً ؟
وكيف ؟
و من قُتلوا و قًتلوا ؟!
لا أعيب المقاومة لنقص في إمكانياتها
ولكنني أتحدث عن الوقائع على الأرض و ليس في الشعر
يهمني الشعر و كثيراً ما يؤجج في الحماسة و لكنني عندما أخلو لنفسي أقول : آه
كم خسرت و كم من أنات المذبوحين تحاصر يومي و منامي
كم أبكي إحساسي بالضياع و الهزائم
جيلاً بعد جيل
جميل أن نحتفظ بالأمل
و منطقي أن لايمنعنا الألم من فهم الواقع
نحن مهزومون و الدنيا ضدنا و نحن ضدنا
و أن الواحد منا يحمل ضده
أمة عربية على وشك التلاشي برغم كثرة أعدادها و التي لا تعني شيئاً كما الأمة الإسلامية أيضاً\هباء يجر الهباء
والله أنا أفهمك جيداً يا صديقي ..و معاناتي و أنا في خلوة مع نفسي دائماً ( ربما أنت أفضل حال مني ) هي فوق ما يمكن أن أستطيع وصفه لك .. عناك هزيمة في داخلي لا يمكن شرحها ..لكنها لا تشبه في أي حال من الأحوال و لا تقترب من شعور أي فلسطيني بالنصر أو القهر أو الهزيمة أو ما يراه يعبّر عنه بالفعل ..
لا يستطيع أحد أن يقول أننا انتصرنا عسكريا ..قبل لحظات من وصول تعليقك كانت المذيعة تطرح على الوزير السابق ( ألبير منصور ) و هو وزير دفاع لبناني سابق ,,سؤال : هل انتصرت المقاومة الفلسطينية عسكرياً ؟ أجابها : انتصرت بأنها لم تـُهزم .. أي بمعنى أنها مقاومة ذات إمكانيات ضعيفة و ظلت تطلق صواريخ و تشتبك حتى اّخر لحظة .. هذا عن المقاومة ..أمّا الشعب ..هنا عجيبة العجائب يا عصام ..ترى امرأة فلسطينية تصل بابنها الجريح إلى نعبر رفح فتقابلها مذيعة و تعزّيها بأبنائها الثلاثة الشهداء فتقول : نحن لا نقبل العزاء بشهدائنا ..فلسطين مهرها غالي ... و نحن مستعدين للدفع ..
ـ نحن فقط مهزومين يا عصام .. رغم كل تلك الدموع في ماّقي أهل غزة ..لا أرى الهزيمة في عيونهم .. أقسم أنهم ( و أهل الجنوب ) علموني دروساً لم أكن لأتعلمها في حياتي .. هذا عن بعد .. فكيف لو رأيتهم عن قرب ,.
ـ هناك فتاة لبنانية اسمها نتالي أبو شقرا ..من حركة ( غزة الحرة ) التي كسرت الحصار ..ذهبت إلى غزة في بداية الحرب و رفضت العودة ..كانت و لا تزال تكتب يومياتها من هناك ..من بين الأشلاء و من تحت القصف ..أقامت مع عائلة غزاوية طيلة فترة العدوان و حتى الان .. هناك أمور لا يحتملها عقل ..لكنها عادية جدا عند أهل غزة ..أو أهل فلسطين .. سأجلب لك عنوان تلك الفتاة الان .
ناتالي أبو شقرا
http://gaza08.blogspot.com/
كنت سأتصل بك لتتحدث مع أصدقائي زهير أبو شايب و يوسف عبد العزيز و فوجئت أن الخط الثاني مفصول
والله أكثر ما أشتاق إليه ..هو جلسة معكم جميعا ..سهرة طويلة ..نقول فيها الكثير من الكلام المؤجّل ..و نخفف فيها القليل من كثير الشوق المستمر .
سلامي و محبتي لأساتذتنا الكبار و لك يا صديقي الكبير و الجميل .
الاصدقاء عصام وجو
بما ليس فيه مجالا للشك أن اسرائيل هزمت اخلاقيا حتى امام انصارها مما يعزز موقف شعبنا الاعزل امام الرأي العام العالمي
احترامي وتقديري
بلال الخطيب
و هذا ما يجب أن نحارب لأجله الان ,. أن لا نجعلها تحوّل هذه الهزيمة إلى نصر بأكاذيب جديدة تلقيها في وجه العالم ..هذه بداية النهاية الحقيقية لهذا الكيان المشوّه .. هكذا كانت بداية نهاية النازية و الفاشية ..الهزيمة الأخلاقية .. هذه أول مرة يتضح الوجه الحقيقي البشع لإسرائيل أمام كل الرأي العام العالمي بهذه الصورة .. صدقني هذه هي بداية النهاية يا صديقي .. سينتصر هؤلاء الشهداء في نهاية المطاف .
