الخميس، 12 يونيو 2008

صـديـقـي شــايــلـــوك



لـي صــديـق أحـبـّـه جـداً ( لا أدري لـمـاذا ) كـان مـُـنـتـدبـاً مـن

الـشـركـة الـتـي يـعـمـل بـهـا و الـتـي مـقـرّهـا ( دبـي ) إلـى البلد

الذي أتـواجد به لـيـعـمـل مـمـثـلاً ( وحـيـداً ) لـلـشـركـة هـنـا .

ولـحـسـن الـحـظ كـانـت الـشـقـة الـمـجـاورة لـشـقـتــّي فـارغـة

حـيـن وصـل إلـى هـنـا , فـأصـبـح جـاري , و كـنــّـا نـقـضـي

أوقـاتـاً طـويـلـة مـعـاً .

فـي أحـد الأيـام طـلـبـت مـنـه أن يـلـقـي نـظـرة عـلـى هـاتـفـي

الـمـحـمـول لـيـسـاعـدنـي فـي حـلّ مـشـكـلـة طـارئـة , و مـجـرّد

أن ضـغـط أحـد الأزرار , ظـهـرت لـه قـائـمـة الأرقـام الـتـي تـمّ

الإتــصــال بـهـا ... و فـاجـئـنـي بـسـؤال سـريـع :

مـن هـو شـايـلـوك * ؟؟

ضـحـكـت و قـلـت : إنـه أحـد الأصـدقـاء .. أنـت لا تـعـرفـه .

قـال : و هـل حـقــّـاً اسـمـه شـايـلـوك ؟

هـنـا حـَـبـكـَـت الـنـكـتـة فـي رأسـي و قـلـت بـبـرود :

اتــصـل بالـرقـم و اسـمـع صـوت الـرجـل ثـم أغـلـق الـسـمـاعـة

لا تــقــل شـيـئـاً و أنـا سـأبـّرر لـه الأمـر فـيـمـا بـعـد .

مـا إن اتــصــل , حـتـى رنّ هـاتـفـه في جـيـبـه.. و حـيـن أخـرجـه

لـيـرى مـن الـمـتـصـل , فـوجـئ بـرقـمـي ... نـظـر إلـيّ و قـد

جـحـظـت عـيـنـاه و قـال : أنـا شـايـلـوك أيـهـا الـوغـد ؟

قـلـت : نـعـم يـا صـديـقـي .. أقــدّم لـك الـعـزيـز شـايـلــوك .

ضـحـك الـرجـل كـثـيـراً ثم انـهـال عـلـيّ بـشـتــّـى أنــواع الــشــتــائـم .

أمـّا لـمـاذا أسـمـيـتـه شـايـلــــوك .. هـذا حـديـث اّخـر لا مـجـال لـذكـره

هـنـا .

شــايـلـوك كـان دائـمـاً مـشـغـولاً .. لــو كـان فـي ( الـتـوالـيـت )

و اتــصـلــت بـه , إن ردّ عـلـيك ( و هـذا نـادر جـداً ) سـيـقـول

لـك أنــّـه الاّن فـي اجـتـمـاع مـع الـتـاجـر الـفـلانـي لـعـقـد صـفـقـة

كـبـيـرة , و شـايـلـوك لا يـخـتـار سـوى الأسـمـاء الـكـبـيـرة فـي

مـجـالـهـا . فـهـو لا يـذكـر لـك اسـم تـاجـر غـيـر مـعـروف أبـداً .

