الثلاثاء، 13 يناير 2009

أطفال غـزّة .. أنبـياؤنا الجدد



"أورشليم... أورشليم... يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اليك"

[ لوقا 13/ 34 – 35 ].

تلك هي العبارات التي وصف بها السيد المسيح، ذات يوم من أيام "زمن البشارة"،

واقع الحال في تلك المدينة العظيمة... مدينة الوحي والنبوءات... مدينة القدس.

تلك هي العبارات التي تختصر التاريخ... كلَّ التاريخ... فتضعُ الإصبعَ على جماعةٍ

لم تشأ أن تنتمي الى فكر السيد المسيح... بل الى حقيقة الكشف الإلهي...!؟

إنها الجماعةُ عينها التي هدَّدته بهيرودس... والتي ما تجاوبت يوماً مع رسالات

ألأنبياء. هم أنفسهم، هؤلاء الذين قصدهم يسوع الناصري... هم أنفسهم، أحفادُ

أولئك الذين أنكروا الوصايا عند جبل سيناء... ليعودوا الى الوثن.

هم أنفسهم... من "حكاية يوسف" الى "ملائكة غزَّة"... مروراً "برأس يوحنا"

(يحيى النبي) وهتافاتٍ بأن "أصلبوه..." وتعكيرٍ على رسالة الإسلام منذ انطلاقتها

الأولى.

لن يُكتب لإسرائيل أن تستمر...

لن يُكتب للذهنيَّة الأحاديَّة الإلغائيَّة، والتي تطلق على نفسها زوراً "شعب الله

المختار"؛ لن يكتب لها أن تدوم.

لن يُكتب لقتلة الأنبياء والمرسلين أن يعودوا بالعالم الى زمن ما قبل الشريعة...

الى الغاب...!؟

لن يُكتب للظلم أن يدوم... والعدائيَّة والهمجيَّة والبربريَّة لا بد أن تسقط أمام

عظمة الشهادة وقدسيتَّها... فالزمن، وإن غفَل، ليس للشيطان... لن يكون

للشيطان زمن...! الزمن هو زمن الروح... والروح أزلي سرمدي.. إنه الله عزَّ

وجلّ.

أطفال غزَّة... ملائكتُنا الصغار... أنبياؤنا الجدد.

ماذا ينتظر العالم من سفاكي الدماء...!؟

وماذا ننتظر نحن من عالم يسمِّي المقاومة إرهاباً...!؟

فإذا لم يتحرك العالم لوقف أكبر جريمة في التاريخ..فباطلةٌ كلُّ الشرائع والمواثيق.

وباطلٌ هو الإنسان الذي لم يعد على صورة الخالق...

أنْ يوقِفَ العالمُ هذا الهولوكوست القذر... فهذا أبسط واجباته... أما أن يقف

موقف المتفرِّج، الراعي للمصالح هنا وهناك... فجريمتُه أفظعُ بكثيرٍ مما يجري...

فالمقارنة بين المصالح ودماء الأبرياء هراء.

عار على العالم، وعلى ما يسمى محور الإعتدال، بل الإحتيال، أن يلعب دور نيرون،

او يقف متفرجاً كما كان يفعل أباطرة الأرض وسفاحوها في الأزمنة الغابرة.

أمام هذا الهولوكوست الحقيقي الذي نشهده في غزة؛ وإزاء كلِّ ما يجري في

فلسطين على مرأى العالم الحر، عذراً، العالم الجشع؛ وإزاء مواقف بعض شهود

الزور، عذراً, المزورين لحقيقة شعوبهم، في العالم العربي.

ومن هذا المنبر الحسينيِّ بالذات، أنعى اليكم، باسم التيّار الوطني الحرّ ورئيسه،

أنا المسيحيُّ المشرقي... أنعى اليكم، شُرعة الأمم، وكلَّ المواثيق والنُظُم، تلك

التي ظننَّا يوماً أن شعوب الأرض قد تساوَت بها في الحق والعدل والخير...

ومعكم، ومن هذا المنبر بالذات، أدعو شعوب العالمين العربي والإسلامي، وكلَّ

شعوب الأرض، الى وقفة تاريخيَّة، ليس دفاعاً عن غزَّة، وعن دماءِ اطفالِها

وشبابِها وشيبِها فحسب، بل دفاعاً عن الإنسان، أي إنسانٍ في أيِّ مكان...!؟

معكم، من هذا المنبر بالذات، أدعو كلَّ الأحرار في العالم للدفاع عن الحقيقة

الصارخة في وجه البربريَّة المتأصلة في بُنية الكيان الصهيوني ومساره

التدميري والتفكيكي لكلّ ما عداه.

أنا لست بخائف على فلسطين.. فلسطين كنيسة المهد والجامع الأقصى وقبَّة الصخرة؛

أنا لست بخائف على فلسطين... التي يولد فيها مع بزوغ كلِّ فجرٍ، عشراتُ، بل مئاتُ

الثوار... أنا خائف على العالم من نزعة الشر المتعاظمة على ضفافه.

وإذ أقول ذلك، أدعو العالم العربي الى تصحيح المسار الإنحداري الذي أوصلنا الى

ما نحن فيه، قبل أن تُبَعثِرَ المؤامرة ما تبقى من فلسطين على ضفاف نهر الأردن

وعند حدود بلاد النيل.



ـ الدكتور ناصيف قـزّي




هناك 3 تعليقات:

eshrakatt يقول...

كنت لسه بسال نفسى فينك يا جو
تقريبا الاحباط قتلنا بس اكيد فيه حلول لازم نشتغل على مدى بعيد جدا ولا ننتظر نتائج قريبه الموجود ده انهيار كامل يبقى لازم يكون فيه بناء كامل
معلش مش عارفه اتكلم كل حاجه ملخبطه تماما

alzaher يقول...

ممكن تفاصيل اكتر عن كاتب هذا المقال؟

حـنــّا السكران يقول...

eshrakatt

صباح الخير , شكرا جزيلا لك على الإستفقاد , الواحد لا قادر يكتب و لا قادر يسكت . انشاء الله الفرج قريب . أخوتنا في غزة يكتبون لنا التاريخ و المستقبل الان . و إنشاء الله سيكون نصرهم بيّناً و قريبا جدا و ناصعاً كعطاءاتهم . لك كل التحية .
..........

أخي الكريم alzaher

يسعد أوقاتك بكل خير

ـ الدكتور ناصيف قزّي مثقف محترم جداً و رجل وطني بامتياز , و هو يشغل منصب مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في التيار الوطني الحر في لبنان , التيار الذي يتزعمه العماد ميشال عون .
ـ تحياتي لك و شكراً جزيلاً على الإهتمام .

11