ـ هؤلاء الكلاب يحفرون قبورهم بإيديهم ..و تلك المذابح التي سجّلوها كانتصارات ..هي من سيدق المسار الأكبر في نعوشهم .
ـ حين وضعت صور الهولوكوست التي فيها مقارنة بهولوكوست غزة في مقال سابق ..خلال ساعات قليلة حصلت مئات الزيارات لمدونتي من اوروبا و أمريكا اللاتينية و الولايات المتحدة و غيرها ..و حين تتبعت أحد الروابط التي أتى منها بعض هؤلاء ( بدأوا بالقدوم من مواقع اسبانيا ) فوجئت بموقع اسباني مهم قد أفرد مساحة مقال و وضع فيه رابط الصور في مدونتي بنفس عنوان المقال .. و حين ترجمت التعليقات المكتوبة هناك ..وجدت أحدهم يقول عني ( يبدو أن صاحب الموقع هو من المغاربة المتعاطفين مع الفلسطينيين ) باعتبار أن لديهم الكثير من الأخوة المغاربة هناك .. فردّ عليهم اسباني اّخر بالقول ( سواء كان من المغاربة المتعاطفين أو من غيرهم ..هذه الصور تتحدث عن نفسها و هي فظيعة و مؤلمة و قاسية و عار علينا إن سكتنا على هذا القتل بعد الان ) . لم يكن أحد إلا القلائل جدا يجرؤ على قول كلام ضد هؤلاء الأوباش الصهاينة قبل سنوات قليلة مضت . محرقة غزة ستصنع تاريخ جديد للإنسانية .
شكرا يا صديقي ..كل الحب .
صحفي صهيوني: هزمنا في الحرب ومنحنا نصراَ مؤزراَ لحماس
التاريخ: 27/1/1430 الموافق 24-01-2009 | الزيارات: 1265
المختصر /
المختصر / ذكرت صحيفة روسية معروفة تصدر بأمريكا بتشددها للصهيونية العالمية وسيطرة اللوبي الصهيوني عليها بمقالها بالصفحة السابعة بعنوان ( هل هذا نصر ) سيتم هنا ترجمة بعض ما جاء بهذه المقالة علما أنه بعد نشر هذه الجريدة تم سحبها من الأسواق بسبب هذه المقالة :
قال الكاتب :
إن كنا ذهبنا الى غزة لإعادة شاليط ،،،، فقد عدنا بدونه
إن كنا ذهبنا الى غزة لوقف الصواريخ ،،،، فقد زاد مداها حتى أخر يوم وزادت رقعة تهديدها
إن كنا ذهبنا الى غزة لإنهاء حماس ،،،،، فقد زدناها شعبية واعطيناها شرعية
إن كنا ذهبنا الى غزة لإحتلالها ،،،،، فقد ذكرنا أن قوات النخبة لم تستطع التوغل متر داخل غزة
إن كنا ذهبنا الى غزة لنظهر أن يدنا هي العليا ،،،، فقد توقفت الحرب عندما قررت المقاومة وليس عندما قررنا
إن كنا ذهبنا الى غزة لنستعرض قوتنا ،،،،،،، فقد كان يكفي إجراء عرض عسكري في تل ابيب .
إن كنا ذهبنا الى غزة لقتل قادة حماس ،،،،،، فقد اغتلنا اثنين من بين خمسمائة قائد في الحركة .
إن كنا ذهبنا الى غزة لنكسب تعاطف عالمي،،،،،، فقد انقلب الرأي العام العالمي ضدنا ومن كان معنا صار ضدنا
إن كنا ذهبنا الى غزة لنعيد الثقة لجنودنا ،،،،،،، فقد زدناهم جبنا كما زدنا مقاتل المقاومة ثقة بنفسه
إن كنا ذهبنا الى غزة لنثبت قوة الردع ،،،،،،،، فقد تبين ان السلاح بيدنا لا نجيد استخدامه على الارض بتجربتي 2006 + 2008 ولم نردع حزب الله و لا حماس وزادت تهديدات وكبرياء قادة حماس والله أعلم من القادم بعد انتشار هذه الثقافة بين شعوب المنطقة وهي ثقافة المقاومة والقدرة على الوقوف بوجوهنا ولا ننسى أنه خلال جميع لقائاتنا اثناء الحرب بهدف التهدئة لم نسمع طلب لحماس و لا مرة ايقاف اطلاق النار حتى طلبناه نحن فدعوني اسأل (( من ردع من )) ووالله اعلم يوجد الان ثمانمائة ألف اسرائيلي وهم سكان الجنوب إذا ذكرت اسم حماس أمامهم ارتجفوا وذهبوا للملاجئ (( فمن ردع من ))
ويكمل الكاتب الأهداف و النتائج التي توصلوا اليها ويختم قوله :
-إن هذه الحرب كلفت الكيان الصهيوني مبلغ عشرة ونصف تريليون دولار وهي قيمة ما تم دفعه على الحملات الإعلانية على مدى 40 عاما لتجميل صورة اليهود بالعالم فبخلال 22 يوم دمر الجيش الإسرائيلي كل هذه الحملات كما أن هذه الارقام لا تشمل كل مبالغ تكلفة الحرب.