و لأني أكـثـر الـنـاس مـعـرفـة بـشـايلوك و خـطـواتــه , كـونـه

جـاري ( الـبـاب عـالـبـاب ) .. و كـونـي ( الـتـاجـر ) الـوحـيـد الـذي

يـعـقـد مـعـه شايلوك صـفـقـاتــه الـمـزعـومـة.. كـنـت أعـلـم جـيـداً

أنـه لـم يـنـشـغـل لـسـاعـة واحـدة طـوال الـسـنـتـيـن الـلـتـيـن قـضـاهـما

هـنـا فـي هـذا الـبـلد .. كـان يــُـنـهـي كـل أعـمـالـه عـبـر الـهـاتــف

بالإتـصـال بالـمـنــدوبــَـيـن الـلـذيـن عـيــّـنـهـمـا فــور وصـولـه إلـى

هـنــا , و كـان يــُـلـقــي أوامــره الـصــارمــة عـلـيـهـمــا دائـمـاً

و يــُـنـهـي حـديـثـه مـعـهـمـا بـجــمـلـة ثـابـتـة ( شـغـلـكـم مـش

عـاجـبـنـي ) .. لـكـن مـعـرفـتـي بـكـل هـذا لـم يـمـنـع شـايـلـوك

في يـوم مـن الأيــّـام مـن مـمـارسـة هـذا الأمـر عـلـيّ أنـا أيـضـاً

كـنـت أتــصـلّ بـه لـيـأتـي و يـشـرب الـقـهـوة مـعـي فـيـبـادر إلـى

الـقـول أنـه داخـل الاّن للإجـتـمـاع بـفـلان .. و سـيـعـود بـعـد

سـاعـتـيـن .. ذات مـرّة أخـبـرتــه أنـي سـأذهـب غـداً صـبـاحـاً

إلـى مـكـان خـارج الـمـديـنـة لأمـر مـهـم و لـن أعـود حـتـى الـمـسـاء

و سـمـع اتــصـالاتــي ذلك الـيـوم مـع الأشـخـاص الـذيـن سـأذهـب

إلـيـهـم . و لـم يـعـلـم شـايـلـوك أن هـاتـفـاً أتـانـي صـبـاح الـيـوم

الـتـالـي يـطـلـب مـنـي عـدم الـمـجـيء الـيـوم لأسـبـاب طـارئـة

حـصـلـت هـنـاك .. و عـنـد الـظـهـر كـنـت أقـف خـلـف زجـاج نـافـذتـي

لأرى شـايـلـوك و هـو خـارج مـن الـسـوبـر مـاركـت الـمـقـابـل يـلـبـس

( الـشـورت الأزرق ) و يـقـضـم قـطـعـة ( الـسـنـيـكـرز ) الـتي يـعـشـقـهـا .

اتــصـلـت بـه عـلـى الـفـور و أنـا أكـتـم ضـحـكـتـي و قـلـت بـسـرعـة :

قـد أضـطر للـبـقـاء والـمـبـيـت هـنا حـتى الـصـباح فـلا تـقـلـق.. أيـن

أنـت الاّن ؟

قـال بـلـهـجـة الـواثـق بـعـد أن شــتــم الـعـمـل و ( عـجـقـة ) الـعـمـل :

تــخــيــّـل يـا رجـل أنـهـم اتــصـلـوا بـي مـن الـشـركـة فـي دبـي صـبـاحـاً

و طـلـبـوا مـنـي الـسـفـر فـوراً إلـى دولـة قـطـر لـمـقـابـلـة تـاجـر كـبـيـر

هـنـاك ..وقـد حـجـزوا لـي تــذكـرة عـبـر الـهـاتـف ,حـتـى دون اسـتـشـارتـي

لـكـنـي سـأعـود الـيـوم مـسـاءاً ( هـاتـف شـايـلـوك الـدولـي كـان يـسـاعـده

كـثـيـراً عـلـى الـكـذب و عـلـى الـتـواجـد كـل يـوم فـي بـلـد ) . قـلـت :

حـسـنـاً .. انـتـبـه لـنـفـسـك , أراك غـداً .

أغـلـقـت الـسـمـّـاعـة و خـرجـت لأنــتــظـره عـلـى درج الـبـنـايـــة .

فـوجـئ شـايـلـوك أنـي واقـف أمـامـه .. فـصـرخ فـي وجـهـي :

( الـعـمـى بـقـلـبـك مـا أكـذبـك ) ودون مـبـالـغـة ..وقـعـت عـلـى الأرض

و كـاد يــُـغـمـى عـلـيّ مـن الـضـحـك ..كـانــت هـذه الـمـرة الأولـى الـتـي

أكـذب فـيـهـا عـلـى شـايـلـوك بالـفـعـل , لـكـنـه راّهـا بـحـجـم أكـاذيـبـه

تـلـك كـلـهـا .. و أنـا أردتـهـا كـذلـك عـلــّـه يـتـوب .. لـكـن عـبـثـاً .

فـقـد تـجـاوزَ كـذبـتـه الـكبـيرة بـنـفـس الـلحظـة وسارعَ إلى اتــّهامي .

إن لـم تــكـن جـاراً لـشـايـلـوك .. فـسـيـبـقـى بـنـظـرك الـرجـل الأكـثـر

إنـشـغـالاً فـي الـعـالـم .. الـرجـل الـذي لا يـكـلّ و لا يـمـلّ .

غـيـر بـعـيـد عـن شـايـلـوك .. لـن يـحـضـر الـرئـيـس الـمـصـري

قـمـة طـرابـلـس الـغــرب ... يـقـول ( أبـو الـغـيـط ) أن الـرئـيـس

مـشـغـول جـداً و لـديـه ارتـبـاطـات .. و تــقـول صـحـيـفـة الـقـدس

الـعـربـي أن الـرئـيـس لـن يـحـضـر كـي لا يــُـحـرج أمـام أمـريـكـا

بـعـد مـا تــردد عـن قـمـة سـتـجـري هـنـاك بـيـنـه و بـيـن الـرئـيـس

الـسـوري بـوجـود الـعـقـيـد الـقـذافـي ..

