
والخداع والمؤامرات لتحقيق المصالح العليا للوطن , فـإن بـعـض
الساسة العرب قـد أعـطـوا السياسة معـانٍ جديدة خالية من الذكاء
و الـدهـاء , فـالـكـذب و الخداع و الـمؤامرات و ( الممكن )
تحتاج لساسة دهـاة أذكياء يستطيعون الـلعب على كلّ الحبال
و اقـتـنـاص الـفـرص . و تـغـيـيـر الـوقـائـع عـلـى الأرض
في سبـيل مصلحة معروفة و نهائية هي مصلحة " الوطن "
أي مـصـلـحـة الـشـعـب .
هؤلاء الساسة العرب فهموا الأمـور على نحـو مخـتلف ليصبح
شـعـارهم ( الإستـغباء أولاً ) و الذي يتحوّل مع الزمن إلى غـباء
حقيقي بفعل القدم في المصلحة , و من ثـمّ الدنـاءة و الـجـبـن
و الوضاعة و الـتـجـارة الـرخيصة . باخـتـصـار , بعض الساسة
العرب يختصرون الأمر كلّه في كلمة واحدة : ( سياسي = واطـي ) .
و كلمة ( واطي ) تـحمل في طـيـّاتها , ألـف مـفـردة حـقـيـرة
و قبـيـحة .
العمالة لإيـران .. هـي الـشـمـّاعـة الـتي يـرفـعـها الاّن هـؤلاء
العاجزون , لـيـصبـح كلّ من يـطـالـب بـحـقـّه . هـو عميل لإيران .
أو مـنـخـرط ومـتـورّط فـي ( المحور الإيراني ) أو عـضـو فـي
حـزب ( الهلال الـشـيـعـي الـحـُـسـيـنـي الـراديـكـالـي ) الـعـائـد
لـلإقـتـصـاص مـن يـزيـد و مـعـاويـة . أو فـي أفـضـل الأحـوال
هـو جـنـدي فـي جـيـش كـسـرى أنـوشـروان الـفـارسـي و الذي
يــُـعـتـبـر هـو ( الـمـوت الـقـادم مـن الـشـرق ) .
و أنا أشفـق عليهم الاّن و هم يـبحـثـون عن ردّ مناسب و تـهـمـة
جـيـّدة لـمـحـبـّي السيد رجب طيب أردوغان أو لأردوغان نـفـسه
بـعـد مـواقـفـه الـشـجـاعـة والـنـبـيـلـة و( الرجوليّة ) , فـتهـمـة
الـمـدّ الشيعي أو الفارسي التي تــُـطرب الكسالى العـرب , لا يمكن
استخدامها هنا , كما لم يكن ممكناً استخدامها مع شافيز و رئيس
بوليفيا .
لكن مع شافيز ورفيقه يمكن لـتـنـابـلـة السلطان بوش أو السلطان أوباما
أو السلطان شيمون , أن يـقـولـوا بأنّ هـؤلاء يساريـون ( يجعجعـون ) .
و الـيـسـاري بـنـظـر هـؤلاء , هـو شخـص يـقـبـل الـقـسـمـة عـلى
كـل الـتـُهـمْ الـمـمـكـنـة .
لـكـن فـي مـسـألـة تـركـيـّا و السيد أردوغـان , ربـمـا يـكـون العنوان
الـقـادم لـهـؤلاء الـتـنـابـلـة , هـو ( عـودة الـحـلـم الـعـثـمـانـي )
و سـتـبـدأ سـيـمـفـونـيــّات ( الـشـروال الـعـثـمـانـي و الـتـخـلـّف
العثماني و الـرجـل الـمـريـض ).. و مـا إلـى هـنـالـك مـن أغـان ٍ
و ألـحـان حـزيـنـة تـلامـس أفـئـدة ( عـرب الـردّة ) . وسـيـعـود
الـحـديـث عـن أمـجـاد الـثـورة الـعـربـيـّة الكـبـرى وقـائـدهـا البطل
الـشـريـف حـسـيـن ( وفـي الـحـقـيـقـة كـان قـائـدهـا الـشريف
لـورانـس الـعـرب الـجـاسـوس الإنـكـلـيـزي و حسين هـذا لم يكن
يـخـتـلـف عـن حسين أبـو بـاراك أوبـامـا أو عـن حسين فهمي مـن
نـاحـيـة أخـرى ) .
كـلّ موقـف شريـف . تـقابله تهمة من هؤلاء العجـزة . و لـو هـبّ
الهواء في اتجاه يـخـدم المقاومـيـن أثـناء المعركة , قـد يـجـدون
تـهـمـة مناسبة لـلسماء , بـأنها أصبحت في الـمحـور الإيراني .