-كما لا تشمل الخسائر البشرية التي تكبدناها (عسكريين بالجبهة ومدنيين من الصواريخ) قال الكاتب عنها حرفيا ( خسائرنا البشرية بالحرب على غزة أنا أعرفها وأولمرت وباراك يعرفاها وجميعا ممنوعين من التصريح عنها )
وأنهى مقاله بالقول هذه النتائج كلها تدعونا بالقول ( كفانا كذب نحن لم ننتصر).
المصدر: فلسطين الآن
ـ نقل الخبر : مهندس مصري
مقالك الجديد ادهشني وجعلني اتسأل هل تقصدنا بالوسطيه؟؟ :)
اقسملك يا جو قد اكون اشد تطرفا من غيري ولكن رائحة الدم واللحم المحترق لأطفال غزة باتت تؤرقني وكما قلت لك لم يعد العالم بنظري كما كان قبل غزة
ولم اكن يوما ضد المقاومة واحسدهم عليها لاننا وانت مثلي لا نقدر حتى ان نرافع راية المقاومة على اسطح بيوتنا
ولكن كلما سمعت تصريحا صادر عنهم لم اكن ارى به اكثر من خطبة جمعه
من هنا اطلقت عليهم بالكرادلة
حالي ليس افضل من حالك ان كنت في بلد لا يسمح لك بان تتظاهر انا كذلك بلحظة واحدة يمكن ان يصادر جوازي ورقمي الوطني حينها اصبح مثلك مجرد وافد والفرق بيننا انك يمكن ان تخرج وتعود لبلدك اما انا فسأبقى معتقلا في هذا البلد محاصرا برزقي المثير للسخرية ان اصحاب الجوازات المؤقته لا تتقبلهم بلادنا العربيه وهنا تدخل في حصار غزة رغما عن انفك
حين كنت في مصر اطلعت على وثيقة السفر المصريه التي يحملها صديقي الفلسطيني هناك جاء فيها
"يحق لحاملها السفر لكل الدول سوى الدوله المانحة!!!"
بمعنا خروج بلا عودة ..وحصل ذلك حين سافر ليعمل بدولة الامارات وعندما قرر العوده رفضته مصر رغم ان امه وزوجته من اصول مصريه تحت مبرر غير مرغوب بدخوله للأراضي المصريه
وامضى سبعة وعشرون يوما بالاجواء العربيه حتى اطلقت عليه احدى المضيفات بالمبعوث الفلسطيني
عندما نتكلم عن حصار غزة علينا ان نتذكر حصار الشعب الفلسطيني بكل الدول العربيه
حصارنا هنا اشد وذبحنا في معظم العواصم العربيه لا يقل شاءنا عن مذبحة غزة
وسيبقى ايلول الاسود وما زال حيا بالذاكرة وكم من ايلول وايلول تكررت احداثه بكثير من الدول العربيه
تحياتي
بلال الخطيب
صديقي بلال
لا لا يا صديقي لا والله لم يخطر لي ان اقصد أحداً هنا في هذا المجال..غير المشار اليهم ( الكتلة الوسطية ) التي يجري الخديث عنها في بيروت للتأثير على الجنرال عون بالانتخابات ..و هذه المقال أو ربما ( السكتش ) كتبته قبل ايام و نـُشر في احد الصحف قبل نقاشنا هذا ..