أذكـر أن ( أبـو الـغـيـط ) قـال قـبـل الـقـمـة الـعـربـيـة الـمـاضـيـّة

فـي دمـشـق ان الـرئـيـس مشـغـول جـداً و لـديـه ارتـبـاطـات عـديـدة

( لا يـعـلـمـهـا إلاّ الله ) لـذلـك لـن يـسـتـطـيـع حـضـور الـقـمـّة .

أمـعـقـول أن أحـد أسـبـاب حـبـّي لـصـديـقـي شـايـلـوك هـو أنـّـه

يــتــمـتــّـع بـبعـض صـفـات الـزعـمـاء ؟ فــيه مـلامـح ( الــقـادة )

و طـبـاعـهـم ؟ ... ربـمـا ..فـنـحـن العرب نـُـعـجـب أحـيـاناً بـأسـوأ

زعـمـائـنـا .. لأنّ فيهم تـلـك الصفات السـيـّـئـة .. لا لشيء اّخـر .

لـكـن الأمـر الأكـيـد ..هـو أنّ بـعـض الـزعـمـاء الـعـرب يـتـمـتــّـعـون

بـكـل صـفـات و طـبـاع شـايـلــوك الـحـقـيـقـي ..شـايـلـوك تـــاجــر

فـيـنـيـسـيـا .. لا شـايـلـوك صـديـقـي .

شـايـلـوك عـاد إلـى دبـي مـنـذ حـوالـي سـنـة .. و مـنـذ شـهـريـن لـم

يــردّ عـلـى اتــصـالاتــي .. فـقـط أرسـل لـي رسـالـة عـلـى الـهـاتـف

يـقـول فـيـهـا أنـه اضـطـر لـلـذهـاب إلـى سـوريـا ( ذاك الـيـوم ) لأمـر

هـام و سـيـكـلـمـنـّي عـنـدمـا يـعـود . و لم يـتــّـصـل بـعـدهـا .

سـيـتــّـصـل شـايـلـوك بـعـد أن يـقـرأ هـذا الـمـقـال .. سـيـتــّصـل

لـيـضـحـك كـثـيـراً و يـشـتـم أكـثـر .. وحـتـمـاً سـيـقـول أنـه يـتـكـلـّم

الاّن مـن الـبـرازيـل أو الأرجـنـتـيـن .

أو أنـّه فـي اجـتـمـاع مـع أبـو الـغـيــط نـفـسـه ..




....................................


* شـايـلـوك هـو الـشـخـصـيـة الـمـحـوريـّة فـي الـمـسرحـيـّة الـرائـعـة

والشهـيرة( تـاجـر الـبـندقـيـّة ) ـ (The Merchant of Venice)

الـتـي كـتـبـهـا و لـيـم شـكـسـبـيـر .






هناك 14 تعليقًا:

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

ليس ببعيد أن يتبوأ شايلوك منصباً رفيعا ويصبخ فخامة الرئيس والوزير، فهو ما شاء الله لديه جميع المهارات المطلوبة في القيادات العربية
:)

ودمت بخير يا صديقي

حـنــّا السكران يقول...

أهلاً بصديقي المحترم محمد :

والد شايلوك كان يتبوّأ منصباً اقتصاديا كبيراً في أحد دوائر الدولة الرسمية ..لكن عـُرف عنه الإحترام الشديد و الإلتزام ..هذه حقيقة .
أعتقد أن شايلوك قضى وقتاً طويلاً من طفولته و صباه في أروقة مكاتب الدولة حيث يعمل أباه .. أعتقد أنه تعلّم كلّ تلك الفنون من منابعها الحقيقية هناك .أكثر بكثير مما أخذ عن والده .
ـ كنت دائماً أتوّقع له ما توقعته أنت بالفعل .. كان يضحك .. من النادر جداً أن ترى شايلوك منزعجاً .
ـ شكرا يا صديقي العزيز .
دمت بألف خير .

micheal يقول...

ملعووووووووووووبة أوي أوي يا حنا
بوست ينبغي قرائته فعلا أكثر من مرة
أحيييك بشده
تحياتي

بنت القمر يقول...

علي فكرة انسان بالوصف ده خطير جدا جدا
القدرة الفائقه علي الكذب بتؤتي ثمارها برضه
فاكر رأفت الهجان اللي كان مسلم ومسيحي ويهودي مصري ومغربي في نفس الوقت
فقط هؤلاء ينتظرون فرصه مناسبه او ينتظرون من يكتشفهم
حسّن علاقتك بيه مين عارف بكره في ايه
:))
تحياتي

Che_wildwing يقول...

عفوا يا شايلوك
ولكن كلهم شايلوك
غدا سيخبرك صديقك أو ستجد الخبر على عناوين الاخبار
مبارك لم يذهب لليبيا
لأنه انشغل بلقاء شايلوك
تحياتى لك
وتحية خاصة لشايلوك

مصــــري يقول...