أو أنّ إيران تـُـغـيـّر طقس المنطقة لمصلحتها , و أنّ (الهوا الشرقي )
هو مؤامرة إيرانية يجب الوقوف في وجهها و يجب مؤازرة ( الـهـوا
الغربي ) أو رياح الخماسين التي لا يمكن للمخابرات الإيرانية اختراقها .
الحقيقة أني أشعر بما يشبه العجز في شـرح نظرية المقاومة و مصالح
المقاومة و شروط المقاومة , و بديهيات العمل المقاوم , سياسياً
و ميدانياً .. بمعنى أصحّ .. أشعر بالـقرف غير المسبوق من توضيح
الـواضـح , و مـن شرح الـعـملـيّة الـحـسـابـيـّـة :
1+1= 2
و لأنـي أشعر بهذا العجـز الاّن , و بما يشبه الإستسلام الفكري و العقلي
و المنطقي .. و لأنّ ( لكلّ داء دواء يـُسـتـطـبّ به , إلاّ الحماقة أعـيـتْ
من يداويها ) , فـأنـا سـأسـلـّم الاّن و أرفع الـرايـة الـبـيـضـاء و أقـول
بـأنّ هـؤلاء معهم حـق بالـفـعـل , وأنّ كـل مقاوم أو كل مـؤمن بالمقاومة
هـو إمـّا عربيّ تـخـلـّى عـن أصله و فـصله و أصبح إيـرانيّ الـوجــه
و الـيـد والـلـسـان , أو أنـّـه غـيـر عـربـي مـن الأسـاس .
و هـذا يـكـشـف لـي بـعـض الأمـور :
ـ سـأسـلـّـم الاّن أن السيد حسن نصرالله هو إيراني .. وهـذا يـجـيـبـنـي
على سـؤال قـديـم كـنـت أسأله لنفسي , وهـو عـن سـرّ شجاعة و ذكاء
و حكمة و إيمان وصدق هـذا الزعيم العربي رغم وجوده في محيط ٍ يـعـجّ
ويزدحم بالجبناء و الأقـزام الـعـرب .. إذن الرجل إيـرانياً و لـيس عربـياً !!!
هـذا يـجـيـبـنـي عـن سـؤالي و يـُـفـسـّر لـي مـا لـم أكـن أفـهـمه .
فـشـكـراً لـكـم .
و هـذا يــُـعـيدني أيضاً إلى صلاح الدين ( الكردي ) و قـطـز و الظاهر
بيبرس ( مماليك ) والاّن أردوغان ( التركي ) وشافيز ( جـنـوب أمريكي
بوليفاري ) و الرئيس موراليس ( هـندي أحـمـر بوليفي ) .
وأنا هنا أتـكلم عن المسؤولين الذين لهم عـلاقة ومواقـف على تماس
مـع القضية الفلسطينية . و الذين لديهم حيثيات سياسية وشعبـية على
الأرض , ولا أتـكـلــّم عن الأشخاص و الأفـراد بـشـكـل عـام .
و طبعاً لا داعي للقول أن منظمات المقاومة الفلسطينية التي لا زالت
مؤمنة بالتحرير و المقاومة , هي بـنـظر هؤلاء و بشكـلّ مسلـّم به
تـخــلــّـت عن عروبتها و أصبحت حركات و مـنـظـّمات فارسيّة .
و لا داعـي للكلام كثيراً عن بعض القادة و الزعماء المسيحيـين
العرب الذين لديهم حـيـثـيـّات شـعـبـيـّة و يـقـفـون بـشـكل واضح
و صريح إلى جانب المقاومة في السلم و الحرب و عن قـنـاعـة .
أمثال الجنرال مـيشال عـون والوزير سليمان فرنجيّة وغيرهم, فـيكـفي
أن يكون هـؤلاء مسيحيـون , هـذا الأمـر وحـده يـجـعـل ( جـسـمـهـم
لـبـّـيـس ) لأي تـهـمـة تـخـطـر فـي بـال بـنـي يـعـرب الـحـكـمـاء
و الأشـاوس .
والاّن ( وحسب هؤلاء لا حسب الـواقـع أو حـسـب قـناعـاتي ) أستـنـتج
أنّ اّخـر زعـيم أو قـائـد أو مسؤول عربي صـافـي الحسب و الـنـسـب
و الـهـوى و الـمـيـول و الـغـايـات و الأهـداف , و له علاقـة إيـجـابـيـّة بـفـلسطين
و الـقـدس و مـقـاومـة الـظـلـم , بشكـل مباشر و مـؤثــّـر , هـو مـحـمـّد
بـن عـبـدالله بــن عـبـد المطلب عـليه السلام .