يا صديقي أنا أدرك جيدا كل هذا ..أصلاً هل انا أتمنى أن تـُطلق رصاصة في هذا الدنيا حين اقول اني مع المقاومة؟طبعا لا ..بل أحلم بعالم كله سلام و ألفة و احترام و محبة بين الناس ..لكن هذا الظلم الذي نراه و نلمسه و هذا القتل و إباحة دماء و اموال و كرامات الشعوب هو ما يفعل بنا كل هذا ..و انا مثلك ..محرقة غزة نقلتني خطوات الى مكان جديد في التفكير و النظرة للاشياء , و هذا ما قصدته حين قلت لك ان هؤلاء الصهاينة يجعلون منا جميعا متطرفين .
انا افهمك جيد يا صديقي و اقهم ما ترمي اليه عندما تتحدث كما أفهم صديقي عصام ..أفهم صدق النظرة و الغاية من الحديث و الرأي .. يعني غير لما اتناقش مع أصحابنا الحزبيين و الطائفيين الذين يريدون التحالف مع الشيطان لإنهاء المقاومة لمصلحتهم و ليس حباً بالناس و الوطن .
تحياتي يا صديقي ..و أكرر و اقول ..لا علاقة ابدا لا من قريب او بعيد بين المقال الجديد و بين نقاشنا .أبداً .و لا حتى في قرارة النفس أو التفكير البعيد .
الحوار قيم فعلاً وتطرق لأشياء كثيرة أوضحت لي الفرق بين ما نشعر به ونحن هنا في داخل القطاع وبين ما يشعر به من هو خارج القطاع ..
لمست أن ما يقابلكم من أحداث يترك أثر كبير في نفوسكم في حين أن اعتدنا نحن تلك المواقف ونحن نعلم جميعاً أننا ليس بعيدين عما حدث للآخرين .. ولكن قدر الله وما شاء فعل ..
كنا جميعاً متأهبين بانتظار الموت في أي لحظة .. بانتظار البتر أو بمعنى آخر الإصابة ..
نحن انتصرنا فعلاً والدليل على ذلك أننا كنا على علم تام بأن الحرب لن تستمر أكثر من خمسة وعشرين يوم تقريباً وهو المدة المتبقية لولاية بوش لعنه الله وأجحمه في نار جهنم .. بوش هو من أدار عجلة الحرب وبتمويل شرس من الخزينة الأمريكية .. نهبها حتى يتخلص من حماس ويرد على كلمة أبو العبد هنية حينما قال له يوم الانطلاقة الواحد وعشرين لحماس سقطت يا بوش ولم تسقط حماس .. ثاني يوم كان منتظر الزيدي بيضرب بوش بالجزمة والراجل أحب إنه يرد اعتباره ..
كمان نقطة ثانية لفتت نظري في خطابه لما قال عن ليفني هاي اللي طلعت لنا في السحبة ونوه لأنه إسرائيل عايزة ترحل أهل الثمانية وأربعين على غزة وإحنا بنقول لهم إحنا في غزة اللي رح نروح لأرض وأهل الثمانية وأربعين ..
إحنا فوجئنا بوحشية الاحتلال الغير مسبوقة وأدركنا إنها بموافقة عربية قبل ما تكون أجنبية .. بموافقة وطنية من أهلنا وحكامنا اللي هم مفروض يدافعوا عنا .. يمكن لهيك لم تكن المعركة كما نريد .. فمن حق المقاومة أن تحافظ على نفسها وألا تلقى بنفسها لقمة سائغة للاحتلال .. انتظرنا من المقاومة أكثر مما قدمته ولكن نحن أيضاً لا نريدها أن تفنى وتجتث .. أقصد وحشية الاحتلال كانت مقررة سواء على المدنيين أو على رجال المقاومة .. فالمدنيين مستهدفين ضمن خطة الحرب ..ولم يكن بمقدور رجال المقاومة درء قصف الطائرات بأي شكل كان ..
اللي جعلنا نشعر بالقهر أكثر شي هم العملاء .. من كان يدل الاحتلال على أماكن يستهدفها الاحتلال لأي سبب كان .. مين كان يدلهم على المقاومين غير العملاء ..
كانوا اثنين من المجاهدين عم يزرعوا ألغام بالمجاري وهم عم يزرعوا أجا فيهم صاروخ قتل أحدهم وأصاب الآخر .. ووقتها واحد من أهل الحارة صرخ وقال يا عمي روحوا من هان هنا المنطقة ملغمة بالجواسيس .. يعني إحنا لو مافيش ما بيننا جواسيس لكنا انتصرنا بحق وحقيقي ..
صحيح احنا لا نمتلك ما لدى الاحتلال من عدة وعتاد عسكرى وتطور تكنولوجي لكن إيماننا بحقنا واستعدادنا الكامل لملاقاة وضرب العدو هو كان سلاحنا الأقوى من سلاحهم ..