السيد"حنـّا"

ضحكت بشدة لرؤية شخصية بتلك المواصفات.
وقد ظننت نفسي قد علمت أنواع الشخاص كلها.

السيد الرئيس دائماً لديه ارتباطات.
ألم تسمع عن تدخله لحل مشكلة حارس مرمي منتخب مصر؟
مشكلة قومية....اليست مشكلة؟

تحياتي
أسامة

حـنــّا السكران يقول...

مايكل صديقي

هي ملعوبة لكن على مين ؟؟ مش على الأذكياء و اللي بيفهموها على الطاير متلك يا صديقي .
سعيد بك دائما .

حـنــّا السكران يقول...

أهلا ببنت القمر ,, منوّرة

عارفة ليش شايلوك ما بيخوّف ؟؟ لأنه كسول جدا هههه ..مكتبه في سريره معظم الأحيان ..
هو فعلا ينفع في هذه الأنظمة العربية الخشبية و التي تمشي على ساعة الرمل .
ـ شكرا جزيلا على حضورك البهيّ

حـنــّا السكران يقول...

أهلا بالعزيز تشي

ـ هي فعلا مش غريبة أبدا .. على الأقل ..شايلوك ممكن أن يقلها بسهولة و يسهب في الحديث عن اللقاء .. لكن ما بعرف إذا كان ( الفخامة ) سيفضـّل أن يظل اللقاء سريـّاً و ذلك لأهمية المواضيع التي نوقشت في ذلك اللقاء.. ربما ..
شكرا لك يا صديقي

حـنــّا السكران يقول...

أهلا بصديقي العزيز أسامة :

فعلاً ..أنا صار عندي شبه يقين أن الإنشغالات المهمة لهؤلاء الناس ..هي كإنشغالات صديقي شايلوك تماما ..
كويّس إنك ذكرت موضوع الحضري ..مثال صارخ جدا و حقيقي .
شكرا عزيزي أسامة .

Hypatia يقول...

ههههههه
قابلت هنا فى الكويت حوالى 3 شايلوك
:))
بس مأظنش ان حد فيهم ممكن فى يوم يكون مهم او له قيمه
كلهم كسالي ليس لديهم اى نشاط فى الحياه سوي النوم والتسوق والاكل
وفي اغلب الاحيان لا يتحرجو من هذا الكسل ولا يكذبو مثل شايلوك ويدعو انهم فى اعمال مهمه 3 فقط او 4 جمعو بين الكسل والخيال الواسع فى الكذب

اعتقد ان ما يميز الشايلوك المصري عن اى شيلوك تانى من اى جنسيه هو خفه الدم
لذلك انا اكيده ان شايلوكك كان مصري لانه ضحكك وضحكنا
اى شايلوك من جنسيه تانيه حيفقعلك مرارتك ويرفعلك الضغط
:))
أسألنى أنا

حـنــّا السكران يقول...

أهلا بالصديقة نسرين

هو فعلا ميزة الكسل جامعة بين هذا النوع من ( الشايلوكات ) ..لكن معظمهم أيضا يدفعك الى الضحك كثيرا ..فالأمر برمّته مضحك حتى و إن كان مزعجا في ذات الوقت ..
هههه لا لم يكن مصريا ..لكنه خفيف دم فعلاً ..
أنا نشرت النص أولاً في مدونتي الأخرى و التي يعرفها شايلوك ثم أعدت نشره هنا و لم أغيّر فيه شيئا..هذه المدونة لا يعرفها هههه لذلك أنا أتحدث براحتي هنا في التعليقات.
joe75.jeeran.com
ـ تحية كبيرة يا نسرين ..

bluestone يقول...

لكل شعب شايلوكه :)
على فكرة شكسبير رسم تلك الشخصية بحنكة غير عادية .. حتى انك ان تمعنت فيها لعرفت قدر تعاطفه مع شخصية شايلوك وليس انتقادها كما علمنا الجاهلون ...

تحياتي

حـنــّا السكران يقول...

بلو

تحياتي ..أهلا و سهلا :
نستطيع القول أن لكل شخص شايلوكه ربما و ليس لكل بلد .
ـ نعم أوافق فيما يخص شخصية شايلوك ..و مدى عناية شكسبير في رسم هذه الشخصية ..أقلّ شيء أنه يتركك أمام مشاعر متناقضة في مراحل كثيرة تجاه الشخصية ..
لا أدري لماذا وضح لي هذا الأمر أكثر عندما رأيت النص في السينما ..لقد برع مخرج الفيلم و الممثل الكبير ( اّل باشينو) في إيصال ذلك كما لم يصل الأمر من قبل .
شكرا يا بلو ..سررت بمرورك و إضافتك .

11