كنا نتابع المعركة عن قرب ونسمع أصوات التكبير بعد عدة دقائق لا تتعدى النصف ساعة كانت تتفجر العبوات الناسفة بالآليات الصهيونية ونعرف وقتها انه الاحتلال رح يتفشش في بيوتنا ..
كانوا يتسلوا الجنود الصهاينة ويختاروا أهدافهم عبر مزاجهم .. هذه سفاهة منهم .. ووقاحة ومش أخلاق عسكرية (لو هم بيفهموا أساساً شو معنى العسكرية) ..
لو كانت المعركة رجل لرجل وسلاح لسلاح لما شهد العالم كل هذا الدمار .. لكن أرجع وأقول احنا مبيوعين وانقبض ثمن دماءنا قبل ما تسيل .. لدرجة إنه القنابل الارتجاجية أجت للعدو من على أرض دولة عربية صديقة (للشعب الفلسطيني) ..
أنا لما قرأت شو القنابل والمتفجرات والصواريخ اللي استعملها العدو في أرض غزة انذهلت .. شيء لا يستوعبه عقل ..
القنابل المضيئة أول مرة استخدمها العدو كان الساعة اثنى عشر وقت بدء سنة ميلادية جديدة .. المذيع بيقول الاحتلال بيحتفل على طريقته ببدء السنة الجديدة .. بصراحة لسة ما كنش يعرف شو اللي بيصير .. قال يمكن هذا احتفال خاص فيهم .. بعدين قال الضباب عم يلف المقاومين هاي معجزة الهية .. بعدين قال السماء فيها دخان أو ضباب مش عارفين شو هذا .. بعدين قال الاحتلال بيضرب قنابل غاز وريحة الغاز كريهة جداً وبعدها يضرب نار تخلي الغاز يشتعل ويحرق بيوت الناس .. وبالآخر اكتشفنا انها قنابل حارقة وانها فسفورية وياويلنا منها ..
وبرضه حركات المقاومة كتر الله خيرها على كل ما قامت به من مجهود فردي .. يعني وبلا خجل أنا أقسمت بالله العظيم أن أسجد لله سجدة شكر إن ضرب حزب الله العدو وفتح عليه جبهة حرب تانية لكن أبداً .. والصاروخين ياللي انضربوا من جنوب لبنان طلعوا فشة خلق ومش معروف مين ضربهم ونفى حزب الله تحمله لمسئوليتهم ..
لكن بصراحة هيك أفضل .. لأنه أثبتنا للعالم كله أننا وحدنا قادرين نصمد في الميدان .. ومن وجهة نظري إحنا انتصرنا لأننا لم نزل غصة في حلق كل الأعداء .. كذلك لذات السبب الذي ذكر في تلك الجريدة الروسية ..
والله انت ما قصرت أبداً يا جو .. عملت كل اللي بمقدورك وقدرت توصل صوتك حتى للعالم الغربي .. شو بدنا أكتر من هيك .. هذا بحد ذاته انتصار لنا ولقضيتنا.. انتصار لحزنك وقهرك وغضبك .. أن يعرف العالم الوجه الآخر للحقيقة .. أن يعرف الصهاينة أن بمقدور العرب أيضاً الوصول إلى عقول الآخرين .. أساساً كونك غير فلسطيني هذا فخر كبير لنا يا جو ..
والله العظيم إني جد فخورة بيك .. لأنك انسان صادق مع نفسك ومع الآخرين .. ولأنك مقتنع برأيك وتدافع عن قضية هي من حق كل شعوب الأرض المقهورة والمظلومة .. عن حق المقاومة والدفاع عن النفس .. بيقولوا جيش الدفاع الإسرائيلي .. يا عمي لو هو دفاع شو الهجوم لكان؟
معلش طولت عليك لكن أنا حبيت أقول رأيي .. وبكرة لما تصير انتخابات بصراحة أنا مارح أنتخب حد تاني .. هيك وعدت الله وأنا أتوسل إليه قلت له يارب سامحني لأني رحت وانتخبت وأوعدك ما رح أنتخب حدا تاني (هذا وقت الدبابة كانت على راس الشارع والطائرات فوقها والقصف على كل شكل ولون وصوت واتجاه وكل شي من حوالينا عم يهتز ويتزلزل.. يتساقط ويتكسر والبيت يموج يمين وشمال والله لا يحطكم مطرحنا وقتها .. لكن سبحان الله بوقت قليل سمعنا تكبيرات رجال المقاومة وأعلنوا عن تدميرها وهروب الجنود الصهاينة ..
إرسال تعليق